يعلم القاصي والداني أن الكاتب الصحفي محمود الكردوسي، يحب الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولا يتحمل فيه لومة لائم، ويقدّر الأعباء والهموم الملقاة على عاتقه، لكن "الكردوسي" خرج دون مقدمات ولأول مرّة منتقدًا السيسي في مشهد جديد على أعين متابعيه. أعلن الكردوسي، في مقال بجريدة "الوطن"، تحت عنوان "سيادة الرئيس.. لا ترتجل" رفضه لأسلوب الارتجال الذي يلجأ له السيسي في خطاباته مع الشعب، وفي ذات الوقت استهجن ذلك الارتجال - الذي لم يعد يحبه فيه؛ بل ويخاف عليه منه. هل يشعر الكردوسي بأن هناك مشكلة.. هل حقًا يخاف على السيسي من الارتجال، وهل سيستجيب الرئيس له؟ إلى نص المقال: «يعلم الله أنني أحب الرئيس ولا أتحمل فيه لومة لائم. أعرف أنه عفوى وزاهد ومهموم و«مضغوط»، ولا يشغل باله بالمتربصين. لكنني لم أعد أحب ارتجاله، وأخاف عليه منه!. الرئيس في معظم خطبه، وفي كل افتتاحاته، يطلق عنواناً لحملة سخرية ضارية وكوميكسات. وفي أحسن الأحوال: مقالات نقدية جادة ولاذعة!. أصبحت «هيبة رئيس مصر» نهبًا لسفالات وقلة أدب السوشيال ميديا، وهو في غنى عن كل ذلك، ونحن أيضًا. نحن كمؤيدين وداعمين نشعر كثيرًا بالحرج، ونضطر في كل مرة إلى خوض معركة تلو الأخرى للدفاع عن هيبته. الرئيس بارتجاله غير المدروس يبدو كمن يضع حفنة تراب فى «أكلة حلوة»، وأحياناً يفتح على نفسه باباً لأسئلة وتكهنات حول رسائل متضمنة فى كلمة أو جملة عفوية اجتزأها المتربصون من سياقها. هل يشعر الرئيس بأن هناك مشكلة؟. هل هناك من ينصحه بألا يرتجل، وهل سيستجيب؟. كفى ارتجالًا يا سيادة الرئيس.. أرجوك.»