تساؤلات عديدة حول الخروج من الأزمة والتى تأكد للجميع أنها "مؤامرة" من الدول الخليجية الثلاثة (السعودية والإمارات والبحرين) بالإضافة إلى مصر، بعد قرار مقاطعة دولة قطر، وهو القرار الذى يصب بشكل مباشر فى صالح الكيان الصهيونى، الذى يهتم دائمًا بتفرقه الوطن العربى والإسلامى، ولكن السؤال الأبرز، كيف ستخرج قطر من ذلك الحصار والعودة قوية كما كانت؟. إجابة هذا السؤال جاء فى تقرير تحليلى، نُشر على مدونة "عباقرة"، الذى أثار فيه نقطة هامة بعد إدراكه لحقيقة الموقف الذى اتضح للجميع وهو أن القضية الفلسطينية وبالأخص حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، هى كلمة السر فى ذلك الهجوم على قطر، وهى السبب فى المقاطعة، لهذا ستكون هى السبب الأول والأقوى فى فك هذا الحصار إذا قامت بشن حرب تصعيدية ضد العدو الصهيونى. وبذلك ستكون قطر هى الأقوى بين تلك الدول، والتى سوف يلجأ لها الكيان الصهيونى وأمريكا لإنهاء الحرب نظرًا لتقاربها الشديد مع المقاومة الإسلامية فى الأراضى الفلسطينية، بجانب كونها رمانة الميزان فى ذلك الملف، الذى فشلت فيه مصر والإمارات والسعودية والأردن، ولهذا كانت قطر الأقوى بينهم طوال الفترة الماضية، وستكون كذلك حال تصاعد الأمور. فهل لو شنت حماس حرب تصعيدية على اسرائيل.. تصبح الحاجة ماسة وقتها للوسيط (قطر) ؟ ومن متابعة إعلام العدو الصهيونى وتحليلات خبرائه ومسئولية فإن هناك تخوفات شديدة داخل أروقة الاحتلال من تصعيد عسكرى قادم من قطاع غزة، وهو ما تأكد من مقال نشره المحلل الصهيونى عاموس هرئيل، فى صحيفة هآرتس العبرية. وقال "هرئيل" أن تداعيات الأزمة السياسية بين قطر والسعودية قد تؤثر على الكيان الصهيونى بشكل غير مرضى، وذلك لأن قطاع غزة سيكون خارج السيطرة العربية تمامًا، مشيرًا إلى أن تراجع الدعم القطري لحماس في أعقاب الأزمة الخليجية قد يحث الحركة على التصعيد في الصيف القريب، على خلفية أزمة المياه والكهرباء المتفاقمة في القطاع. مضيفًا أن تفاقم الأزمة في غزة يقلق القيادة الصهيونية، خاصة أن الحركة قامت في الأسبوعين الأخيرين بتشجيع إجراء تظاهرات، بعضهن تحول إلى مظاهرات عنيفة، عند الحدود مع الاحتلال. ويكتب هرئيل أن قطر أضحت في السنوات الأخيرة الداعمة الوحيدة لحكم حماس في القطاع، بعد تدهور العلاقات مع مصر إثر سقوط نظام الإخوان المسلمين وصعود عبد الفتاح السيسي، عام 2013، وتقليص الدعم الإيراني على خلفية الصراع السني – الشيعي في الحرب الأهلية في سوريا، وتراجع الدور التركي الداعم لحماس عقب اتفاق المصالحة مع الكيان الصهيونى، وزيادة متاعب الرئيس أردوغان في بلده وخارجها. وظلت قطر تدعم الحركة ماليا وسياسيا، فنقلت أكثر من مرة أموال لخزنة حماس لسد احتياجات سكان غزة، وتدخلت لحل أزمات الحركة مع مصر، والكيان الصهيونى والسلطة، وحضنت في السنوات الأخيرة رموز الحركة، وعلى رأسهم الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، وكذلك رموز عسكرية للحركة مثل صالح العاروري، الذي طرده الكيان الصهيونى من الضفة قبل 7 سنوات ووصل إلى تركيا، فطرد منها بضغط أمريكي، حيث واصل العاروري نشاطه العسكري ضد الاحتلال الصهيونى. ويكتب هرئيل أن قطر بضغط سعودي وأمريكي طالبت العاروري، مطلع الأسبوع الجاري، ونشطاء آخرين ترك الدولة حالا، إلا أن الخطوة هذه لم تكفِ لإرضاء السعودية التي جرّت معها دول الخليج ومصر والسودان إلى قطع العلاقات مع قطر وعزلها على نحو غير مسبوق. وتشير التقديرات إلى أن قطر ستضطر إلى التراجع في مواقف عديدة أقامت عليها غضب دول الخليج وعلى رأسها السعودية، ما سيؤدي إلى تغيير العلاقة مع حماس. فقبل أيام وصل يحيى السنوار وقادة كبار في حماس إلى مصر لمفاوضات مع الجانب المصري، ومن ثم السفر إلى قطر، لكن نشوب الأزمة الخليجية حال دون سفرهم. ويكتب المحلل الصهيونى فى ذات المقال أيضًا، "يجب على سنوار ومشعل وهنية مراجعة خطواتهم، خاصة في خضم الضغوط الحالية التي تمارسها مصر والسلطة الفلسطينية على القطاع المتمثلة بفتح معبر رفح بوتيرة قليلة، وإعلان محمود عباس تقليص الدعم المالي لموظفي السلطة في غزة، ووقف الأموال للكيان مقابل الوقود اللازمة لمحطة القوة في غزة، وعدم نية نتنياهو دفع هذه الأموال بدل السلطة لأنها ستعد تراجعا لحماس". ويخلص المحلل الصهيونى إلى القول إن هذه الضغوط متراكمة ستؤدي إلى قطع الكهرباء في غزة لمدة أطول، وإلى ضائقة في المياه، قد تدفع الحركة إلى تصعيد عسكري ضد الاحتلال الصهيونى، وذلك سيكون "حماقة كبيرة"، حسب هرئيل، لكنه يتابع، "لكن قيادة الحركة لا ترى الأمور مثلما نراها في الكيان الصهيونى، لأن الأيديولوجية التي تسير حسبها الحركة تقوم على كراهية عميقة للعدو الصهيونى، وإيمان بأن النضال العسكري ضدها هو الطريق".