تخيل عزيزي القارئ أن حسن الهضيبي مرشد الإخوان الثاني هو الذي قام بثورة يوليو ، ثم قام بكل ما قام به عبد الناصر في كل المواقف ، من تحديد للملكية الزراعية ، ومواجهة الاعتداء الثلاثي ، وتأميم قناة السويس ، وبناء السد العالي ، وإقامة المصانع ، والانحياز للفقراء ، وفي ذات الوقت مارس استبدادا وحبس المعارضين للإخوان ، وفي السجون تم تعذيب هؤلاء المعارضين ، وصولا إلى هزيمة 1967 ثم حرب الاستنزاف ، فماذا سيكتب الإخوان عن ثورة يوليو ؟ سيكتب مؤرخو الإخوان أن ثورة يوليو هي ثورة الإخوان العظيمة ، أعظم الثورات في تاريخ البشرية، بعد ثورة الرسول صلى الله عليه وسلم على الكفر والشرك في مكة ، وستكون هي الثورة التي حاول التنظيم الفاسد « الضباط الأحرار « الاستيلاء عليها ، ولكن الله وفق الرئيس الحكيم حسن الهضيبي في القضاء على هذه المؤامرة ، وستكون هي الثورة التي تآمرت عليها الشيطانة أمريكا عدو الله فساعدت إسرائيل الصهيونية على هزيمة مصر عام 1967 ، إلا أن مصر الإسلامية تحت قيادة الرئيس حسن الهضيبي قادت حرب الاستنزاف وفجرت ميناء إيلات ، وكبدت العدو الإسرائيلي خسائر فادحة ، أما إنجازات ثورة يوليو الإخوانية فستكون هي أعظم إنجازات في تاريخ مصر ، ويكفي أنها انحازت للفقراء وحولت مصر إلى قلعة صناعية ، وأممت قناة السويس ووقعت اتفاقية جلاء الانجليز عن مصر ، وأنشأت إذاعة القرآن الكريم ومدينة البعوث الإسلامية ، وقامت بتحديث الأزهر وتحويله إلى جامعة حديثة ، وقامت أيضا بترجمة القرآن الكريم ، ثم أنشأت مجموعة دول الحياد الإيجابي وعدم الانحياز ، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ،والمنظمة الأفريقية ، وجعل الرئيس الملهم حسن الهضيبي مصر رقما صحيحا فاعلا في السياسة الدولية ، لم يكتف الرئيس الهضيبي بهذه الإنجازات، ولكنه سعى للوحدة مع سوريا وظلت الوحدة قائمة بالفعل عامين كاملين، وكانت هذه الوحدة نواة لإقامة دولة عربية واحدة تحصل على الريادة في العالم ، لكن أعداء الإسلام وقفوا ضد هذه الوحدة . أما التعذيب الذي حدث في السجون فهو أمر يتفق مع الإسلام لأن المعارضين كانوا إخوان الشياطين ، وهم أعداء الإسلام الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ، وجزاؤهم أن يُقتَّلوا أو يصلّبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف . هل لديكم تصور آخر للذي كان سيكتبه الإخوان آنذاك ؟ واقع الإخوان الحالي يؤكد ما كتبته ، ألم أقل من قبل أن التاريخ ليس شيئا واحدا ، ولكن التاريخ هو رأي من يكتبه ، لعن الله الهوى ، فبه يتم تزوير التاريخ .