في 14 فبراير من كل عام ونسبة إلي القديس Valentine، يقيم العالم بأسره احتفالات تسمي بعيد الحب أو Valentine day، يقوم الناس في هذا اليوم بتبادل الهدايا، والورود الحمراء، وكلمات الحب الرقيقة، وعبارات المحبة، تحديدا Happy Valentine Day" "وارتداء الملابس الحمراء، والتعايش في جو من السعادة والبهجة. ورغم كثرة شيوع شعر الغزل والحب في التراث العربي، حتي مثل جزءا كبيرا من ديوان العرب، إلا أن الشخص العربي في حالات كثيرة لا يفضل الحب، قدر تفضيله للامتلاك باسم الحب وشرعيته: حيث تقول الحكمة العربية "قل أريدها ولا تقل أحبها، فما الحب إلا مذلة للرجال" وبتأمل هذه العبارة نكتشف ارتباط الإرادة بالامتلاك والاستحواذ من ناحية ومن ناحية أخري ارتباط الحب بالشراكة. ونؤكد أن الامتلاك والاستحواذ التام يقتل الحب أو علي الأقل يحيله إلي شيء ثانوي غير مستقل في ذاته. مجموعات عيد الحب وبتصفح شبكة الإنترنت، وتحديدا موقع الفيس بوك، نكتشف عشرات المجموعات التي تتناول عيد الحب، تتباين مواقف أصحاب هذه المجموعات بين الرفض والتأييد. وتدليلا علي الموقف الأخير ننتخب من هذه المجموعات بعضها: أولي هذه المجموعات، مجموعة "لأجل عيد الحب" والتي وصل عدد أعضائها إلي 99 مشتركًا، ويشير مؤسس هذه المجموعة الفلسطيني الجنسية في توصيف هذا الجروب قائل (هادا الجروب خاص بعيد الحب القادم ولكل عاشقين) ولا يوجد به سوي موضوع واحد حمل عنوان "لكل عاشقين في عيد الحب". أما المجموعة الثانية فعنونها منشئوها بعنوان "عيد الحب» Valentine" "ووصل عدد مشتركيها إلي ما يزيد علي 500 عضو، ويتضح من خلال التوصيف أنه جروب موجه من شخص بعينه للتمسك بالحب في حد ذاته، كقيمة يجب التمسك بها والتشبث بتلابيبها خاصة ونحن في زمن يكبل البشرية خسائر بسبب انتشار الكراهية وعدم انتشار الحب. فضلا عن ذلك هناك مجموعات تتناول مشكلة هدايا عيد الحب، وتطرح وسائل لحل معضلة اختيار الهدية ونوعها وطريقة تقديمها. Mai Valentine ومن أغرب المجموعات علي الفيس في هذا الإطار مجموعة Mai Valentine والتي انشأتها مي كمال الحاصلة علي بكالوريوس إدارة أعمال وشخص آخر حمل اسما مستعارا وهو عابر سبيل. ويهتم هذا الجروب بقصص الحب التي تحمل بطلتها اسم مي، كما يدعو إلي جمع المواقف، القصص، الصور، الشخصيات الحقيقة، أو أبطال الروايات، الأفلام، المسلسلات، أو خواطر، أشعار طالما كانت في حب مي. ويحوي الجروب عددا من الموضوعات أهمها: مي زيادة وسيرتها، مي شدياق، مي في عيون فحول الشعراء، وموضوع لإبداء الآراء وطرحه توفيق السعد من العراق، وقد طرح فيه سؤالا يدور حول ماهية الحب فعل أم اضطراب توازن في القوي؟ وإن كان عبارة عن مشاعر فما مصدرها؟ هل العقل أم القلب؟ وهل القلب هو العضلة الصنوبرية التي تضخ الدم؟ ومن ضمن الإجابات، نقرأ إجابة "عابر سبيل" التي ارتكزت علي مقولة للإمام أبي حامد الغزالي، لكنه نسخها باللغة الإنجليزية، ومفادها: هل أنت مستعد لقطع رأسك ووضعها مكان قدميك؟ إذا كان الأمر كذلك فأنت محب. الحب ليس نبتا في حديقة ولا يباع في الأسواق. كما أضاف كاتب هذه المقالة قائلا: إن الحب لغة الأرواح، تطلقها الأرواح ولا تعيها إلا أرواح مثلها، وليس الحب فعلا أو اضطراب، إنما هو أقسي حالات التوازن، خاتما مداختله ببيت الحلاج: أَلا أُبلِغ أَحِبّائي بَأَنّي/رَكِبتُ البَحرَ وَاِنكَسَر السَفينَة/ عَلي دينِ الحبيبِ يكونُ مَوتي/ وَلا البَطحا أُريدُ وَلا المَدينَة ولعل أغرب دعوة يتبناها هذا الجروب وأصحابه هي الدعوة إلي تغيير مسمي عيد الحب Valentine day إلي مي الحب Mai Valentine ؛ حيث قام المسئولون عن الجروب بارسال رسائل إلي الأعضاء للتصويت حول هذا الأمر. ضد الحب حقا كم نحن فقراء، لأننا أتينا من بيئة جافة، ورغم أنني ضد الحتمية الجغرافية منهجا التي تري الإنسان عبدا لبيئته، إلا أنني مضطر للاقرار، ولا سبيل للفكاك من هذا الاقرار، أن لكل امرئ من بيئته نصيب. وبرغم قول العربي" ثلاثة يذهبن الحزن: الخضرة والماء والوجه الحسن" إلا أن بعضنا مازال يقف ضد الحب. اتجه مجموعة من الذين يدعون إلي مقاطعة عيد الحب أو إلغائه إلي موقع الفيس بوك كمنبر يعلنون فيه عن ايديولوجيتهم والمرتكزين فيها علي شكلانية دينية، ومن ضمن هذه المجموعات تطالعنا مجموعة "عيد الحب" والتي ترفع شعار "احذروا هذا اليوم، يوم القديس فالنتين". ولقد انشأ هذه الجروب شخص اتخذ لنفسه اسما مستعارا وهو مملكة الرومانسية Romance the kingdom، ويضع بدلا من صورته الشخصية صورة للعالم السعودي، اللافت للنظر أن معظم أصدقاء هذا الشخص من النساء اللائي يتخدن أسماء مستعارة، ويضعن صورا بملابس ساخنة. وفي هذا الجروب الذي أنشئ خصيصا لمحاربة هذا اليوم، يقول: فبراير يدق أبواب الحب وقلوب الشباب والشبات، تلون الملابس والهدايا وأبواب المحلات ..... وبطبيعة الحال، والكلام هنا لمسئول الجروب، لا أرجو من جروبي هذا أن يغير فكرتكم، فالأمر واضح وضوح الشمس، عيد الحب هذا دخيل علينا، أصله مسيحي، وهو عيد يحتفل بقديس مسيحي Valentinثم يرجع سبب اختيار يوم 14 (من العام الأفرنجي!!) حد قوله، لعقيدة محددة بينهم (ليس هذا محل سردها) كما زعم. وفي جروب آخر حمل عنوان "دعوة لمقاطعة عيد الحب" رافعا شعار (أختاه، احذري شمعة عيد الحب فإنها تخفي وراءها الهلاك) ويحوي هذا الجروب موضوعات لا علاقة لها بموضوع الجروب وتوصيفه؛ حيث تدور معظم هذه الموضوعات في المقارنة بين الإسلام وعقائد أخري. ويعتبر عيد الحب من وجهة نظر هذا الجروب عيدا من أعياد الرومان الوثنيين، إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد علي سبعة عشر قرنا، وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن حب الآلهة. ويرد سبب اختيار يوم 14 فبراير إلي احتفال الرومان بحادثة ارضاع ذئبة للإله "رومليوس" مؤسس روما، وكان من مراسم هذا الاحتفال ذبح كلب وعنزة، ويدهن شابان مفتولان العضلات جسميهما بدم الكلب والعنزة، ثم يغسلان الدم باللبن، وبعد ذلك يسير موكب عظيم يكون الشبان في مقدمته، يطوف الطرقات، ومع الشابين قطعتان من الجلد، يلطخان بهما كل من صادفهما، وكانت النساء الروميات يتعرضن لتلك اللطمات مرحبات بها، للاعتقاد بأنها تمنع العقم وتشفيه. مما لاشك فيه، أن أصحاب مثل هذه الاتجاهات العدائية يعانون من ازدواجية التفكير، يتعايشون مع الضديات والثنائيات الفكرية، في حالة من الانسجام تستدعي الدراسة والوقوف عليها، للوصول إلي أصولها الفكرية والاجتماعية والدينية والثقافية. مما يستوجب تفكيك جملة الثنائيات التي تتحكم في مسارهم الفكري، وتشكل رؤيتهم تجاه قضايا الوجود. وختاما لا أملك في هذا المقام إلا ان أقول لكم Happy Valentine .Day مدحت صفوت محفوظ كثير من الكلام.. قليل من الحب في 14 فبراير من كل عام ونسبة إلي القديس Valentine، يقيم العالم بأسره احتفالات تسمي بعيد الحب أو Valentine day، يقوم الناس في هذا اليوم بتبادل الهدايا، والورود الحمراء، وكلمات الحب الرقيقة، وعبارات المحبة، تحديدا Happy Valentine Day" "وارتداء الملابس الحمراء، والتعايش في جو من السعادة والبهجة. ورغم كثرة شيوع شعر الغزل والحب في التراث العربي، حتي مثل جزءا كبيرا من ديوان العرب، إلا أن الشخص العربي في حالات كثيرة لا يفضل الحب، قدر تفضيله للامتلاك باسم الحب وشرعيته: حيث تقول الحكمة العربية "قل أريدها ولا تقل أحبها، فما الحب إلا مذلة للرجال" وبتأمل هذه العبارة نكتشف ارتباط الإرادة بالامتلاك والاستحواذ من ناحية ومن ناحية أخري ارتباط الحب بالشراكة. ونؤكد أن الامتلاك والاستحواذ التام يقتل الحب أو علي الأقل يحيله إلي شيء ثانوي غير مستقل في ذاته. مجموعات عيد الحب وبتصفح شبكة الإنترنت، وتحديدا موقع الفيس بوك، نكتشف عشرات المجموعات التي تتناول عيد الحب، تتباين مواقف أصحاب هذه المجموعات بين الرفض والتأييد. وتدليلا علي الموقف الأخير ننتخب من هذه المجموعات بعضها: أولي هذه المجموعات، مجموعة "لأجل عيد الحب" والتي وصل عدد أعضائها إلي 99 مشتركًا، ويشير مؤسس هذه المجموعة الفلسطيني الجنسية في توصيف هذا الجروب قائل (هادا الجروب خاص بعيد الحب القادم ولكل عاشقين) ولا يوجد به سوي موضوع واحد حمل عنوان "لكل عاشقين في عيد الحب". أما المجموعة الثانية فعنونها منشئوها بعنوان "عيد الحب» Valentine" "ووصل عدد مشتركيها إلي ما يزيد علي 500 عضو، ويتضح من خلال التوصيف أنه جروب موجه من شخص بعينه للتمسك بالحب في حد ذاته، كقيمة يجب التمسك بها والتشبث بتلابيبها خاصة ونحن في زمن يكبل البشرية خسائر بسبب انتشار الكراهية وعدم انتشار الحب. فضلا عن ذلك هناك مجموعات تتناول مشكلة هدايا عيد الحب، وتطرح وسائل لحل معضلة اختيار الهدية ونوعها وطريقة تقديمها. Mai Valentine ومن أغرب المجموعات علي الفيس في هذا الإطار مجموعة Mai Valentine والتي انشأتها مي كمال الحاصلة علي بكالوريوس إدارة أعمال وشخص آخر حمل اسما مستعارا وهو عابر سبيل. ويهتم هذا الجروب بقصص الحب التي تحمل بطلتها اسم مي، كما يدعو إلي جمع المواقف، القصص، الصور، الشخصيات الحقيقة، أو أبطال الروايات، الأفلام، المسلسلات، أو خواطر، أشعار طالما كانت في حب مي. ويحوي الجروب عددا من الموضوعات أهمها: مي زيادة وسيرتها، مي شدياق، مي في عيون فحول الشعراء، وموضوع لإبداء الآراء وطرحه توفيق السعد من العراق، وقد طرح فيه سؤالا يدور حول ماهية الحب فعل أم اضطراب توازن في القوي؟ وإن كان عبارة عن مشاعر فما مصدرها؟ هل العقل أم القلب؟ وهل القلب هو العضلة الصنوبرية التي تضخ الدم؟ ومن ضمن الإجابات، نقرأ إجابة "عابر سبيل" التي ارتكزت علي مقولة للإمام أبي حامد الغزالي، لكنه نسخها باللغة الإنجليزية، ومفادها: هل أنت مستعد لقطع رأسك ووضعها مكان قدميك؟ إذا كان الأمر كذلك فأنت محب. الحب ليس نبتا في حديقة ولا يباع في الأسواق. كما أضاف كاتب هذه المقالة قائلا: إن الحب لغة الأرواح، تطلقها الأرواح ولا تعيها إلا أرواح مثلها، وليس الحب فعلا أو اضطراب، إنما هو أقسي حالات التوازن، خاتما مداختله ببيت الحلاج: أَلا أُبلِغ أَحِبّائي بَأَنّي/رَكِبتُ البَحرَ وَاِنكَسَر السَفينَة/ عَلي دينِ الحبيبِ يكونُ مَوتي/ وَلا البَطحا أُريدُ وَلا المَدينَة ولعل أغرب دعوة يتبناها هذا الجروب وأصحابه هي الدعوة إلي تغيير مسمي عيد الحب Valentine day إلي مي الحب Mai Valentine ؛ حيث قام المسئولون عن الجروب بارسال رسائل إلي الأعضاء للتصويت حول هذا الأمر. ضد الحب حقا كم نحن فقراء، لأننا أتينا من بيئة جافة، ورغم أنني ضد الحتمية الجغرافية منهجا التي تري الإنسان عبدا لبيئته، إلا أنني مضطر للاقرار، ولا سبيل للفكاك من هذا الاقرار، أن لكل امرئ من بيئته نصيب. وبرغم قول العربي" ثلاثة يذهبن الحزن: الخضرة والماء والوجه الحسن" إلا أن بعضنا مازال يقف ضد الحب. اتجه مجموعة من الذين يدعون إلي مقاطعة عيد الحب أو إلغائه إلي موقع الفيس بوك كمنبر يعلنون فيه عن ايديولوجيتهم والمرتكزين فيها علي شكلانية دينية، ومن ضمن هذه المجموعات تطالعنا مجموعة "عيد الحب" والتي ترفع شعار "احذروا هذا اليوم، يوم القديس فالنتين". ولقد انشأ هذه الجروب شخص اتخذ لنفسه اسما مستعارا وهو مملكة الرومانسية Romance the kingdom، ويضع بدلا من صورته الشخصية صورة للعالم السعودي، اللافت للنظر أن معظم أصدقاء هذا الشخص من النساء اللائي يتخدن أسماء مستعارة، ويضعن صورا بملابس ساخنة. وفي هذا الجروب الذي أنشئ خصيصا لمحاربة هذا اليوم، يقول: فبراير يدق أبواب الحب وقلوب الشباب والشبات، تلون الملابس والهدايا وأبواب المحلات ..... وبطبيعة الحال، والكلام هنا لمسئول الجروب، لا أرجو من جروبي هذا أن يغير فكرتكم، فالأمر واضح وضوح الشمس، عيد الحب هذا دخيل علينا، أصله مسيحي، وهو عيد يحتفل بقديس مسيحي Valentinثم يرجع سبب اختيار يوم 14 (من العام الأفرنجي!!) حد قوله، لعقيدة محددة بينهم (ليس هذا محل سردها) كما زعم. وفي جروب آخر حمل عنوان "دعوة لمقاطعة عيد الحب" رافعا شعار (أختاه، احذري شمعة عيد الحب فإنها تخفي وراءها الهلاك) ويحوي هذا الجروب موضوعات لا علاقة لها بموضوع الجروب وتوصيفه؛ حيث تدور معظم هذه الموضوعات في المقارنة بين الإسلام وعقائد أخري. ويعتبر عيد الحب من وجهة نظر هذا الجروب عيدا من أعياد الرومان الوثنيين، إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد علي سبعة عشر قرنا، وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن حب الآلهة. ويرد سبب اختيار يوم 14 فبراير إلي احتفال الرومان بحادثة ارضاع ذئبة للإله "رومليوس" مؤسس روما، وكان من مراسم هذا الاحتفال ذبح كلب وعنزة، ويدهن شابان مفتولان العضلات جسميهما بدم الكلب والعنزة، ثم يغسلان الدم باللبن، وبعد ذلك يسير موكب عظيم يكون الشبان في مقدمته، يطوف الطرقات، ومع الشابين قطعتان من الجلد، يلطخان بهما كل من صادفهما، وكانت النساء الروميات يتعرضن لتلك اللطمات مرحبات بها، للاعتقاد بأنها تمنع العقم وتشفيه. مما لاشك فيه، أن أصحاب مثل هذه الاتجاهات العدائية يعانون من ازدواجية التفكير، يتعايشون مع الضديات والثنائيات الفكرية، في حالة من الانسجام تستدعي الدراسة والوقوف عليها، للوصول إلي أصولها الفكرية والاجتماعية والدينية والثقافية. مما يستوجب تفكيك جملة الثنائيات التي تتحكم في مسارهم الفكري، وتشكل رؤيتهم تجاه قضايا الوجود. وختاما لا أملك في هذا المقام إلا ان أقول لكم Happy Valentine .Day