وقف العمدة عبد الستار أمام أهالي كفره الكرام يلقي خطبة عصماء بمناسبة وضعه حجر الأساس لبناء أكبر محطة نووية يتم افتتاحها على مشارف الألفية القادمة بإذن الله، والتي ستعمل وتدار بنوى البلح الخاص بنخلتي الكفر "اللي في العلالي يا بلحهم دوا"؛ وذلك لحل مشكلة انقطاع الكهرباء في الكفر والقرى المجاورة وتخطيطًا لربط خطوط الكهرباء في عموم البلد والدول الشقيقة بطاقتها النووية المتجددة التي لا تعتمد على اليورانيوم ولا تخلف نفايات نووية ضارة؛ لأن نفاياتها الصديقة للبيئة سوف تذهب إلى أمعاء بهائم الكفر بعد أن تكون عليقًا مفيدًا لهم، كما وضح وخطط وأشار مهندس المشروع العظيم المسئول ابن بهانة الحاصل على جائزة نوفل في الفيزياء النووية البلحية أمهات ورطب وتمر وخلافه، والمرسل في بعثة خاصة إلى كبرى جامعات "كنكا" على حساب الكفر وأهله المساكين، وقد بدأ العمدة خطبته بتوضيح أهمية هذه المحطة النووية الكبيرة، وأكد تواضع الجهد والمال والوقت المبذول في إقامتها مقارنة بفوائدها المتعاظمة عبر القرون، ثم قدم "كشف حساب" سريعًا وضح فيه طريقة إدارته حكم القرية وآماله وطموحاته العريضة لشعبها مخاطبًا شيخ الغفر وشيخ البلد وبقية المسئولين قائلا: "يا جماعة على كل مسئول في الكفر التدخل بالمراجعة والمتابعة، في كل التفاصيل المالية الدقيقة ومراعاة ما يتم إنفاقه، في الوقت الراهن لأن بلدنا ليس لديها خيار ولا جزر للنهوض إلا بهذا النظام الدقيق المركز جدًا، وكل مسئول لازم يكون له بدل العين 1000 عين عشان يتابع ويركز في أدق التفاصيل، إحنا متأخرين جدا والقطر هايفوتنا، وما ينفعش نمشى "كتوموتو يا حلوة يا بطة، والنبي حارسك يا ختي يا قطة"، ويجب أن يكون ذلك الفكر مستقرا لدينا وزي ما انتم عارفين طبعا "ربنا يكفينا شر الفكر" لأنك لو أهملت في عملك أو سرقت بلدك هايجيلك الفكر والنزناز طول الليل ويركبك الهم وتأنيب الضمير اللي مش بعيد ياخد أجلك ويجيب لك الكافية، عشان كده ما فيش أحسن من الاستقامة، وللأسف دلوقت وفى كل نواحي الكفر، بلدنا ما عادش فيها اللي يتسرق، لأن الناس الطيبين اللي كانوا قبلينا قاموا بالمهمة دي على أحسن وجه ربنا يغفر لهم ويرحمهم بقى، عشان مرحلتهم كانت صعبة ووقتهم كان سبهللة، وكانوا يا عزيزي كلهم لصوص، لكن الكلام ده انتهى وما عدش ينفع بعد ما طهرنا أنفسنا وخلصنا جميع أنواع "الفينيك" عليها، لذلك لازم تتأكدوا اننا مش هنسمح لحد إنه يمد إيده أو رجله، لأن البلد عاوز كل واحد فينا يديه دمه، لأنه زي أمه، ولازم كل مليم نتابعه وكل مشروع تكون تكلفته معروفة ومحددة، ونعرف تماما هيفيدنا بإيه وإمتى بالضبط زي المشروع العظيم ده اللي احنا لسه واضعين له حجر الأساس منذ قليل، أنا عايزكم تطمنوا وتحطوا شادر بطيخ صيفي في بطنكم، عشان أنا كل يوم على غيار الريق لازم أناقش كل مسئول في كل جنيه بيروح فين وبيتصرف منين؟ طيب.. والله.. ولا ليكم على يمين إمبارح قعدت أحاسب مسئول الكهربا حساب الملكين عشان نص جنيه ما كنّاش عارفينه راح فين ولا جه منين !! وقعد يحلف لي ميت يمين إنه جاب بيه شاي للعمال اللي قعدوا عشرة أيام يبنوا في المصطبة النص متر اللي حطيت فيها حجر الأساس من شوية واللي اتكلفت مائة ألف جنيه، وأنا أكدبه لحد ما رحنا لستيتة العمشة صاحبة الغرزة وقلعناها ملط هي والزباين عشان نعرف النص جنيه ده راح فين وبرضه ما عرفناش، وإذ فجأة لمعت في دماغي فكرة عبقرية وقلت له طلع اللي في جيوبك كده ياض يا مسئول.. وعنها ولقينا لكم النص جنيه محشور في جيب سيالته الشمال، وقال لي اتفضل النص جنيه بتاع المال العام أهوه يا حضرة العمدة ربنا يكفينا شر الحرام، أنا عارف إن شوية شباب بايظ من اللي عاملين لي فيها ثورجية وبيسمعوني دلوقت هايقولوا لي وعملت فيه إيه يا حضرة العمدة وفي قضية الفساد الكبرى اللي انت اكتشفتها بذات نفسك وكنت شاهد عليها ؟!! هاريحكم.. ما عملتش حاجة طبعا.. وذلك لأن المسئول بذات نفسه يا عيني كان دايخ معايا على النص جنيه بتاع المال العام ودماغه هاتفط منه لحد ما لقيناه وقال لي وهو بيعيط ودموعه نازلة على خدوده يا ولداه بعد ما اترمى ع الأرض وكان عمال يتشحتف زي الولايا.. أنا ممكن أقبل أي حاجة يا حضرة العمدة إلا أني أكون متهمًا في ذمتي وآكل فلوس حرام.. قوم لأجل نيته الطيبة ربنا ألهمني بالفكرة الألمعية اللي قلت لكم عليها ووصلنا للنص جنيه وجل من لا يسهو يا إخوانا.. وبعدين يا بخت من قدر وعفى، صحيح إن ستيتة العمشة هي وزباين الغرزة بعد إحالتهم للقضاء العادل بتهمة سرقة النص جنيه من مال القرية العام خدوا كل واحد فيهم خمسة وعشرين سنة أشغال شاقة والمفروض نعمل لهم نقض ونطلعهم براءة بعد ما لقينا النص جنيه، إلا أننا مش هانعمل كده خالص، عشان أكيد الناس دول عملوا بلاوي كتيرة في حياتهم وما تعاقبوش عليها قوم ربنا وقعهم في الخية دي لأنهم يستاهلوا كل اللي جرالهم ولسه هيجرالهم.. سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، أمر الله ونفد خلاص يا خوانا هانعترض إحنا بقى!!!
