الدوحة: حذر الباحث الشرعي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر الشيخ حمد بن ناصر العيدة من مشاركة غير المسلمين احتفالاتهم بعيد الكريسماس أو ما يعرف بعيد ميلاد المسيح عليه السلام. مبينا أن هذا العيد لا أصل له حتى في المسيحية نفسها بل هو تقليد وثني روماني، اتبعه النصارى بدءً من القرن الميلادي الرابع تخليدا لذكرى المسيح. وقال ،بحسب جريدة الشرق القطرية، إن مشاركة المسيحيين احتفالاتهم بهذا العيد أو تهنئتهم بها حرام شرعا لما تنطوي عليه من مشابهة غير المسلمين في أعيادهم والانتقاص من قدر أعيادنا الإسلامية التي شرعها لنا رب العالمين. وتطرق العيدة إلى تاريخ وأصل الاحتفال بعيد الميلاد قائلا: قبل الحديث عن حكم الاحتفال أو التهنئة بعيد ميلاد المسيح، أود التطرق إلى تاريخ هذا العيد، ومتى بدأ؟ وهل هو فعلاً من أعياد النصارى المذكورة في الإنجيل؟ قال موضحاً : إن الاحتفال بعيد ميلاد المسيح لم يرد قط في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وإنما هو عادة وتقليد وثني، قلد فيه النصارى الرومان الوثنيين! وسرد العيدة بعض ما جاء في دوائر المعارف العالمية حول الاحتفال بعيد الميلاد وماذا تقول عنه، مبتدئا بدائرة المعارف البريطانية التي تقول: «لم يوجد أي عيد ميلاد لا للمسيح ولا للحواريين ولا نص من الكتاب المقدس بل أُخذ فيما بعد عن الوثنية»، ثم دائرة المعارف الكاثوليكية التي تقول: «لم يكن عيد الميلاد واحداً من الأعياد الأولى للكنيسة الكاثوليكية..، ولم يسجل الكتاب المقدس أن أحداً كان يحتفل أو أقام مأدبة كبيرة بمناسبة يوم ميلاده»، ودائرة المعارف الأمريكية التي تقول عن عيد الميلاد: «في القرن الرابع الميلادي بدأ الاحتفال لتخليد ذكرى هذا الحدث- أي ميلاد المسيح -، وفي القرن الخامس أمرت الكنيسة الغربية بأن يحتفل به إلى الأبد». واستشهد العيدة بما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه القيم (اقتضاء الصراط المستقيم)، عن المفاسد التي تحصل بحضور المسلمين لأعياد الكفار ومشاركتهم، ومنها: أن الأعياد لها في الجملة منفعة في الدين والدنيا وقد شرع الله لنا على لسان نبيه أفضل الأعياد التي بها أعظم الصلاح لنا، فإذا أخذنا بأعياد غيرنا، قلت الرغبة في أعيادنا وانتفاعنا بها بقدر ما أخذنا من تلك الأعياد، وأن المشابهة في الظاهر توجب المشابهة في الباطن، والمشابهة إذا حصلت في الباطن أورثت مودة ومحبة وموالاة، فهذا نقص في أصل الولاء والبراء، وأنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عموم الناس، وتناسوا أصله حتى يصير عادة بل عيدا فيضاهي بعيد الله بل يزيد عليه. وخلص العيدة إلى القول: إنه بعد هذا كله يتبين لنا حرمة التهنئة أو المشاركة في عيد ميلاد المسيح (الكريسماس)، وينبغي أن نعتز بديننا وعقيدتنا الصافية من شوائب البدع والتحريف وأن نتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.