: جهاز يابانى لتحديد منسوب الإيمان الاخوانى! وفى إحدى عظاته الأسبوعية، التى يبين فيها لأهله وعشيرته وشعبه من الجماعة الإخوانية، جادة الصواب التى يجب أن يسلكوا سبيلها من بين سبل الهلاك والضياع اللولبية، كان المرشد قد أعد خطة من وجهة نظره "ما تخرش الميه"، تتلخص فى خمس خطوات عملية، ترك لكل من يهتم بشأن الأمة الإسلامية أن يترجمها بخبرته ولباقته وسلوكه وسيرته العطرة الزكية، شريطة أن تقوده الترجمة إلى ما وصفها بأنها نهضة جادة وطنية وحقيقية، وليست كالتى خبرها الشعب قبل ذلك ويتمتع بثمارها ال"فنكوشية" الخرافية. وقد بدأ رسالته الأسبوعية، التى حملت اسم "بين الجدل والعمل"، خمس خطوات عملية، بالخطوة الأولى التالية: "الالتزام بآداب النَّصيحة وانتقاء الأسلوب المناسب، ومراعاة الإخلاص والتجرُّد، بعيدًا عن المكابرة أو العزَّة بالإثم"، وقد كان المرشد يقول الخطوة باللغة العربية، ثم يتولى تفسيرها باللغة العامية المصرية، حتى ينشر العلم لكافة الحضور بالسوية، فلا يتعلل أحد باستغلاق أحد المعانى على فهمه القاصر، أو تقع خطوة من الخطوات على نافوخه كإحدى المسائل اللوغارتمية، فكان ما سوف تقرءون وتعرفون من التجليات العليّة، والله من وراء القصد والنية: تفسير الخطوة الأولى: لما نكون بنتكلم عن الالتزام بالنصيحة فيجيلى واحد مفتح ويقول لى: النصيحة! حتى ليك إنت يا فضيلة المرشد؟!! ها قول له: أيوه يا سيدى، النصيحة للمرشد، طيب ازاى ها تنصح انت كفرد من مكتب الإرشاد مثلا فضيلة المرشد؟ وما بالك بقى لو كنت عضو مهم أو حتى عضو عادى فى الجماعة، أيوه تنصح المرشد طبعًا، ولكن بكلام المرشد نفسه؛ لأنه إنسان زيكم ممكن ينسى فيتم تذكيره، ودى قمة النصيحة للمرشد. ومن هنا كان انتقاء الأسلوب المناسب، مناسب مع مين؟! مع المرشد مثلا، التذكير كما أوردنا، أما العضو من مكتب الإرشاد ونازل فليس له إلا السمع والطاعة، وإلا تبقى ميغة، وبعد كده إيه؟.. الإخلاص والتجرد، الإخلاص لكلام المرشد، واتباع أوامره بحذافيرها, والتجرد من كل كلام يخالف رأى المرشد الحكيم، ورأيه القويم، وأضرب لكم مثلا بعبد الله محمد مرسى، أهو رئيس جمهورية أهوه، وشنة ورنة وقاعد فى القصر وربنا كارمه، ليه؟ ببركات سماعه لكلام المرشد، البلد تخرج فى مظاهرات يومية ولا يهمه، يقطعوا الطرق ولا يهمه، يعملوا عصيان مدنى ولا يهمه، يولعوا فى بعض برضه ولا يهمه، ليه؟ ملتزم بالإخلاص لآراء المرشد والتجرد من كل الآراء الهدامة والعميلة المخالفة، مهما حاولوا إغواءه وإثناءه عن رأينا المؤيد بنور من عند الله بظلمة توجهاتهم.. يكتبوها، يقولوها فى الحوار الوطنى، يقدموها فى ملفات خاصة، يغنوها ع الربابة.. مرسى مالوش دعوة، مخلص ومتجرد ولا يتكبر على أهله وعشيرته. و"لا تأخذه العزة بالإثم"، المقصود بها هنا: لا يلعب الشيطان برأسه ويقول له: إنه يمكن أن يكون هناك خير فى بعض ما تريده المعارضة المارقة، كتغيير الدستور الذى يدعون سلقه، أو تأجيل الانتخابات، أو تغيير حكومة قنديل، وكل هذا الضلال أو بعضه؛ لأنه محصن بإذن الله ضد تلك الترهات ولا يقربها فى قليل أو كثير. الخطوة الثانية: الابتعاد عن تضخيم الذَّات بمعارضة الآخرين، والجدل والمراء فى كل قضية تظهر على الساحة، حتى ولو كان فيما أجمع عليه الناس ورضيه العقلاء والمصلحون من الوطنيين. تفسير الخطوة: وذلك بأن تنشال الدنيا وتنهبد والرئاسة صامتة صمت القبور، فلا يهتز منها الوجدان، ولا يقعقع لها بالشنان، لماذا! بعدًا عن التيه والخيلاء والتكبر والتجبر بالباطل على خلق الله، فليس لأنها رئاسة وتعلم بفضل إرشادنا "الحق من الباطل"، وهى الوحيدة التى تملك الإجابة اليقينية للسؤال الممجوج المطروح على الساحة منذ مدة "مصر رايحة على فين؟"، تراها وقد ألقت هكذا دون تروٍّ أو حكمة بالدُّرّ أمام الخنازير، ولكنها تحتفظ بهذا العلم لنفسها؛ لأن الجدل والمراء فى مثل هذه الأمور مكروه, ويعرضها للنظرة والحسد المذكور فى القرآن، لذلك فكلاب المعارضة تنبح وقافلة الرئاسة تسير بخطاها الواثقة نحو الغد المشرق الوضاء بحمد الله ومنته. الخطوة الثالثة: تطهير النفوس من حُبِّ الانتصار، وأهمية الاعتراف بالخطأ، والعمل على قبول الحق والإنصاف، ولو من النَّفس. تفسير الخطوة: لذلك تجد البلد بفضل الله موكوسة على طول, لا تنتصر على تحديات الأمن، أو نقص السولار، أو نقص الاحتياطى الاستراتيجى من العملة الصعبة، ومن المواد اللازمة الغذائية وخلافه، ولا تجد أى خطة للتعليم أو الصحة أو الحكم المرضى، ولا أقول العادل أو الرشيد؛ لأن حكمنا بإذن الله عادل ورشيد, ولكن إرضاء الناس غاية لا تدرك. لذا وجب تطهير النفوس من كل هذه المتطلبات الدنيوية الحقيرة, ومن حب الانتصار فى أى من مجالاتها؛ لأن الخلق - ومنهم المصريون طبعًا- إنما خلقوا للدار الآخرة، وما فيها من النعيم المقيم، فإذا ضيعنا أو ضيع الناس أوقاتهم فى كل هذه التفاهات الدنيوية الحقيرة التى يمكن لأى حكومة فاسدة أو كافرة القيام بها فمتى نهتم بآخرتنا؟!! ومن تجليات اعترافنا بالخطأ أن الرئاسة, وهى أعلى مؤسسة تتخذ القرار ليلا وتتراجع عنه قبل أذان الفجر, وذلك لأن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، ولأن الرئاسة تعرف الحق من مكتب الإرشاد، ولا تترك رأى مكتب الإرشاد لتتبع ما يشاع أنه حق؛ لأنها على يقين أنه ليس بعد الحق إلا الضلال، والعياذ بالله. الخطوة الرابعة: التوقُّف عن التمادى فى الجدال والمراء والاشتغال بهما عن الأهداف الكبيرة، مما يقتل الرُّوح ويسلب الإيمان، ويُورث اللجاج والخصومة والشك وإساءة الظن فى كل شخص وفى كل عمل. تفسير الخطوة: انظروا إلى الجدل الدائر والمراء السائر فى فضائيات الكذب والتزوير والتلفيق من دعوتنا إلى الاهتمام بالمواطن البسيط وتوفير متطلبات الحياة له من مأكل ومشرب وصحة وتعليم وخلافه، يريدون أن يشغلونا بمثل هذه التفاهات عن أهدافنا الكبيرة العظيمة، كإتمام مخطط الأخونة، ونشر الفكر الإخوانى الدعوى فى دول المنطقة وبقية دول العالم، كذلك أغراضهم الخبيثة بإلهائنا عن تحرير فلسطين وبيت المقدس من دنس اليهود الغاصبين، مساكين .. لا يدركون أننا محصنون ضد هذا الفكر العلمانى الخبيث، وأن المواطن المصرى وغيره سوف يحقق جميع ما يصبو إليه بمجرد أن نصل إلى أهدافنا الكبيرة وآمالنا العظيمة, ولكنهم معذورون بجهلهم؛ لأنهم لا يدركون أنه: إذا كانت النفوس كبارًا .... تعبت فى مرادها الأجسام، ونحن كالروح بالنسبة للجسد الشعبى، فلا مانع أن يتعب قليلا حتى يرتاح إلى الأبد. الخطوة الخامسة والأخيرة: التركيز على رفع منسوب الإيمان والتقوى؛ لأنها تحمل النفس على قبول الحق والإذعان له والوقوف عنده، وإيثار ما عند الله سبحانه، وترك الجدل والمراء فيما استبان الحق فيه. تفسير الخطوة: إبننا خيرت الشاطر استورد أخيرًا بفضل الله عددًا لا بأس به من ترمومتر الإيمان وميزان التقوى من خط الإنتاج المخصص للجماعة بمصنع "ياما ها تشوفوا ياما" اليابانى، والمفاجأة الإثنين أصبحا فى جهاز واحد, تقف على الجهاز ووشك فى المراية وتقول: "أنا مش مواطن مصرى عبيط، أنا كائن إخوانى أفضل"، ولو فيه شوية نقص فى منسوب الإيمان، أو قلة فى درجة التقوى، فالجهاز بيبعت s.m.s لمكتب الإرشاد مباشرة لكى يقوموا باللازم. يا إخوان احنا مش بتوع انتخابات وجمع أصوات، دول مضمونين بفضل الله, والصناديق جاهزة والزيت والسكر موجودين يكملوا النقص إن وجد، ولكننا جامعو حسنات، ها تقولوا لى إزاى ونحن لا نقدم أى شىء للمواطن المصرى إلا لغرض الانتخابات؟ .. أقول لكم وماله, أمال هاتكسبوا حسنات إزاى؟!! شوفوا يا جماعة.. طول ما انتم مهملين الناس ومصدرين لهم الطرشة، طول ما هايغلوا عليكم ويشتموكم ويسبوكم بأقذع السباب، ويحاولوا الاعتداء عليكم وحرق مقراتكم، يقوم ربنا لأنكم مظلومين وناس بركة يكتب لكم جميع هذه الأشياء السيئة فى ميزان حسناتكم يوم القيامة، ويأخذ من حسنات خصومكم العلمانيين الفاسقين المارقين - إن كانت لهم حسنات- ويعطيها لكم، فإن فنيت حسناتهم أُخِذَ من سيئاتكم لتلقى عليهم ثم يُقْذَفون فى النار، يعنى بفضل الله الإخوان المسلمين، دنيا وآخرة، كسبانين كسبانين.. نراكم فى العظة الأسبوعية القادمة.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ........................................................... " الزبطية " القضائية.. يا لهوووووى! حكاية أبو راندا والمرأة الفاجرة أحمد السعيد - نظر إلى عينيها بمزيد من الحنان والرومانسية. - بادلته نفس النظرات الحانية، وتركت نفسها تبحر فى مياه عينيه التى أغرت مراكبها بالإقلاع, تاركة شاطئ الأمان خلف ظهرها لأول مرة، تلك المرة التى لا تذكر لها تاريخًا محددًا؛ لأنها ببساطة تحس أنها ما زالت تعيشها، لا .. إنها تعيش بكليتها تلك اللحظة الفارقة على مدار عمرها كلما التقت عيناها بعينيه. - ابتسم لها، وبادلته الابتسام، تفحص قوامها من أعلاه إلى أسفله، ثم أدرك أنه أمعن بصره كثيرًا فى مفاتن جسدها عندما رأى حمرة الخجل تعلو وجنتيها اللتين أصبحتا فى لون عصير التوت الذى أحبا تناوله كثيرا عندما كانا يخرجان للقاء والتنزه على ضفاف نيل القاهرة الساحر. مد يده إليها فأسرعت تلتقطها بشغف كبير, ملتجئة بكلّيتها إلى زنديه، مثل طفل تائه أعادوه إلى أبويه. لم يكتف بيدها الراقدة فى دعة فوق صفحة كفه الكبيرة، ولكنه احتواها تحت إبطه، وهمّا بعبور الطريق إلى الناحية الأخرى، لم ترحمهما السيارات المسرعة التى كادت أبواقها الغاضبة أن تسلبهما نعمة السمع، ظلا يتقدمان ويتقهقران كأنهما فى معركة حربية يخافان على خطواتهما المرتبكة أى خطأ بسيط فى الحساب؛ لأنهما سيظلان يدفعان حسابه ما تبقى لهما من العمر. على الجهة المقابلة كان يرقبهما بعينين يتطاير منهما الشرر، يتلمظ فى غيظ وينتظر عبورهما البطىء الممل إليه، بمجرد أن وطئت أقدامهما رصيف الضفة الأخرى ألفياه فوق رأسيهما الأشيبين بعصاته الغليظة ولحيته التى تنتصف صدره، لم يستفسر عن شىء، لم يمهلهما وقتًا لالتقاط الأنفاس، بادر بانتزاع الرجل الذى فى سن جده من على كتف زوجته التى كانت تعاونه فى عبور الطريق، وعاجله بضربة على أم ظهره طرحته أرضًا, لا يصدق ما يحدث له، بينما شلت المفاجأة زوجته التى لطمت على وجهها فى صرخة مكتومة قائلة: ليه كده يا ابنى.. هو عملّك إيه؟ أبو راندا المصرى: اسكتى أيتها المرأة الفاجرة, تبًّا لكما، ألم يكفك ما قمتما به من فعل فاضح بالطريق العام؟! أستغفر الله.. أستغفر الله. أم فوزى: يا ابنى دا أبو فوزى جوزى، وكان بيتسند عليّا عشان أعديه الشارع؛ لأنه ماشى على رجله بالعافية، وخايف يقع فى الطريق تخبطه عربية بعد الشر. أبو راندا المصرى: هه ها ها.. لقد سمعت هذا الكلام عدة مرات من قبل، ابقوا قولوا الكلام ده فى القسم، أنا كده قبضت عليكم ومهمتى انتهت، وبعد ما أسلمكم، هاشهد عليكم فى المحكمة وافرح فيكم لما تبقوا سوابق بإذن الله، خلاص يا بلد سايبة جالك اللى هايلمك. أم فوزى: وانت مين أصلا؟ وبتعمل كده ليه!! ومين إدالك السلطة عشان تبهدل فى خلق الله كده؟ أبو راندا المصرى: صه.. أيتها المرأة الجاهلة الغبية، ألم تسمعى بحق الضبطية القضائية!! تكبيييير. أم فوزى: يا لهوى ى ى ى.