اختتمت فعاليات "مهرجان سلام يا صغار للطائرات الورقية" في حديقة المجاز بالشارقة، والتي تهدف إلى نشر الوعي المجتمعي حول حملة سلام يا صغار ومؤسسة القلب الكبير، والتضامن مع الأطفال الذين يعانون من التأثيرات السلبية الناجمة عن الحروب والاضطرابات. وفور الإعلان عن انطلاق المهرجان، تسابق مئات الأطفال وطلاب المدارس وأفراد عائلاتهم على المشاركة من خلال رفع طائراتهم الورقية في سماء الشارقة، لتبث السلام والمحبة، وتنثر زهورها على امتداد السماء، لعلها تصل إلى الأطفال الذين يمرون بظروف صعبة في بلدان مختلفة من العالم. ولم يقتصر التضامن مع الأطفال المحتاجين للعون، على الطائرات الورقية بما تحمله من رمزية، باعتبارها وسيلة التسلية الوحيدة في مخيمات اللجوء والمناطق المدمرة، بل شملت أيضًا تنظيم العديد من ورش العمل، وعروض الأفلام، وإقامة حديقة مصغرة للحيوانات، ولم ينسَ المنظمون إقامة أكشاك لبيع الأطعمة والمشروبات المختلفة، والتي خصص ريعها لصالح حملة "سلام صغار"، إضافة إلى صناديق التبرعات التي تفاعل معها زوار حديقة المجاز بشكل كبير. وقالت مريم الحمادي، مدير حملة "سلام يا صغار": "من خلال ملاحظتنا لحجم الحضور، نؤكد بأن المهرجان قد حقق الغرض الذي أُقيم من أجله، حيث لاحظنا التجاوب الكبير من الأسر والأطفال مع الفعاليات التي هدفت إلى لفت الانتباه للمعاناة التي يعيشها أطفال الدول التي تعاني من الحروب والاضطرابات، وما ينتج عنها من آثار سلبية على حياتهم، وتسليط الضوء بشكل أكبر على معاناتهم". وأضافت الحمادي: "ترتبط الطائرات دومًا في أذهان الأطفال بالحرية والإنطلاق والتحليق عاليًا وإلى آفاق أرحب لا تحدها حدود، حيث تمنحهم التفاؤل بالمستقبل المشرق، ومن هنا وقع الاختيار عليها"، وأضافت: "إن تجاوب الأطفال الكبير مع هذه المبادرة يعكس نجاحها، فمن خلال الطائرات الورقية استطعنا تشجيع الأطفال في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة على التفاعل الإيجابي مع معاناة الأطفال في الدول التي تشهد اضطرابات". وكانت حملة "سلام يا صغار" قد انطلقت في عام 2007 بناءً على توجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وكانت تركز في بدايتها على رعاية أطفال فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة، لاستبدال دموع الأطفال الفلسطينيين بالابتسامة والأمل، ودعم أسر الأطفال للتغلّب على الأزمة التي سببها الاحتلال الإسرائيلي والحرب على غزة، قبل أن تتوسع في عملياتها الإغاثية والإنسانية، لتشمل تقديم الدعم في الرعاية الصحية والتعليم والأمن الغذائي إلى جانب المساعدات النفسية وتوفير المأوى لجميع الأطفال المحتاجين الذين يعيشون في الدول والمناطق التي تعاني من الاضطرابات في مختلف أنحاء العالم.