ونقصد بهم من تولوا الإخوان وقت أن كان الهضيبي المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين يتولى موقع المرشد العام، فقد كان للإخوان الريادة في العمل السياسي الإسلامي. وقد كان للشيخ حسن البنا الفضل في تأسيس الجماعة وهو أول مَن أخذ البيعة لنفسه من مجموعة من الشباب للقيام بفروض الكفاية تطوعاً بعد سقوط الخلافة العثمانية. وقد حرص الشيخ حسن البنا على لم شمل المسلمين في جماعته فوصف الإخوان بأنها سلفية صوفية جهادية لتسع المسلمين جميعاً ما أمكن. وتولى بنفسه وضع أسس التربية وأذِنَ بقيام التنظيم الخاص تفعيلاً للجهاد واستعداداً له. وجاهد الإخوان في فلسطين واكتسبوا شعبية بتبنيهم لأحلام المصريين في مجاهدة الاستعمار. ودخلوا معترك السياسة ونافسوا الأحزاب وقُتل الشيخ حسن البنا من القصر واعتقد الإخوان أنه قتل حرباً لله ورسوله وشريعته فكان شهيدا. وادّعى خصوم الإخوان أنه قتل ثأراً لقتل التنظيم الخاص للجماعة، "النقراشي" رئيس الوزراء الأسبق، واُتهم الإخوان بالقتل السياسي من أعدائهم وتبرأ المرشد حسن البنا من الفاعلين بقوله ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين. وانقضت تلك الفترة وجاء عصر المرشد الثاني المستشار الهضيبي. وفي عصره قام الضباط الأحرار بثورة23 يوليو 1952 وأثبت المؤرخون مساعدة الإخوان للثورة ووقوف الإخوان لتأمين الشارع المصري. وأُلغيت الأحزاب عدا جماعة الإخوان إلا أنه نشأ صراع بين الرئيس محمد نجيب وجمال عبد الناصر وانحاز الإخوان للرئيس محمد نجيب وحدثت الفتنة أو الخيانة كما يحب أن يسميها بعض الإخوان من جمال عبد الناصر. وحدث حادث المنشية وهي محاولة اغتيال عبد الناصر من الإخوان ، ذلك توصيف الضباط الأحرار، وتوصيف الإخوان تمثيلية المنشية للقضاء على الإخوان ودخل الإخوان السجون 1954 . وقضى الإخوان في سجون ناصر سنوات وسنوات وتألق مفكر الإخوان الأستاذ سيد قطب بكتاباته الرائعة في ظلال القرآن ومعالم في الطريق. ونشأ جيل المحنة في الإخوان وفي تلك الأثناء بدأت الصحوة الإسلامية بعد هزيمة1967 وتصارع الشباب في العودة إلى المساجد والإقبال على الدعاة، ومن تلك المحنة ظهر إخوان الهضيبي، فالإخوة وحّدتهم المحن وذاقوا ويلات التفرق والتشرذم فكانوا يداً واحدة. وظهرت المدارس الاجتهادية لنصرة الإسلام وأقبل الشباب في نهم على كتب المفكرين والفقهاء ينهلون منها . ولم يفكر الشباب في التحزُّب لفكرة أو رأي وكنا عباد الله إخواناً بالمعنى العام وليس بالمعنى الخاص. ونشأوا إخوة يحبون بعضهم البعض السلفي مع القطبي مع الجهادي نعرف حقوق الإخوة لبعضنا والولاء العام لأمة محمد ونبذ الخلاف ما استطعنا، نؤكد على الوحدة ونكره الفرقة فأحببنا إخواننا من كل لون، فكنا جميعاً نقرأ نفس الكتب للشيخ ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ حسن البنا والمفكر سيد قطب وحجة الإسلام الإمام الغزالي فنقبل ما اتفقوا عليه ونتغاضى عما اختلفوا فيه. فكنا إخوان المحنة والوحدة والآن وقد منّ الله علينا. فهل نكون إخوان المنحة والوحدة بالمعنى العام وليس بالمسميات الخاصة فما يجمعنا هو واجب تطبيق شرعه الحنيف وما فعلت الجماعات والأحزاب إلا لرضاء رب العالمين من التيار الإسلامي. فالوحدة الوحدة.. فنحن نعيش في منحة وجب الشكر عليها بإسقاط الحقوق الشخصية ورفع عزة الإسلام والمسلمين.