يستمر مسلسل هدم القصور والمباني الأثرية مستمر بالإسكندرية، فالمدينة التي كانت تتميز بالتنوع المعماري في مبانيها والتي أعطتها طابعها الثقافي المميز، لم تكد تهدأ من أغتيال أحد مبانيها التراثية إلا وتبعه مبنى أخر في غفلة من المسئولين الذين سبق وعجزوا عن حماية مباني لها قيمتها التاريخية تم هدمها لبناء أحد الأبراج والتي كان من بينها هدم فيلا أجيون مؤخراً. وتستيقظ مدينة الإسكندرية هذه المرة على مأساة جديدة تطول مبانيها التراثية، ففي غفلة من الزمن، فوجئ مواطني الإسكندرية، ببيع أحد العقارات الملحقة بالقنصلية الروسية، والمسجلة في مجلد التراث، استعداداً لبناء مجمع سكني تابع لموظفي البنك المركزي المصري بعد هدم المبنى الأثري المبني عليها والذي يعود تاريخ بنائه لأكثر من 100 عام، كما أن له طابعه المعماري المميز. ومنطقة سابا باشا التي تحولت خلال ال15 عاماً الأخيرة مثلها مثل الكثير من المناطق المجاورة لها من منطقة للقصور والفيلات ذات الطابع المعماري المميز إلى منطقة عشوائية تملئه العمارات الشاهقة تشوه شوارعها وطابعها، حيث كان قد تم أيضاً فيلا عصمت باشا، والمجاورة لمبنى القنصلية الروسية، والتي كانت هي الأخرى من الأمثلة الجيدة والنادرة المتبقية من مبانٍ سكنية كثيرة كانت تمثل هذه الحقبة التاريخية المميزة والتي أهدرت في السنوات السابقة، حيث كانت تمثل جزءًا رئيسيًا من شخصية المدينة . من جانبه أكد الدكتور محمد عوض، رئيس لجنة حماية التراث بالإسكندرية، أن تلك كارثة حقيقية لا يجب السكوت عنها، حيث تتعلق باغتيال أحد مباني المدينة التراثية، مضيفاً لا أعلم إذا كان قد تم اخراج المبنى من المجلد التراثي أم لا. وأشار عوض خلال تصريحات، أن المبنى الذي سيتم هدمه هو ملحق بالقنصلية ولكنه له ترقيمه الخاص، وأنه قد آلت ملكيته لبنك ناصر بعد وفاة مالكيه الأجانب، حيث كان تقطنه أسرة سويسريه، وقام ببيعه للبنك المركزي لبناء مساكن لموظفيه.