فى مصر لم نجد حتى الآن عملا فنيا سواء فى السينما أو التليفزيون ويكون انتاجا مصريا خالصا قد قدم عن السيد المسيح. فلقد سبقتنا بلدان كثيرة فى العالم وانتجت له عدة افلام. إلا انه لم يأخذ حقه كاملا على مستوى الإعلام العربى فى توضيح فكرة رسالته او كيف عانى او حتى ماذا وجد فى رحلته لكى يتعرف عليه المواطن المصرى البسيط مسلما كان او مسيحيا. فجل ما قدمته الدولة هو فيلم وثائقى بعنوان رحلة العائلة المقدسة إخراج سميحه غنيم. وحتى نتعرف على السبب الحقيقى وراء عدم تقديم عمل فنى كبير عن المسيح حتى الآن فلقد طرحنا على المتخصصين هذا السؤال. لماذا حتى الآن لم نر عملا فنيا مصريا كبيرا سواء فيلم أو مسلسل تجسد فيه قصة حياه المسيح؟ المخرجة إنعام محمد على تقول :إن الكنيسة ترفض والازهر يمنع والفن يحتضر بينهما. والسبب الرئيسى فى ذلك هى التكلفة الانتاجية الضخمة لتنفيذ مثل تلك الاعمال. بالاضافة إلى اننا الآن نعيش فى ظل المد الاسلامى والذى معه لن تكون هناك أية فرصة لخروج مثل هذا العمل للنور. المخرج محمد فاضل فيرى أن المشكلة الرئيسية ليست لدى فنانى الوسط بكل طوائفهم ولا حتى لدى الكيانات الانتاجية ولكن المسئولية الكبرى تقع على كاهل الكنيسة والازهر على الاعمال الابداعية سواء أكانت أعمال تاريخية او دينية. بينما يؤكد الكاتب مجدى صابر. أن المشكلة الحقيقية تتلخص فى عدم وجود تمويل وتسويق. وأن الأزهر والكنيسة لن يمانعا فى ظهور فيلم او مسلسل يتحدث عن السيد المسيح فى اطار معتدل يرضى الجميع. الاعمال باهظة بحيث لا يكون عائده التسويقى سهل تحقيقه فى فترة زمنية قريبة. وهذا معناه أن الإقدام على مثل تلك النوعية من الاعمال فى حاجة إلى مؤسسة وليس اشخاص. بالاضافة إلى تدخل الكنيسة والازهر بشكل مبالغ فيه. 390 فيلما ظهر فيها السيد المسيح، لكن أهم أفلام البدايات كانت أليس جى «1906» وحياة المسيح «1908» وقبلة يهوذا وميلاد المسيح «عام 1909» وفى العام نفسه قدم المخترع الأمريكى توماسى أديسون فيلم نجمة بيت لحم وبعد 3 أعوام قدم المخرج سيدنى أولكوت فيلمه من المهد إلى الصليب الذى يعتبر أول فيلم سينمائى حقيقى عن حياة السيد المسيح. وتوالت بعد ذلك الأفلام تتحدث عن المسيح ومنها فيلم أوراق من كتاب الشيطان «1922» لكارل درايير المخرج الدانماركى بن هور وهذا الفيلم صامت وهناك أيضا فيلم «ملك الملوك» الصامت للمخرج الأمريكى الشهير سيسل دى ميل صاحب فيلم الوصايا العشر والفيلم الفرنسى جبل العذاب عام 1935 لجوليان دوفافييه.. وقد أثارت الكثير من تلك الأفلام الجدل مما دفع الكنيسة للتدخل ودراسة منع ظهور المسيح على الشاشة أو مراجعة الأعمال التى تتناول سيرته قبل عرضها أو حتى بعد العرض. لكن البابا بولس السادس الأمر حين وافق على تصوير «يسوع الناصري» للمخرج فرانكو زيفيريللى وأعلن مباركته لهذا الفليم «فى مصر لم يعرض إلا فى سينما واحدة رمسيس ولمدة أيام قليلة تم رفعه بعدها» والشيء نفسه حدث مع الفيلم الذى أخرجه جوليان دوييه عام 1935.. لكن ظهرت أفلام أثارت غضب رجال دين مسيحيين كثيرين وأدانتها الكنيسة فى الوقت نفسه مثل فيلم «الرداء» لهنرى كوستر أو فيلم «بين هور» بنسختيه «أخرج الأول الأمريكى فريد نيبلو عام 1925 والثانى أخرجه وليم وايلر عام 1959». وكانت هناك أيضا اعتراضات كثيرة على أعمال رأتها الكنيسة تركز على ضخامة الإنتاج والإيرادات دون أن تضع فى اعتبارها أى قيم روحية مثل «ملك الملوك» الناطق الذى اخرجه هذه المرة نيكولاس راى عام 1961 وكانت أبرز الانتقادات التى تم توجيهها لهذا الفيلم هى أنه قدم المسيح على أنه أشقر أزرق العينين تم عرض الفيلم بالقاهرة فى منتصف الستينيات وأحدث جدلا هائلا أدى إلى سحبه من دور العرض بعد أقل من أسبوعين وفيلم «أكبر قصة لم تخبر بعد «لجورج ستين عام 1965 و«يسوع المسيح سوبر ستار» لنورمان جويزون عام 1973 الذى أخرجه عن المسرحية الغنائية التى حملت الاسم نفسه وظلت تعرض على مسارح لندن وبرودواى لأكثر من 12 عاما متصلة. بازولينى أهدى فيلمه «إنجيل متي» إلى ذكرى البابا يوحنا الطيبة لكنه أثار جدلا لما تضمنه من مشاهد جعلت صورة المسيح تلتصق بالفكر الثورى وبطبقة البروليتاريا فى العالم الثالث وقد اعتبرها الرداكاليون المسيحيون تحريفا وتشويها لصورة المسيح. وقام المخرج الإيطالى فيدريكو فيللينى بعمل فيلم «الحياة حلوة» وقد أقام الدنيا كلها وطالته اتهامات عديدة أدت فى النهاية إلى تأخير عرض فيلمه بعد أن احتج الفاتيكان على المشهد الأول فى الفيلم. . أما فيلم «الاغواء الأخير للمسيح» الذى أخرجه مارتن سكورسيزى عام 1988 عن رواية لكزانتزاكس فقد صور فيها المسيح فى صورة الإنسان الضعيف أمام شهوات الجسد ووقت عرض الفيلم قامت جامعات مسيحية بالاعتداء على عدد من دور العرض وانفجرت قنبلة بإحدى دور العرض فى باريس وأقيمت دعاوى قضائية عديدة ضد الفيلم ومخرجه فى كثير من الدول بينها بريطانيا التى رفضت عرض الفيلم بنسخته الكاملة إلا بعد فترة طويلة نسبيا. وفى عام 1989 قدم المخرج الفرنسى الكندى دينيس أركان فيلمه مسيح مونتريال وهو عمل بصرى غير مسبوق حاول من خلاله كشف تناقضات ثقافة كاملة وانهيار العلاقات الإنسانية وتفككها فى الغرب. أما فيلم «آلام المسيح» فقد أخرجه ميل جيبسون فى عام 2004 سنجد أنها المرة الأولى التى يثير فيها فيلم عن المسيح جدلا رغم نقله الصورة المعتمدة كنسيا عن المسيح وآلامه وهى المرة الأولى التى يظهر فيها فيلم عن المسيح ناطق بلغات غير حية ورغم ذلك أثار جدلا يفوق بمراحل ما أحدثته كل الأفلام التى تناولت حياة المسيح مجتمعة وتبقى الاشارة إلى أن اللوبى اليهودى الأمريكى النشط الذى حاول جاهدا أن يمنع ظهور الفيلم لم يستطع أن يفعل شيئا، وقد تكلف الفيلم ميزانية ضخمة أنفقها ميل جيبسون فى الدعاية لفيلمه الذى أخرجه وانتجه ورفضت الشركات الكبرى فى هوليود توزيعه حقق فيلم «آلام السيح» شهرة كبيرة فى مصر فور عرضه. وقد عاد ليوناردو دا فينشى وبقوة سنة 2003 عبر رواية «شيفرة دافينشي» لكاتبها دان براون، إن سلالة السيد المسيح مازالت على قيد الحياة وذلك لأن السيد المسيح كان قد تزوج مريم المجدلية وأن الفاتيكان يسعى إلى قتل هذه السلالة بكل ما أتيح له من قوة لأن وجودها يعنى انهيار المسيحية التقليدية مما أدى إلى معارضة الفاتيكان لهذه الرواية ولكاتبها دان براون فزادت من شهرة الرواية وكاتبها وسرعان ما تم تحويل الرواية إلى فيلم سينمائى سنة 2006