ما زالت هيكلة وزارة الداخلية هى الشغل الشاغل للسياسيين، ورجال الشرطة السابقين والحالين، بالإضافةل بعض الأحزاب السياسية وعلى رأسها الحزب الحاكم..اقتراحات كثيرة وحلول لا يمكن تطبيقها فى الوقت الحالى، وأخرى لاتصب فى صالح النظام الحاكم، إلا أنه وخلال الفترة الأخيرة بدأ يتردد فى الأوساط السياسية مصطلح "الكاربنيرى"، وهو نظام تطبقه إيطاليا، ويتم الدمج فيه بين مجموعات من الجيش والشرطة. حيث تقدم رامى لكح عضو مجلس الشورى، بمبادرة تتضمن إعادة بناء وتشكيل جهاز الشرطة بشكل جديد، بحيث يتم فصل الشرطة الخدمية عن الشرطة الجنائية، على أن يتم إنشاء شرطة جنائية بشكل علمى حديث، مثل الشرطة الجنائية فى إيطاليا والتى تسمى "الكاربنيرى"، التى تتشكل من وحدات من الشرطة والجيش. "لكح" لم يكن أول من طالب بضرورة الاستفادة من تجربة "الكاربنيرى" الإيطالية، فقد سبق وأن تحدث رئيس تحرير جريدة الفجر، عادل حمودة عن "الكاربنيرى"، قبل مبادرة لكح، قائلا بأن نائب رئيس الجمهورية الأسبق، اللواء عمر سليمان، تحدث معه عن هذه التجربة، وأن سليمان أخبره بأنه عرض الفكرة على المشير حسين طنطاوى، لكنه لم يتحمس لها، بدعوى عدم توريط الجيش فى أعمال الشرطة المدنية، دون أن ينتبه أن الجيش تورط بالفعل. " الكاربنيرى"..هى فرق أمنية تتكون الواحدة منها من مجموعة شرطية، بجانب مجموعة من الحرس الوطنى (الجيش)، وتملك هذه المجموعات عناصر قوية ذات إمكانيات بدنية عالية، تستطيع الاشتباك والالتحام بشكل مباشر، ويكون معها ممثل عن النيابة بشكل دائم، مهمته مراجعة الإجراءات القانونية، كى لا تفسد القضية، ويبرأ المجرم، وهناك شخص آخر ضمن هذه الفرقة مسئول بإحدى منظمات حقوق الإنسان، وعليه أن يتأكد من أن عمليات المراقبة والقبض والاشتباك والتحقيق لم يشبها تجاوز لحقوق الإنسان وكرامته. وما أن أخذت الحكومة الإيطالية بهذا الاقتراح، حتى نجحت فى القضاء على موجات العنف التى اجتاحت البلاد وسببت خسائر شهرية لها تزيد على المليار دولار، وفى أقل من ثلاثة أشهر، كانت السجون تمتلئ بأكثر من ثلاثة آلاف مجرم، أدينوا جميعا فى قضايا لم يحدث فيها خلل فى الإجراءات، أو تجاوز فى حق من حقوق الإنسان. وبرنامج "الكاربنيرى" استخدمته الولاياتالمتحدة فى العراق خلال عمليات تدريب عناصر الشرطة العراقية التابعين لوزارة الداخلية، بهدف المساهمة فى إكساب قوات الأمن مهارات أفضل وتوفير المفهوم القيادى السليم للقيام بواجباتهم على أفضل وجه، وذلك ضمن برنامج تدريبى قامت به قوات الكاربنيرى الإيطالية لكل أفواج الشرطة الوطنية العراقية. وفى هذا الصدد تحدث اللواء الإيطالى "بومبيجينانى"، عن برنامج التدريب فقال "إن هدف فريق التدريب هو مساعدة العراقيين على بناء الهيكل للمؤسسة الأمنية والذى سيمنحهم القدرة فى الاعتماد على النفس لتولى شئونهم الأمنية بدون مساعدة من أى قوة أجنبية"، وأضاف أن العامل الجوهرى لتحقيق هذا الهدف هو التطور من مرحلة التدريب للنصح ومن ثم للمراقبة.