من اشهر أعمال السينما عن المسيح فيلم( بن هور1959) من إخراج ويليم ويلير وبطولة شارلتون هيستون هو إعادة لفيلم فريد نيبولو الذي يحمل نفس الاسم وتم إنتاجه في عام1925 هناك أيضا فيلم( الرداء1953) من إخراج هنري كوستير والذي يظهر فيه الممثل الانجليزي الشهير ريتشارد بيرتون في دور قائد روماني يبحث عن خلاص المسيح من بعد صلبه, المشترك في فيلمي بن هور والرداء إن كليهما يتحدث عن السيد المسيح دون ان تظهر شخصية السيد المسيح في الفيلم. قام المخرج الامريكي نيكولاس راي في عام1961 بإعادة تقديم فيلم( ملك الملوك) الذي كان قد قدمه سيسل بي دي ميل في إنتاج هوليودي كبير ولكن مع إيقاع أسرع جعل من الفيلم يقترب من سينما الاكشن أكثر منه إلي فيلم ديني, وبالذات في مشاهد المعارك الرومانية. قدم شخصية المسيح في الفيلم الممثل الأمريكي جيفري هنتر الذي كان مشهورا بجماله ووسامته, كما كانت هناك الكثير من المشاهد ذات مستوي راق بصريا وبالذات مشهد دخول جيوش القائد الروماني بومباي لأورشليم, ومشهد قسم المسيح علي الجبل, من أهم مميزات الفيلم ان نيكولاس راي لم يتقيد في تصميمه للمشاهد بلوحات عصر النهضة عن السيد المسيح. المسيح الإنسان بدأت الكنيسة تواجه منذ الستينيات العديد من الاعمال السينمائية التي تظهر الشخصيات الدينية في صور أشخاص عاديين دون إضفاء أي قدسية عليهم...بل وصل الأمر بالبعض إلي تقديم الشخصيات الدينية في صورة دفعت الكنيسة والمتدينين علي الاعتراض والتذمر, ذلك قبل أن تشهد الثمانينيات موجة التظاهرات ضد أعمال سينمائية تتناول شخصية المسيح. فيلم المخرج الإيطالي بيير باولو بازوليني الشهير( لاريكوتا) يعد واحدا من تلك الأفلام التي قدم فيها بشكل رمزي شخصية السيد المسيح, حيث يقوم كومبارس جائع بتمثيل شخصية مسيحي مصلوب, وتطول مدة التصوير, ويموت الكومبارس فعلا علي الصليب. لعل المخرج الايطالي بير باولو بازوليني أراد بهذا الفيلم ان يقول بأن المعذبين في الأرض اليوم هم العمال المهمشون الذين يموتون من الجوع في سبيل تسلية المجتمع مثلما كان يحدث مع المسيحيين من قبل في عصور الرومان, وأن المسيحية لم تعد كما كانت من قبل...تقف في صف الضعفاء والمستضعفين في الأرض بل أنها أصبحت تأخذ جانب المستغلين وهو ما استوجب تقديمه للمحاكمة علي ذلك, الجدير بالذكر أن المخرج الامريكي الشهير اورسون ويلز هو من يلعب دور المخرج في الفيلم الذي يأمر بوضع الممثل الكومبارس علي الصليب لمدة طويلة غالي أن يموت. لم يمنع هذا بازوليني من أن يقوم في عام1964 بإخراج واحد من أهم الأفلام عن حياة المسيح( الإنجيل وفقا للقديس متي)ظهرت شخصية المسيح في الفيلم وكأنها شخصية قائد جماهيري أكثر منها شخصية نبي صاحب معجزات مع أن الفيلم التزم كليا بما ورد في إنجيل متي, ولكن تقديم الفيلم من خلال قرية فقيرة في جنوب ايطاليا واستخدام فلاحي القرية كممثلين في الفيلم وإسناد شخصية المسيح إلي الطالب الاسباني انريك ايرازوكي جعل الفيلم شديد البساطة وقريب من قلب الجمهور العادي حتي ان الفاتيكان منحت جائزة المكتب الكاثوليكي للسينما. في عام1965 قدم جورج ستيفنز فيلم( أعظم قصة لم تحك بعد) عن حياة السيد المسيح مع سيناريو شاعري مأخوذ عن رواية فولتون اوسلر وقد كتبه الشاعر كارل ساندبرج ليكون بذلك أول عمل ديني سينمائي عن حياة السيد المسيح ينطق بالشعر وساهم في روعة العمل أن شخصية السيد المسيح تم تجسيدها من خلال الممثل السويدي الشهير ماكس فون سيدو ليرتقي بالفيلم لمستوي أعمال شكسبير التي قدمت من خلال السينما بالرغم من اتسام العمل بالمسرحية بعض الشئ إلا انه كان عمل رائعا. نحن الآن في السبعينيات من القرن الماضي حيث تشتد حركة الهيبز ومناهضة الحرب وبالذات حرب فيتنام والتي كانت علي أشدها, قدم المسرح الغنائي في ذلك الوقت مسرحية عبارة عن أوبرا لموسيقي الروك يطلق عليها( السيد المسيح نجم فوق العادة) في عام1971 من تأليف تيم ريس واندروليود فيبر لتحقق نجاحا باهرا دفع إلي إخراجها في عمل سينمائي عام1974 من إخراج نورمان جيويسون الفيلم تتم روايته من قبل يهوذا الاسقربوطي,(يقوم بالدور كارل اندرسون) الذي يحكي عن العلاقة بينه وبين السيد المسيح( لعب الدور تيدنيلي) وقد تم تقديمه في شكل ثوري معارض للأوضاع السائدة. جمع الفيلم بين العناصر الحديثة والقديمة حيث اختلطت الملابس الحديثة والقديمة, ونشاهد في بعض الأحيان جنود الرومان داخل دبابات بدلا من العجلات الحربية( الرمزية هنا شديدة الوضوح) علي كل حال هذا هو أول فيلم غنائي عن حياة السيد المسيح في عام1975 قدم روبيرتو روسيلليني أعظم مخرجي الواقعية الجديدة في إيطاليا فيلمه المسيح, وهو تواصل مع شخصية المسيح الإنسانية التي كانت قد ظهرت مع بازوليني في السابق ولكن مع مسيح روسيلليني نكاد نشعر بأننا لسنا أمام فيلم تاريخي بل أمام احد أفلام الواقعية الايطالية الجديدة التي اشتهر بها المخرج وبالذات في مشاهد مرور المسيح علي الفقراء في المدن بل إن البعض ذهب إلي أن مشهد رجم مريم المجدلية كان شبيها بمشهد مقتل انا مانياني في فيلم( روما مدينة مفتوحة), لعب دور المسيح الممثل بيير ماريا روسي. قدم فرانكو زيفاريلي فيلمه( يسوع الناصرية في عام1976 كعمل ضخم هوليودي فكان شديد البرودة مسطحا كاللوح الزيتية التي لاعمق لها وان كنا لاننسي دور أن بانكروفت في شخصية مريم المجدلية التي قدمت واحدا من أروع أدوارها. مع( الإغواء الاخير المسيح) من إخراج مارتين سكورسيس كان التناول الدنيوي لشخصية المسيح الذي نزل من علي الصليب ليعيش الحياة العادية ويتزوج وينجب ليدرك بعد ذلك انه خضع لإغواء الشيطان وطالب الرب بالعفو عنه ليعود من جديد علي الصليب ليفدي البشرية كلها. هذا التصور المأخوذ عن رواية اليوناني كازانزاكيس, حيث خرج بالمسيح للعالم الدنيوي وهو ما أثار غضب المسيحيين في العالم اجمع وصل الأمر الي حد قيام البعض بوضع قنبلة في إحدي دور العرض السينمائي في باريس إثناء عرض الفيلم ليموت احد المشاهدين ويصاب العديد بغض النظر عن موضوع الفيلم فانه يعتبر من أروع الإعمال السينمائية مع موسيقي بيتر جبريل التي استلهمت العديد من الموسيقات الشرقية داخل العمل. قبل ان ننهي الحديث عن المسيح في السينما يجب ان نشير إلي فيلم( حياة بريان)1979 من إخراج الانجليزي تيري جونز من سلسلة أفلام مونتي بايتون الذي يتناول حياة المسيح بشكل ساخر فيه استهزاء بالدين لذا فلم نتعرض له. في النهاية نود ان نشير الي أن فيلم ميل جيبسون هو أكثر الأفلام المأخوذة عن حياة المسيح دموية وعنفا. [email protected]