أصحاب العقول في راحة منطقة محظورة على العقلاء وهواة المنطق.. شعارها «مناخوليا».. والاقتراب منها ممنوع لغير رواد «الخانكة» و«العباسية»، فأصحاب العقول فى راحة! الرؤية السلفية فى الاحتفال بالأعياد «الفالنتاينية»! أما بعد, فهذه رسالة لكل سلفي أو من تسلّفا، حتى لا يجد نفسه «خرونجا» في يوم من الأيام أو يكون قفا، وهي رسالة بفضل المولى وتوفيقه شاملة، في كل أحوال الحياة المعاصرة «المقندلة»، وهي جامعة لكل المحدثات والبدع، تخبرك أيها الأخ الكريم ما تأخذ منها وما تدع، وكما تعلم فإن أمرنا مبني على السمع والطاعة، ونبذ الفرقة والتزام الجماعة، وقد سميناها «الضرب بالحذاء والنعال البالية.. في رد الغنم الشاردة القاصية». وقد وضعها مجموعة من علماء السلف العظام على رأسهم الشيخ أبو زبيبة ومولانا المتسوّك والعلامة أبو لحيتين، وقد احتسبنا أجرنا لثوابها وما فيها من الفكر الأنور، وعددناها من باب الأمر بالملفوف والنهي عن ال «بورجر»، وفي هذا الفصل الثامن نستعرض سؤالا لطالب فتوى, يسأل فيه والعياذ بالله عن ماهية «الفالانتاين « وكيف يفعل السلفي الحق إذا ابتلي به, وكيف يتصرف في أمره حتى يتجنب الإحن، وسوء الفتن، ويلتزم الفعل الحلال، حتى يبعد عن الضرب بالنعال، ويجيب عليه فضيلة العلامة الشيخ شعيرة ابن ذقن الإمام المتزمت أبو لحيتين فيقول: اعلم يا عبد الله أنه قد انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة بين كثير من شباب الملتزمين- ذكورا وإناثا- لا تبشر بخير تمثلت في تقليدهم للغرب، في الاحتفال بعيد الحب، مما كان داعيا لأولي العلم والدعوة أن يبينوا الحق, حتى يكون السلفي الملتزم على بينة من أمره, ولئلا يقع فيما يخل بعقيدته التي أنعم الله بها عليه, وهذا عرض مختصر لأصل هذا العيد ونشأته والمقصود منه، وما يجب على السلفي الملتزم تجاهه. قصة عيد الحب: يعتبر عيد الحب من أعياد الرومان الوثنيين، الكافرين، المشركين، إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على سبعة عشر قرنا من الزمان, وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب للأصنام والأوثان، ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان، وعند ورثتهم من الكفار، ومن أشهر هذه الأساطير: أن الرومان كانوا يعتقدون أن (رومليوس) مؤسس مصنع «روما- روما» للمعكرونة كان يحب فتاة تدعى (هيلينا) يمتلك والدها مصنع «ريجينا» للمعكرونةأيضا, وكلهم موجودون بالمنطقة الصناعية في مدينة العاشر من رمضان، ولما كان الشاب (رومليوس) من أصل متدنٍ, لكن الله فتح عليه من اللعب بالأسهم في البورصة, وقد أراد أن يرتفع شأنه بأن يصاهر والد (هيلينا) الذي كان ذا شرف وسؤدد، فقد أرضعته ذات يوم ذئبة أمدته بالقوة ورجاحة الفكر، لذا فقد أدرك الرجل الأريب مراد (رومليوس) الخبيث, ومنع ابنته من رؤيته أو مجرد الخروج من البيت حتى لا تجلب له العار والشنار. لكن (رومليوس) اللئيم لم ييأس أو يسلم بهذا الأمر، فقد حاول التقرب فيما مضى إلى الفتاة عدة مرات, واستطاع أن يميل قلبها، وهذا أيها الإخوة من نتائج الاختلاط البغيض المنهي عنه بفضل الله, لكن انظر أيها العبد حتى تتعظ، أخذ الشاب يفكر ويفكر حتى هداه تفكيره إلى استغلال رجل دين وثني كان يدخل قصر أبو هيلينا ليعظه, ويأمره بأصول دينه الوثني وينهاه، وقد كان هذا الكاهن يدعى ب» فالنتاين»، وكان رجلا خبيث النفس ديوثا, والعياذ بالله, فقد قبل أن يكون «قنطرة» تصل الشاب والفتاة من خلف ظهر أبي هيلينا الرجل المحترم الغيور. وأخذ يحمل ما يعد من مظاهر الاحتفال بهذا العيد الغربي الحقير, الذي سمي على اسمه فيما بعد, من ورود حمراء وبطاقات عليها عبارات غزل وحب، وأصنام حمراء على شكل دببة «دباديب», حتى يدب الحب ويسري, ويتمكن في قلب «هيلينا», فلا تجد مناصا من الاستجابة لرغبات «رومليوس», خروجا على رغبة والدها المحترم الشريف. ومن العجب- يا عبد الله- أن مثل هذه التفاهات قد أثرت على عقل الفتاة وقلبها- ولا غرو- فهن ناقصات عقل ودين، واستطاعت عبر النجس « فالنتاين» أن تهرب من بيت أبيها وتتزوج سرا «رومليوس» صاحب الأصل الدنيء, وتبيع له بعد الزواج بشهر فقط مصنع والدها, الذي كان قد كتبه لها بيعا وشراء لأنها ابنته الوحيدة، وعندما علم أبو «هيلينا» بهذه الكارثة؛ أصابته ذبحة صدرية نقل على إثرها إلى دار الفؤاد بالدقي، ثم صعدت روحه إلى بارئها، ولما علم «يوليوس قيصر» ملك الرومان بما فعله الكاهن الخبيث «فالنتاين» أمر بإحراقه حيا, جزاء فعلته النكراء، ثم تناسى الناس بفعل الزمن فعلته الشنيعة المريعة, وأنه لم يكن أكثر من إنسان خبيث مرتزق, وجعلوه رمزا للحب والعشق والهوى، واتخذوا يوم إحراقه عيدا يحيون فيه- على غير وعي- سنته الخبيثة. علة التحريم والاحتفال بالفالنتاين محرم شرعا, وعلة التحريم لأسباب: 1- إظهار البهجة والسرور فيه, كحالهم في الأعياد المهمة الأخرى. 2- تبادل الورود الحمراء، وذلك تعبيرا عن الحب الذي كان حباً إلهياً عند الوثنيين, وعشقاً عند خلفهم من الكفار، ولذلك سمي عندهم بعيد العشاق. 3- توزيع بطاقات التهنئة به، وفي بعضها صورة (كيوبيد), وهو طفل له جناحان يحمل قوسا ونشابا, وهو إله الحب عند الأمة الرومانية الوثنية, 4- تبادل كلمات الحب والعشق والغرام في بطاقات التهنئة المتبادلة بينهم- عن طريق الشعر أو النثر أو الجمل القصيرة- وفي بعض بطاقات التهنئة صور ضاحكة وأقوال هزلية، وكثيرا ما كان يكتب فيها عبارة (كن فالنتاينيا أي ديوثا والعياذ بالله), وهذا يمثل المفهوم الكفري له بعد انتقاله من المفهوم الوثني. 5- تقام في كثير من الأقطار الغربية حفلات نهارية وسهرات ليلية مختلطة راقصة، ويرسل كثير منهم هدايا, منها: الورود وصناديق الشيكولاتة إلى أزواجهم وأصدقائهم ومن يحبونهم، تباً لهم. ومن نظر إلى ما سبق عرضه من أساطير حول هذا العيد الوثني يتضح له ما يلي: أولا: أن أصله عقيدة وثنية عند الرومان، يعبر عنها بالحب الإلهي للوثن الذي عبدوه من دون الله تعالى, فمن احتفل به فهو يحتفل بمناسبة شركية تعظم فيها الأوثان. ثانيا: أن نشأة هذا العيد عند الرومان مرتبطة بأساطير وخرافات لا يقبلها العقل السوي, فضلا عن عقل سلفي ملتزم. ثالثا: أن من تمثل بمثل هذا الفعل المنكر الخبيث لا يكثر عليه أن يخرج على إمام المسلمين وأمير المؤمنين عبد الله محمد بن مرسي العياط وحكمه الرشيد، وهذا هو الخطر الكبير، والشر المستطير، فيتبع والعياذ بالله جبهة الإنقاذ أو جبهة الخراب وممثليها من «فالنتاينات» العصر كالبرادعي وحمدين صباحي وعمرو ابن موسى والسيد البدوي, الذين يبيحون لمنتسبيهم الاحتفال بعيد الفالنتاين الكفري الشركي, قاتلهم الله أنى يؤفكون، لذا فالتزم ما ورد في هذا الفصل المبارك أيها السائل الحائر، وأظهر الطاعة، واتبع الجماعة، وإن سألك مارق كافر هل ستحتفل بعيد الفالنتاين لهذا العام، فابصق على وجهه، واعطه بحذائك القديم على أم رأسه، وقل له بكل عزيمة وإيمان: بل أنتم «المتفلنتون», والله أعلى وأعلم، أ. ه.