أكد الدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق أن الفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان وعلى المسلم أن يأخذ بالأحوط نافيا وجود صراع بين الفتاوى فكل ما يحدث هو خلاف فى وجهات النظر. وشدد على ضرورة التأدب مع المفتى ورفض فتوى تحريم الزواج من فلول النظام السابق واصفا إياها بالمتطرفة وهذا نص الحوار: هل من الممكن أن تتغير الفتوى؟ - نعم فالفتوى تختلف باختلاف الجهات الأربع الزمان والمكان والأشخاص والأحوال لأنه لا ينكر تغيرالأحكام بتغيير هذه الجهات، والمراد بالأحكام القابلة للتغير هنا: الأحكام النسبية المرتبطة بتلك الجهات الأربع والأحكام الاجتهادية التى استنبطت بدليل القياس أو المصالح المرسلة أوالاستحسان أو غيرها من الأدلة الفرعية وإلا لو ظل العرف مثلاكما هو عدة قرون لم يكن أحد مستطيعا أن يغير الفتوى أما الأحكام المطلقة والأحكام السياسية النصية بالأمر أو النهى فإنها لا تتغير مطلقا. وماذا نفعل إذا تضاربت الفتاوى؟ -إذا اختلف على المستفتى فتيا فأكثرففيه مذاهب الأول أنه يأخذ بأشدها وأغلظها فيأخذ بالحظر دون الإباحة وغيرها لأنه أحوط. والثانى أن يأخذ بأخفها لقوله تعالى:»يريد الله بكم اليسرولا يريد بكم العسر» وقوله :»وما جعل عليكم فى الدين من حرج» وقول :»يريد الله أن يخفف عنكم». ما هى أسباب الاختلاف بين المفتين؟ - ليس كل تعارض بين قولين يعتبر اختلافا حقيقيا بينهما فإن الاختلاف إما أن يكون اختلاف فى العبارة أو اختلاف تنوعا أو اختلاف تضاد وهذا الأخير فقط هو الاختلاف الحقيقى أما الاختلاف فى العبارة فإن يعبر كل من المختلفين عن المراد بعبارة غيرعبارة صاحبه مثال لذلك تفسير الصراط المستقيم قال بعضهم هو القرآن الكشريم وكذلك قول من قال هو السنة والجماعة أما اختلاف التنوع فإن يذكركل من المختلفين من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود فى عمومه وخصوصه. ويرجع الاختلاف إلى الدليل نفسه وإلى القواعد الأصولية المتعلقة به. ما هى آداب التعامل مع المفتى؟ - ينبغى للمستفتى التأدب مع المفتى وأن يجله فى خطابه وسؤاله ونحو ذلك فلا يؤمىءبيده فى وجهه ولاى قل له ما تحفظ فى كذا وكذا أو ما مذهب إمامك فيه ولا يقل إذاأجابه هكذا قلت أنا أو كذا وقع لى ولايقل له أفتانى فلان أوأفتانى غيرك بكذا وكذا ولا يقل إذا استفتى فى رقعة إن كان جوابك موافقا لمن أجاب فيها فاكتبه وإلا فلا تكتبه ولا يسأل وهو قائم أو على حالة ضجر أوهم غير ذلك مما يشغل القلب ويبدأ بالأسن الأعلم من المفتتين وبالأولى فالأولى وإذا أجابك المفتى فأقبل بعقلك وقلبك وجوارحك عليه وأصغ إليه حتى تستوعب كلامه ولا تحوجه إلى تكرار الفتوى مرة بعد أخرى. ماهى مراحل الفتوى؟ - تمرالفتوى فى ذهن المفتى بأربع مراحل أساسية تخرج بعدها فى صورتها التى يسمعها أو يراها المستفتى وهذه المراحل الأربع هى : مرحلة التصوير - مرحلة التكييف - مرحلة بيان الحكم - مرحلة الإفتاء. ما هى أنواع الفتوى؟ - تشمل الفتوى جميع تصرفات العباد لا يخرج عنها اعتقاد أو قول أوعمل وهذا يشمل علاقة المكلف بربه وبنفسه وبغيره وبالدولة التى يعيش فيها وعلاقة الدولة بغيرها من الدول فى زمن السلم والحرب أى أن الفتوى تتصل بمختلف المجالات :العقيدة والعبادة والمعاملة والمال والاقتصاد والأسرة والسياسة والحكم والقضاء وغيرذلك ومن ثم تتنوع الفتوى إلى أنواع كثيرة لتشمل جميع تصرفات العباد. وماذا لو رجع المفتى عن فتواه؟ - إن أفتى بشىء ثم رجع عنه فإن أعلم المستفتى برجوعه ولم يكن عمل بالأول بعد حرم عمله. هل يوجد ما يسمى حاليا بصراع الفتاوى؟ - الحديث عن وجود صراع بين الفتاوى أمر لا يليق أبدا لأن الفتوى هو حكم الله الشرعى ومعنى وجود صراع يعنى أن هناك صراعا بين أحكام الله المختلفة وهو أمر غير موجود أبدا فى الدين الإسلامى بكل تشريعاته وأحكامه وهذا لا يعنى أننا لا نتعرض لحالة من الإنفلات فى مجال الفتوى بل يجب وقف نزيف الفتاوى على الفضائيات وضبطها لئلا تتسبب فى إحداث كارثة دينية يختلط فيها الحق بالباطل.. ومسئولية هذه الفوضى ترجع لملاك القنوات الفضائية والقائمين على مختلف وسائل الإعلام فقد أصبح الكثير منهم يعرضون البرامج الدينية ويروجون للفتاوى الشاذة والغريبة لجذب المشاهدين والقراء. فى تصوركم كيف نتخلص من فوضى الفتاوى؟ - يجب أن تتوقف الاجتهادات الفردية فى القضايا المحدثة وأن تتصدى المجامع الفقهية لتلك القضايا حتى نمنع تماما تصدى غير العلماء للفتوى فالرأى الفقهى عندما يخرج من مجمع فقهى كبير كمجمع البحوث الإسلامية مثلا سيرضى ضمير المسلم وفى نفس الوقت سيشكل نوعا من الإجبار لشيوخ الفضائيات كى يلتزموا برؤية واجتهاد جماعة العلماء. هل اختلاف الفتاوى يصب فى صالح المسلمين؟ - تضارب الفتاوى واختلاف الآراء مصلحة للمسلمين فالدين الإسلامى يتسع لتعدد الآراء والاختلاف فى الفروع، أما الأصول من قرآن وسنة فلا خلاف عليها والخلاف يأتى لأن النصوص تحتاج إلى تفسير وهذا التفسير يختلف من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان، ولذلك نشأت المذاهب التى فسرت هذه النصوص ومع اختلافها إلا أنه لا تعارض بينها، والرسول صلى الله