لم يصدر بيان رسمي من البيت الأبيض أو وزارة الدفاع الأميركية يؤكد أن سبب الانفجار هو قذيفة إسرائيلية، لكن بعض التقارير تشير إلى أن واشنطن كانت على علم بتفاصيل الحادث تختلف عن رواية نتنياهو. ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدّد حماس بالتصعيد، لكنه في الوقت ذاته أقر بأن "إسرائيل" لم تكن قادرة على سحق الحركة بالكامل خلال العامين الماضيين، ما يشير إلى إدراك أميركي لتعقيدات الوضع.
وسائل إعلام عبرية نقلت أن "إسرائيل" قررت إعادة فتح المعبر بعد تسليم جثامين بعض الأسرى "الإسرائيليين"، وهو ما تزامن مع ضغوط أميركية لإعادة إدخال المساعدات. ووفقًا لما ورد، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر الضغط لإعادة فتح المعبر رغم العملية العسكرية لجيش الاحتلال، بعد أن وصله أن سبب التفجير الذي قتل ضابطًا وجنودًا إسرائيليين كان قذيفة "إسرائيلية" غير منفجرة، وليس هجومًا من عناصر حماس كما زعم نتنياهو. وقالت الناشطة سمر جراح @SamarDJarrah المقيمة بالولاياتالمتحدة: "بعد فترة وجيزة من الانفجار في رفح، أبلغني مصدر مطّلع أن البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية تأكّدا من أن الحادث نجم عن جرافة تابعة لمستوطنة إسرائيلية دهست ذخائر غير منفجرة — ما يناقض رواية نتنياهو بأن عناصر من حماس خرجوا من الأنفاق.". وأضافت أنه "وعندما أعلن نتنياهو أنه سيمنع دخول جميع المساعدات إلى غزة ردًّا على الحادث، وبدأ حملة قصف جديدة، نقلت الإدارة الأميركية إلى "إسرائيل" أنها تعرف الحقيقة. بعد ساعات فقط، أعلن نتنياهو إعادة فتح المعابر." https://x.com/SamarDJarrah/status/1979984253170376865 وتعني الرواية التي قالها مصدر أمريكي نقلت عنه الناشطة الفلسطينية الامريكية سمر جراح تناقض الرواية الرسمية "الإسرائيلية": إذا ثبت أن القذيفة كانت من مخلفات الاحتلال نفسه، فهذا يقوّض مبرر التصعيد العسكري الذي أعقب الحادث. ويؤكد دور أميركي في التهدئة وأن قرار ترامب بإعادة فتح المعبر يشير إلى تدخل مباشر لاحتواء التصعيد، خاصة بعد أن أُبلغ بالحقيقة من مصادر استخباراتية. كما يشير إلى تأثير على مصداقية نتنياهو وأن هذا النوع من التناقضات قد يضعف موقف حكومته دوليًا، ويزيد الضغط عليها في المحافل الحقوقية والدبلوماسية. والرواية تتعلق بأن الجرافة التي كانت تقل ضابط بجيش الاحتلال وجنود تفجرت لدى مرورها على قذيفة لم تنفجر كسبب للانفجار في رفح، لكن البيت الأبيض عبّر عن شكوكه تجاه رواية نتنياهو، وأبلغ إسرائيل بموقفه مما أدى إلى إعادة فتح المعابر بعد التصعيد. نتنياهو كاذب وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إن "عناصر من حركة حماس خرجوا من الأنفاق، مما استدعى الرد العسكري" واستخدم هذا التبرير لشن حملة قصف جديدة على رفح، بنحو 153 طن متفجرات وأعلن إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وابدى البيت الأبيض تحفظات واضحة و لم يتبنَّ الرواية الإسرائيلية بالكامل، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي إن واشنطن لم ترَ بعد عملية برية كبيرة في رفح، وإنها تراقب الوضع عن كثب.
الولاياتالمتحدة طالبت "إسرائيل" بخطة واضحة لحماية المدنيين، وأعربت عن رغبتها في الاطلاع على تفاصيل العمليات العسكرية قبل تنفيذها. فيما يتعلق بالسبب الحقيقي للانفجار، لم تصدر الإدارة الأميركية بياناً يؤكد رواية الجرافة الإسرائيلية، لكن مصادر إعلامية نقلت أن واشنطن تواصلت مع إسرائيل وأبلغتها بموقفها، مما أدى إلى تراجع نتنياهو عن قراره بعد ساعات. ووصفت الأممالمتحدة الضربة بأنها من "أشد الفظائع"، وأعربت عن قلقها من استهداف مخيمات النازحين وشدد البيت الأبيض على أن أي عملية برية واسعة في رفح قد تدفعه إلى تغيير سياسته تجاه "إسرائيل". وعلق المحلل السياسي د.حذيفة عبدالله عزام @huthaifaabdulah: "الخارجية الأمريكية تعلم الغيب !!!! فقد نشرت نبوءتها هذه بالأمس وأعادت نشرها اليوم !!!.. بيان حماس واضح وضوح الشمس بأن الحدث جرى في المناطق الحمراء التي تخضع لسيطرة الجيش "الإسرائيلي" وأن الاتصال بين حماس ومجموعاتها في رفح انقطع منذ شهر مارس الماضي ولا تعلم إن كانوا على قيد الحياة ؟؟؟".
وأضاف، "تريدون إعطاء الذريعة لنتنياهو كي يعود إلى الحرب افعلوها بقليل من الشرف وليس بافتعال أحداث تتنبأون بها قبل وقوعها رجما بالغيب كي تظهروا أمام العالم بأنكم تعلمون الأحداث قبل وقوعها ثم تأتي الأحداث مطابقةً لنبوءاتكم !!! وتسعون لفرض الواقع السياسي الذي تريدون متكئين على الحدث الذي افتعلتموه و نشرتم قبل تنفيذه توقعاتكم بحدوثه لتحققوا منه الغاية التي تريدون !!!". ونشرت الخارجية الأمريكية @USAbilAraby (قبل التبين) بيانا قالت إن الولاياتالمتحدة أبلغت الدول الضامنة لاتفاق سلام غزة بتقارير موثوقة تشير إلى انتهاك وشيك لوقف إطلاق النار من قبل حركة حماس ضد سكان غزة. مشيرة إلى أنه هذا سيُشكّل الهجوم المخطط ضد المدنيين الفلسطينيين، خرقًا مباشرًا وخطيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار، ويقوض التقدم الكبير الذي تم تحقيقه بفضل جهود الوساطة. وتحث الدول الضامنة حماس على الوفاء بالتزاماتها بموجب بنود اتفاق وقف إطلاق النار. وفي حال مضت في هذا الهجوم، فستُتّخذ تدابير لحماية سكان غزة وضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار. وتظل الولاياتالمتحدة والدول الضامنة الأخرى عازمة على التزامها الراسخ بحماية المدنيين، والحفاظ على الهدوء على الأرض، وتعزيز السلام والازدهار لشعب غزة والمنطقة ككل. https://x.com/USAbilAraby/status/1979847984411017689 وقالت كتائب القسام: إنها "تؤكد على التزامنا الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة، ولا علم لنا بأية أحداث او اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث أن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال. وأضافت أن "الاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس من العام الجاري، ولا معلومات لدينا ان كانوا قد استشهدوا أم لا زالوا على قيد الحياة منذ ذلك التاريخ.". وأشارت إلى أنه "وعليه فلا علاقة لنا بأية أحداث تقع في تلك المناطق ولا يمكننا التواصل مع أي من مجاهدينا هناك إن كان لا يزال أحد منهم على قيد الحياة.". خروقات تطال كل غزة ولم يتوقف القصف الصهيوني على رفح بل امتد إلى كل غزة، فاستشهد ثُلَّة من أبناء وأبطال مخيم جباليا في اغتيال جبان بعد استهدافهم بالزوايدة، ارتقوا اليوم بعد عامين من البطولات التي تشهد لها حدود وشوارع المخيم. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان صحفي: إن الاحتلال ارتكب منذ الإعلان عن انتهاء الحرب على قطاع غزة سلسلة من الخروقات الخطيرة والمتكررة، بلغت حتى اليوم (47 خرقاً موثقاً)، في انتهاكٍ صارخٍ وواضحٍ لقرار وقف الحرب ولقواعد القانون الدولي الإنساني. وتنوّعت هذه الخروقات بين جرائم إطلاق النار المباشر على المواطنين، وجرائم القصف والاستهداف المتعمّد، واعتقال عدد من المواطنين المدنيين، في ممارسات تعكس استمرار النهج العدواني للاحتلال رغم إعلان وقف الحرب. وأشار إلى أن هذه الاعتداءات نفّذها الاحتلال باستخدام الآليات العسكرية والدبابات المتمركزة على أطراف الأحياء السكنة، والرافعات الإلكترونية المزودة بأجهزة استشعار واستهداف عن بُعد، إضافة إلى الطائرات المسيرة (الكواد كابتر) التي تواصل التحليق فوق المناطق السكنية، وتنفّذ عمليات إطلاق نار واستهداف مباشر للمدنيين. ورصد المكتب الإعلامي هذه الخروقات في جميع محافظات قطاع غزة دون استثناء، مما يؤكد أن الاحتلال لم يلتزم بوقف العدوان، ويستمر في سياسة القتل والإرهاب بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.
وقالت مساء الأحد إنه نذ صدور قرار وقف الحرب، ارتقى (38 شهيداً) وأُصيب (143 مواطناً) بجراح متفاوتة، جرّاء هذه خروقات الاحتلال "الإسرائيلي" المتواصلة.