من المعروف أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مستعد لفعل أي شئ لاستكمال مسلسل القمع الذي يمارسه داخل بلاده للانفراد بالسلطة ومنع أي صوت معارض له، وبسبب ذلك فقد الكثير من الحلفاء في العالم إلا إسرائيل التي لم ولن تتخلى أبدًا عن أردوغان وتربطها به وبنظامه علاقات تطبيع في شتى المجالات. التقارير العبرية تثبت أن أردوغان لن يجد حضنًا دافئًا أفضل من إسرائيل رغم علمها باتبعه الأسلوب القمعي الوحشي ضد بلاده، وتقول التقارير الإسرائيلية أن على المستوى الدولي، فإن وضع أردوغان ليس جيدًا، وفي الحقيقة ليس لديه حلفاء حقيقيون في العالم. وأول من هنأه على الفوز هو إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، وقطر الطفل الشرير في منطقة الخليج، وفي الإجمالي فإن أردوغان 2018 يواجه صراعات مع معظم قادة العالم الآخرين. والدول العربية السنية، على رأسها مصر والمملكة العربية السعودية، تعتبره عدوًا. باب إسرائيل مفتوح وتضيف أن الاتحاد الأوروبي لن يفتح أبوابه لتركيا أردوغان بسبب الأضرار الجسيمة لحقوق الإنسان في البلاد، التي وصلت إلى مستويات جديدة بعد فشل محاولة انقلاب في صيف عام 2016 إذ تم اعتقال نحو خمسين ألف نسمة الكثير منهم تعرضوا للتعذيب في غرف التحقيق، تم طرد الآلاف من الأكاديميين والقضاة وأغلقت المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام، ومئات تم القبض على الصحفيين. ومن الناحية العملية، توقفت المفاوضات الخاصة بدخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. والولايات المتحدة لم تعد أيضا الصديق الكبير لتركيا. ما يعني أن إسرائيل هي الباب الوحيد المفتوح على مصراعيه أمام إسرائيل. وسبق أن رفعت تركيا الراية البيضاء، معلنة رغبتها في التطبيع الكامل مع الكيان الصهيونى، وجرت لقاءات سرية بين الجانبين قبل أن يتم الإعلان عن ذلك رسميًا، لأن تركيا التي تعانى حاليًا من أزمات عدة مع جيرانها، وبلغ بها الحال الدخول في صراع أشبه بحرب غير معلنة مع دولة عظمى مثل روسيا، على خلفية حادث إسقاط المقاتلة الروسية مؤخرًا، لم تجد أفضل من تل أبيب لتكون حليفًا مقربًا لأنقرة. بيع حماس ويبدو أن تركيا دفعت مقدمًا من أجل التطبيع مع إسرائيل، ففى البداية باعت الحركة حماس بلا ثمن، وعلى إثر تجديد العلاقات بين الدولتين وافق الرئيس التركى، مؤخرًا على طرد العاروري، القيادي في حماس، من تركيا، رغم أنه لن يغلق مكاتب حماس. وتركيا كانت أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل بعد إنشائها في عام 1948 وأنشأت لاحقا علاقات دبلوماسية كاملة معها وفي حكم النظام العلماني المدعوم من الجيش حافظت هذه العلاقة لفترة طويلة جدا. السلطان الجديد وأكد تقرير إسرائيلي اليوم الإثنين، أن فوز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس هو فوز جزئي، مشيرًا إلى أن أردوغان ساهم في السنوات الأخيرة في أن يكون وضع الديمقراطية في تركيا أقل مما كانت عليه أيام كمال أتاتورك في الماضي. وأضاف التقرير العبري الذي نشر في مجلة "جلوبس" الإسرائيلية أن الرئيس التركي يتولى السلطة على طريقة "السلطان الجديد". وأشار إلى أنه وفقا للنتائج حتى الآن، لم ينجح أردوغان في الحصول على الأغلبية البرلمانية المطلوبة لمزيد من التغييرات الدستورية التي يرغب في تطبيقها. ولفت إلى أن فوز المعارضة بأكثر من 40 في المائة من المقاعد في البرلمان، يشير إلى المعارضة المتزايدة للجمهور التركي لسياسة أردوغان. فقدان النفوذ بالشرق الأوسط ويؤكد المحللون أن تطبيع تركيا ودولة الاحتلال يأتي نتيجة فقدان تركيا نفوذها في الشرق الأوسط بعد الإطاحة بنظام الإخوان في مصر لذا تعتبر دولة الاحتلال صديق جديد قوي في المنطقة يمكنها من لعب دورا في القضايا الرئيسية من أجل مصالحها. ويوضح المحللون أن تركيا تتجه نحو الكيان الصهيوني من أجل نيل رضا الغرب والولايات المتحدةالأمريكية بعد انتقادات عنيفة وجهت للحكومة التركية بعد الكشف عن فساد مسؤولين في الحكومة التركية. ويأتي التحرك التركي نحو الكيان الصهيوني بالتزامن بالتحرك نحو إيران الأمر الذي دفع المحللون إلى الاعتقاد أن تركيا تحاول الضغط على التحالف العربي بقيادة مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات.