من الصعب أن يقوم أحد بحصر كل الأعمال التى تم إنتاجها سواء فى السينما أو التلفزيون، والتى تتحدث عن حياة المسيح أو تتضمن تجسيد شخصيته خلال أحداث الفيلم, فتلك الأعمال تصل حتى الآن إلى أكثر من 350 فيلما! أفلام المسيح بشكل عام بدأ تقديمها منذ عام 1897 ولكن كانت البداية المؤثرة لتلك الأفلام فى عام 1906 بالفيلم الفرنساوى "Vie du Christ, La" أو "ميلاد المسيح", وهو فيلم أبيض وأسود قصير مدته 20 دقيقة عن قصة حياة المسيح، وهو من أشهر الأفلام التى تم إنتاجها عن المسيح عند المسيحيين وفى الكنائس حتى الآن, وهو من إخراج "Alice Guy". أما البداية السينمائية الحقيقية لأفلام المسيح فكان فى الفيلم الأمريكى "From the Manger to the Cross” الذى أخرجه "Sidney Olcott" عام 1912, الفيلم وصلت تكلفة إنتاجه وقتها إلى 35 ألف دولار أى ما يعادل 3 ملايين دولار فى وقتنا الحالى, وأرباحه وقتها وصلت إلى مليون دولار أى ما يعادل تقريباً 55 مليون دولار الآن!! فمن الواضح أنه حقق جماهيرية عالية جداً ونجاحا كبيرا, مدة الفيلم كانت ساعة و20 دقيقة. من بعد ذلك بدأت الأفلام التى تتحدث عن المسيح فى الظهور دون توقف على الإطلاق, من أشهر الأفلام التى تم إنتاجها هو الفيلم الهولندى "Blade af Satans bog" أو "أوراق من كتاب الشيطان" عام 1922 وكان إخراج "" Carl Theodor Dreyer. ومن أكثر الأفلام التى أثارت جدلا عن المسيح كان فيلم " Messia" أو "المسيح" الذى تم إنتاجه عام 1976, وهذا بسبب أن مخرجه " Roberto Rossellini كان يهودى و ملحد!, وهذا بالطبع كان سبب رفض الكثير من المسيحيين لهذا الفيلم، وأكدوا أن "روسيلينى" لم يستطع أن يظهر شخصية المسيح القوية المؤثرة فى الفيلم، وأظهره شخصية غير قادرة على السيطرة على أتباعه. ونجد أن الفيلم الذى حقق الشهرة الأكبر فيلم " The Passion of the Christ" الذى أخرجه النجم العالمى والمخرج الكبير " Mel Gibson" عام 2004 و التى تركز أحداثه على 12 ساعة فى حياة المسيح, الفيلم حقق شهرة كبيرة جداً فى مصر، وقد يكون هذا بسبب أنه أول فيلم من بين المعالجات السينمائية لقصة حياة المسيح تم عرضه فى دور العرض عرضاً تجارياً، كما أن مخرجه ومنتجه النجم "mel Gibson " وبسبب هذا الفيلم تجمعت العديد من الجماعات اليهودية لاتهام "ميل جيبسون" بأنه شخص معادى للسامية، ويستغل فنه لإثبات هذا, حيث أنه قام من خلال أحداث الفيلم بإلقاء اللوم كاملا على اليهود فى تعذيب المسيح وصلبه. وفيما يتعلق بموقف الكنيسة تجاه تلك الأفلام فعادة لم تكن الكنيسة راضية تماماً عن الأفلام التى تتحدث عن المسيح، فلكل فيلم كان للكنيسة والمسيحيين انتقادات ما عليه, ولكن فيلم " The Last Temptation of Christ" أو "الإغواء الأخير للمسيح" يعتبر من أكثر الأفلام التى أثارت جدلا وأشعلت غضب الكنيسة والمسيحيين، وأدت إلى العديد من حوادث الاعتداء من قبل المسيحيين على دور العرض التى تعرض الفيلم, الفيلم من إخراج المخرج الكبير " Martin Scorsese" مخرج أفلام " The Departed" و " Gangs of New York", وكان الفيلم يجسد شخصية المسيح كأى إنسان عادى من الممكن أن يضعف أمام شهواته أو أى إغراءات أمامه!! وبالفعل يحتوى الفيلم على الكثير من المعتقدات والأحداث التى لم يتم ذكرها على الإطلاق فى الكتاب المقدس, وهذا أيضا أثار غضب المسيحيين على الرغم من وجود تحذير فى أول الفيلم بأن "هذا الفيلم لا يستند فى أحداثه على الإنجيل". فيلم "الإغواء الأخير للمسيح" هو مأخوذ عن رواية للكاتب اليونانى "Nikos Kazantzakis " والتى نُشرت للمرة الأولى عام 1951 وتمت ترجمتها إلى الإنجليزية بعد ذلك بخمسة أعوام, وقد صرح المخرج الكبير" Scorsese" أنه قرأ هذه الرواية وهو صغير وأثرت فى شخصيته وحياته كثيراً ولذلك أصر أن يقوم بتحويلها إلى فيلم سينمائى عام 1988 بغض النظر عن كمية التهديدات التى وجهت له أثناء التحضير للفيلم وتصويره من قِبل الجماعات الدينية المتشددة, إلى جانب أن هذا الفيلم تم منعه من العرض لفترة فى العديد من البلاد مثل المكسيك وتشيلى ولكنه حتى الآن ممنوع من العرض فى جنوب أفريقيا وسنغافورة والفلبين!