بدا متوترا وهو يتصل بى تليفونيا ليطلب لقائى لأمر مهم، فأكدت له أننى سأنتظره, وهدأت من روعه.. لم تمر نصف الساعة حتى وجدته فى درب الفشارين ب «فيتو».. إنه الدكتور أيمن نور المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية عما قريب إن شاء الله والذى دار معه هذا الحوار: قلت له : ماذا بك يا رجل ما لى أراك مرتعدا على غير عادتك؟! قال : لم أعد أحتمل يا عم أبو طقة وجئتك تنقذنى وأنا أعلم مدى علاقاتك بأعضاء المجلس العسكرى !! قلت له : وماذا فعل معك المجلس لتصل لهذا الحال الذى لم نتعوده منك؟!.. قال: إنهم يريدوننى كبش فداء لما يدور من أحداث يا عم أبو طقة !! .. قلت له : وما الجديد فى ذلك ؟! فقد فعلها معك النظام السابق من قبل يا دكتور أيمن !! قال : أنا تعبت يا عمنا ولم يعد جسدي قادرا على تحمل السجن ومتاعبه .. إنهم يتهمونني بأننى وراء أحداث مجلس الوزراء وحرق المجمع العلمى !! .. قلت له : لا تقلق يا صديقى إنها فقط مناوشات من العسكرى كى تهمد وتكف عن تصريحاتك العنترية التى تلهب حماس الشباب فى هذه الفترة الحرجة!!.. قال : أعدك يا عمنا أننى سأمشى «تحت الحيط» وحتى انتخابات الرئاسة لن أخوضها كى يتركونى فى حالى !! قلت له : إذن هذا تصريح منك بأنك لن تخوض انتخابات الرئاسة سأنشره فى العدد المقبل من «فيتو» !! قال : افعل ما تشاء فالمهم أن يتركونى لحالى، فلن أتحمل تعذيبا آخر داخل السجون ويكفينى ما حل بى من أمراض السكر والربو وغيرهما .. أرجوك يا عمنا !! قلت له : لا تقلق يا دُك وعليك أن تتوارى خلال الأيام القادمة خلف نظارتك الجميلة هذه واترك الباقى على عمك أبو طقة .. المهم ألا تنطق بكلمة تستفز المجلس العسكرى أو الداخلية !! فقال : إنهم يقودون حملة لتشويه صورتى أمام الشعب والثوار !! قلت : لا تقلق من هذا وسأنهى لك كل شيء حالا .. وبالفعل اتصلت بصديقى اللواء الفنجرى ودار بيننا حوار لم يخلُ من القفشات الضاحكة وعينا الدكتور أيمن ترقبنى وتنتظر نتيجة الاتصال، ولم يهدأ حتى بدأت أدخل فى الموضوع الخاص به مع اللواء الفنجرى الذى طمأننى وقال لى: مادام نور سيكف عن تصريحاته المناهضة لسياسات المجلس فإنهم سيتركونه فى حاله وليس لهم به علاقة، وإذا أراد أن يترشح لمنصب الرئيس القادم فله ذلك ولن نعترضه لكنى لا أظنه يستطيع ذلك؛ لأنه لم يتخلص حتى الآن من الحكم الصادر ضده ولن يحدث!! قلت له: أشكرك يا سيادة اللواء على سعة صدرك، وحاول أن تنهى هذا الموضوع مع سيادة المشير أما أيمن فاتركه علينا فقد وصلت له الرسالة واستوعبها جيدا!! ثم ودعت الصديق الفنجرى وأنهيت المكالمة لأجد الدكتور أيمن يقترب منى ويقبل جبينى شاكرا بحرارة ثم غادرنى ولسان حاله يقول: الحمد لله كده رضا ولن أنطق مرة أخرى بأي شيء يغضب المجلس العسكرى!! إلا أننى فى مساء نفس اليوم شاهدت أيمن نور على إحدى الفضائيات يصرح بأننا نحترم المجلس العسكرى ونكنّ له كل احترام وتقدير ونطالبه بكل رقة وأدب أن يترك الحكم ويسلم السلطة للمدنيين هذا إن سمح!! وبعدها جاءتنى مكالمة هاتفية من الناشطة نوارة نجم والدكتور ممدوح حمزة يشكرانى على موقفى مع أيمن نور ويطلبان منى الوقوف بجوارهم فى الأيام القادمة!!