أخذت أقلب فى ذاكرتى خلال الفترة التى أعقبت الثورة حتى يومنا هذا كى أقف على مكاسب الشعب الثائر فوجدتها لا شيء اللهم إلا أن العمال المؤقتين أصبحوا مثبتين .. لملمت نفسى وخرجت من المنزل وأمام محل العصير وجدته واقفاً هناك يمسح بيده ما تساقط على لحيته من بقايا الفخفخينة.. ربت على كتفه فى نعومة.. نظر خلفه وقال: أهلاً بالخالة سطوطه إزى حضرتك!! قلت: أهلاً يا أبو كف رقيق وصغير.. أزيك يا شيخ بكار.. أراك تغرق فى الفخفخينة وكأن شيئا فى مصر لم يحدث قال: نحن نرتضى بما يحكم به الصندوق يا خالة سطوطه قلت: إذن أنت راض عن رئيس مصر الجديد يا بكار يابنى قال: أنا لا أستطيع الاعترض على اختيار الشعب فنحن رضينا بالصندوق حكماً يا حاجة سطوطة قلت: لكن السلفيين موقفهم «مايع» منذ خروج حازم صلاح أبو إسماعيل من المنافسة قال: السلفيون مشغولون بحال مصر أكثر من غيرهم يا خاله.. قلت: نعم نعم ياروح الخاله.. هم بالفعل مشغولون بفضائح مشايخهم البلكيمى وونيس وغيرهما قال: لقد تقدمنا بمشروع قانون لمواجهة ظاهرة التحرش كى نجبر مشايخ النور على الالتزام قلت: ومع من ستناقش القانون ياروح خالتك.. انتو خلاص انكشفتوا واتفضحتوا ربنا يحمى المزز أمثالى من أمثالكم.. بالإضافة إلى أن مجلس الشعب خلاص «بخ» قال: كلام فى سرك يا خالة أنا خايف من الأيام القادمة وأرى أننا سنعود للسجون من جديد قلت: لا لا تخف فلقد تم حرقكم أمام الشعب بالإضافة إلى أن النساء فى الشارع بدأت تخشى تحرش مشايخكم وبالتالى أنتم غير مؤثرين فى العملية السياسية على الإطلاق قال: لا تقولى ذلك يا خالة فلدينا رموز دينية محترمة مازال الشعب المصرى يقدرها ويجلها.. قلت: وماذا عن الثورة والثوار؟ قال: الثورة بالنسبة لمشايخ السلفية انتهت بصدور حزب النور فقد أصبح لنا شرعية بينما من قبل كنا نوصف بطيور الظلام قلت: وحالياً أصبحتم طيور النور أليس كذلك قال: أنتى تعلمين يا أخت سطوطة أننا أصحاب مواقف وطنية واضحة للجميع وهذه المرحلة ليس مرحلتنا فنحن قادمون وبقوة فقد كنا نتعلم السياسة فى الفترة السابقة.. قلت: نحن لا نرى منكم سوى تصريحات شجب ورفض فى الجرائد والفضائيات والسلفيون يصدرونك لنا باعتبارك أبو كف رقيق وصغير.. قال: انتظرى قليلاً وسترين ما هو مخططنا لمصر بعد أن نقف على موقف الشعب من رئيسهم الجديد.. فنحن قادمون إن شاء الله وبكل قوة!! قلت: إنتم قادمون والإخوان قادمون والعسكر قادمون والثوار قادمون.. أنت تشعرنى بأننا فى سباق يا بكار رغم أننى أرى أن السلفيين ابتعدوا عن الساحة ولا أسمع لهم صوتا إلا من خلالك بينما أنت تخرج علينا كل حين «ومين» كى تقول لنا نحن هنا! قال: حكم العسكر سوف يعيدنا للسجون إذا ما تطاولنا عليه وحكم الإخوان سوف يضض دعوتنا الوهابية وقد يدخلنا فى صراع معهم لذلك فضلنا الصمت.. وبينى وبينك يا خالة إحنا برضوا رجالة الأمن من زمان ويعلمون كل تحركاتنا!! قلت: كل الشعب يعلم علاقتكم السابقة بأمن الدولة وهذا ليس سراً قال: هذا كان قبل الثورة يا خالة لكننا الآن نحاول تغيير هذه الفكرة تاركين الإخوان لتلك الصدامات مع المجلس العسكرى ونراقب من بعيد ومن يكسب الصراع ندعمه.. أليست هذه هى السياسة ياخالة؟ قلت: السياسة كياسة ياروح الخالة.. لكن ما هو موقفكم من الرئيس الجديد؟ قال: عرضنا عليه بعض المناصب القيادية فوافق لذا سندعمه حتى النهاية وبعد انتهاء مدته الرئاسية نكون قد تغلغلنا فى المجتمع لنقول بعد ذلك كلمتنا ويكون لنا مرشح رئاسى وكلام فى سرك يا خاله أنا ناوى أرشح نفسى فى الفترة القادمة قلت: طبعاً سوف تنجح باكتساح فالأطفال عشاق بكار ورشيدة كبروا الآن وأصبح لهم صوت انتخابى يا روح الخاله.. وهنا تركنى ورحل دون أن يعزمنى على الفخفخينة.