أكدت الفنانة الأردنية صبا مبارك سعادتها بعرض فيلمها «بنتين من مصر» أخيرا بعد فترة طويلة من انتهاء تصويره. ونفت فى الوقت ذاته وجود أى خلافات بينها وبين زينة شريكتها فى بطولته وكشفت أيضا أسرار فيلمها الجديد «مملكة النمل» مع التونسى شوقى الماجرى. تأخر عرض الفيلم وكثرة المواعيد التى حصل عليها ولم يتم عرضه فيها هل سبب لك قلقا أم ماذا؟ لم أغضب وخصوصا أننى لا أمتلك حسابات السينما المصرية والسوق، وعرض الفيلم هو ما يهمنى فى النهاية، وأن نقدم فيلما جيدا يعجب الجمهور والنقاد وحساباتنا فى خارج مصر غير حساباتكم فى مصر فنحن بلا سوق للسينما ولا يوجد فى قاموسنا شباك للتذاكر. ولكن للمفارقة الطريفة والغريبة أن تجربتك السينمائية فى مصر شبيهة بهذه الظروف الفنية التى تتحدثين عنها مع مخرج مختلف وصورتم أيضا فى ظروف مريحة بلا ضغط السوق؟ ولكنكم فى مصر لديكم صناعة ذات تاريخ قديم وعظيم التأثير والرموز السينمائية العربية كلها رموز مصرية فأنتم تمتلكون عملية صناعة كاملة وعجلة دائرة وهى عملية موجودة لدينا فى التليفزيون ولا نمتلكها فى السينما وتستطيع أن تؤكد وأنت مرتاح الضمير أن كل ما أنتجته الدول العربية مجتمعة من أفلام أقل بكثير فى عددها مما أنتجته مصر بمفردها. وهو مثال يعطيك الفارق وحجم الصناعة وللعلم اختلاف المخرج محمد أمين هو ما شغل بالى فأنا أحلم دوما بأفلام ذات وجهة نظر فنية وإنسانية جيدة، لن أكذب عليك بالطبع سأكون سعيدة لو قدمت فيلما شاهدته مصر كلها لكننى سأكون أكثر سعادة لو قدمت فيلما أكون راضية عنه ومحمد أمين فنان له رؤية ووجهة نظره تحترمها حتى لو اختلفت معه وهو لا يقلد أحدا وللعلم اخترت هذا العمل من ضمن أعمال كثيرة تم عرضها على. أعتقد أن من أهم أسباب موافقتك أيضا أن البطولة مشتركة وهو ما يعطيك مساحة تمثيلية تمنحك القدرة على إظهار إمكاناتك؟ لو تتحدث عن البطولة فمن الأفضل أن أقدمها مع ولد والمساحة ممكن أن تكون فرصة لعرض إمكانات وقدرات تمثيلية لكنها مرتبطة بعوامل أخرى كالسيناريو وفى هذه التجربة يجب أن أعترف بأنى كنت متعبة جدا فى مرحلة التحضير، ولكننى وبكل أمانة وجدت شخصيات هذا الفيلم حقيقية ومن لحم ودم. هل تؤثر عليك خلفيتك الدراسية كمخرجة فى مناقشاتك مع المخرجين وصناع أفلامك؟ بالطبع لا فأنا لا أسمح لهذه الخلفية بأن تسيطر على تفكيرى أو عملى وهذا هو جمال الاختلاف أن تترك نفسك لشخص آخر يوجهك ويرى فيك جوانب لا تراها أنت فى نفسك. كيف تم ترشيحك للعب شخصية البطولة فى فيلم «بنتين من مصر»؟ تلقيت اتصالا من المنتج الفنى للشركة العربية عماد مراد وأخبرنى بترشيحى للفيلم وأرسل لى الورق وقرأته واخترت دورى وخصوصا أن وقتها لم يكن هناك ممثل آخر فى الفيلم ولهذا كانت الفرصة أمامى لاختيار الشخصية التى أحببتها فى الفيلم وهكذا وافقت عليه ولم يأخذ التفكير وقتا طويلا. هل هذا يعنى أنهم أرسلوا إليك السيناريو لتختارى دورك؟ لحظة إرسال الورق لم يكن هناك ترشيح واضح لدور معين واخترت الدور الذى أعجبنى ووافقوا على اختيارى. وما طبيعة هذا الدور؟ ألعب دور داليا وهى طبيبة ولو أردت ملخصا للفيلم أنا وزينة بنتين يتصادف من خلال وجودهما مع بعض وصداقتهما وقرابتهما أن مشكلاتهما مشتركة وهى لا تتمثل فى العنوسة فقط، بل فى آفاق أخرى لم يتم فتحها للمرأة العربية والمصرية منها أزمة منتصف العمر فى ظل منظومة ضيقة للمرأة ونكشف من خلالها عدة أزمات يعيشها الجيل الحالى. هل أفهم من حديثك أنك ترين أن أزمة الفيلم ليست أزمة مصرية خالصة، بل هى أزمة عربية عامة وخصوصا مع العديد من الأفلام والمسلسلات التى تتحدث عن نفس المشكلة؟ هى أزمة عربية عامة ولكن تزداد حدتها فى مصر نتيجة لعدد سكانها الكبير ونحن مجتمع شرقى لا يعترف بأى علاقة خارج إطار الزواج ولهذا أصبح الزواج هو الباب الوحيد لحرية المرأة وسيطرتها على حياتها وتحقيقها حلم الإنجاب وهى أحلام متشابهة فى الوطن العربى أيا كانت الاختلافات ولكنها واضحة فى مصر نتيجة للعدد الكبير الذى يؤثر على كل مجالات الحياة ومنها فرص العمل وضغوط المجتمع الخارجية وهى ضغوط تتحملها النساء عادة. قيل كلام كثير عن المشكلات التى حدثت أثناء التصوير بينك وبين زينة ما حقيقة هذا الخلاف؟ طبيعة هذا الفيلم ونوعيته تحتاج إلى تكثيف لأحداثه ولم يكن لدينا خيار سوى أن نتواصل ونعمل معا ولم يكن هناك مجال لأى هوامش أخرى ولو كنا فكرنا فى أى شىء آخر لوقع الفيلم، ودعنى أصارحك إن أنانيتنا الفنية تفرض علينا أن نعمل بلا أى خلافات فنحن شركاء بالعمل ونسعى لنجاحه. يرى بعض الناس أن دورك فى الفيلم كانت به بعض الجرأة الزائدة وخصوصا مع الأنباء التى تحدثت عن وجود اعتراضات من الرقابة على بعض المشاهد فما ردك؟ كلها أنباء غير صحيحة والفيلم لم يتعرض لأى مشكلات رقابية وأنا جرأتى تتمثل فقط فى اختيار الأعمال الدرامية لا تجسيدى لأدوار الإغراء والمشاهد الساخنة فى السينما وهناك فرق كبير بين الجرأتين، فالأولى أعشقها لأننى أكون سعيدة بتجسيد أدوار صعبة لأنها تستفزنى كفنانة تبحث عن تقديم شىء مهم للجمهور، أما بالنسبة للجرأة الثانية من تقديم أدوار ساخنة فى السينما فهذا شىء غير مقبول لأننى ضد العرى ولن أقدم أى تنازلات من أجل السينما. مشكلة أخرى تعرضتى لها فى الفيلم ألا وهى اللهجة المصرية وصعوبة النطق بها لدى البعض فكيف تغلبت عليها؟ اللهجة المصرية ليست بعيدة عنى وأعرفها جيدا من خلال متابعتى للأعمال المصرية سواء المسلسلات أو الأفلام، لكننى لم أتوقف عند هذا الحد إنما تدربت أكثر على اللهجة قبل التصوير حتى تغلبت عليها وكنت حريصة على ألا يشعر الجمهور بأى مشكلة فى طريقة نطقى لها. لديك فيلم سورى بعنوان «مملكة النمل» مع المخرج شوقى الماجرى هل من الممكن أن تعطينا فكرة عن دورك فيه؟ الفيلم تدور أحداثه منذ ثمانى سنوات مضت، وتحديدا بين عامى 2001، و2002، وقت حكم الرئيس الراحل ياسر عرفات، وهى الفترة التى شهدت اجتياح قوات الاحتلال الصهيونى لمدينة رام الله، ومقاومة أهل المدينة لهم، واختباء بعضهم الآخر فى الأنفاق. يؤكد البعض أن الفيلم يتعرض لقصة الجدار الفولاذى العازل بين مصر وفلسطين؟ لا، فى هذا التوقيت الزمنى الذى تدور فيه أحداث الفيلم لم يكن هذا مطروحا على الإطلاق وهى شائعة تم تداولها وخلقها، وربما يكون مصدرها وجود جزء من القصة تدور أحداثه تحت الأرض وللعلم هى أشياء جغرافية ونحن نتحدث فى الفيلم وببساطة عن موتانا وعمن رحلوا فهم من يربطوننا بالأرض ومحمود درويش يقول للصهاينة خذوا موتاكم وارحلوا. أعلنت كثيرا أنك تحلمين بأداء شخصية المناضلة اللبنانية سناء محيدلى فما مصير هذا الحلم؟ حلم قائم وانتهيت مؤخرا من عمل توثيق عن الشخصية وأنتظر تحمس جهة ما لإنتاجه وهى شخصية ثرية جدا.