السيناتور تيد كروز يشيد بأمر ترامب التنفيذي ضد الإخوان    بعد التحذيرات الأمريكية، فنزويلا تهدد شركات الطيران الدولية بسحب التصاريح خلال 48 ساعة    بشكل مفاجئ، وفاة نجم اليوتيوب الشاب جان زيمرمان في ألمانيا    أخبار نص الليل | آخر الأخبار قبل أن يغفو العالم.. ترامب يصنف فروع الإخوان كمنظمات إرهابية.. الأبرز    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر في القاهرة والمحافظات    ماذا وجدت النيابة العامة في هواتف المتهمين بالتعدي على أطفال المدرسة؟    عزيز الشافعي يخطف الأنظار بلحن استثنائي في "ماليش غيرك"... والجمهور يشيد بأداء رامي جمال وروعة كلمات تامر حسين وتوزيع أمين نبيل    دعاء الفجر | اللهم احفظني ووطني وأهلي وأحبابي من كل سوء    المصل واللقاح: الإنفلونزا هذا العام أكثر قوة وشراسة.. واللقاح ضروري للغاية    ليلى علوي: حرصت على حضور حفل افتتاح صدى الأهرامات رغم انشغالي بالتصوير    دعاء وبركة | أدعية ما قبل النوم    المخرج عمر زهران: السينما مقصّرة في حق آثارنا.. ما زلنا نعيش على أغنية «الأقصر بلدنا»    وزارة الصحة تحذر من إساءة استخدام المضادات الحيوية لهذا السبب    أكسيوس: ترامب يخطط للتفاوض مباشرة مع مادورو رغم اعتباره زعيم منظمة إرهابية    الداخلية تكشف تفاصيل واقعة محاولة اقتحام مرشح وأنصاره لمركز شرطة فارسكور    تعرف على موارد صندوق إعانات الطوارئ للعاملين    كان من قادة ميلشيا البلاك لوك الداعمة للانقلاب .. إعتقال شريف الصيرفي بعد تشبيه تزوير الانتخابات بالديناصورات    وصول يسرا و إلهام شاهين وصابرين إلى شرم الشيخ للمشاركة بمهرجان المسرح الشبابي| صور    بالهداوة كده | حكاية كوب شاي.. وحكمة صغيرة    ياسر جلال يثني على أداء سمر متولي في "كلهم بيحبوا مودي": "بتعملي لايت كوميدي حلو جدًا"    مركز محزن ل ليفربول، ترتيب الدوري الإنجليزي بعد نهاية الجولة ال 12    بمحفظة أراضٍ ضخمة.. خبيران: عرض الاستحواذ على أسهم زهراء المعادي للاستثمار أقل من القيمة العادلة    بعد واقعة مدرسة السلام، الطفولة والأمومة يعتزم وضع تشريعات جديدة لمنع الاعتداء على الأطفال    طقس الثلاثاء.. انخفاض في درجات الحرارة وأمطار محتملة على البحر الأحمر    نعمل 24 ساعة ولا يمكن إخفاء أي حالة، أول رد من الصحة على شائعات وفاة أطفال بسبب الإنفلونزا    ناشطون ألمان يروّجون ملابس من مكبات إفريقية ضمن حملة الجمعة السوداء    "الطفولة والأمومة": نعمل على توفير الدعم المادي والنفسي للأطفال الذين تعرضوا لاعتداءات    التنظيم الإرهابي يحتضر.. هل أطلق ترامب الرصاصة الأخيرة في نعش الإخوان؟    بالأسماء| إصابة 23 شخصاً في حادث انقلاب سيارة بالبحيرة    خبراء: استعدادات رمضان والضغوط الموسمية تدفعان الدولار للارتفاع    وكيل الجزار يكشف حقيقة انتقاله إلى الأهلي وموقف الأندية الكبرى    قائمة بيراميدز لمواجهة المقاولون العرب في الدوري المصري    أحمديات: تعليمات جديدة لدخول السينما والمسارح والملاعب    محاكمة 115 متهماً في خلية المجموعات المسلحة.. اليوم    فليك يعلن قائمة برشلونة لمباراة تشيلسي.. صراع النقاط الكبرى يبدأ غدا    اتحاد السلة يصدر بيانًا بشأن أحداث مباراة الاتحاد والأهلي في نهائي دوري المرتبط    ترامب يوجه ببدء عملية تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية    محلل: الاقتصاد الصربي على حافة الهاوية بعد محاولات تأميم النفط    طرح برومو فيلم خريطة رأس السنة.. فيديو    مصدر بالاتحاد السكندرى: تقديم اعتراض على رفض تأجيل مباراة نهائى دورى السلة    تضامن قنا تعيد إعمار منزل بعد مصرع 3 شقيقات انهار عليهن السقف    ضبط سيدتين من الفيوم حاولتا إدخال مخدرات داخل الطعام لمسجون بالمنيا    أول تعليق من رئيس الاتحاد السكندري بعد أحداث نهائي المرتبط    ألمانيا تنصح رعاياها بشدة بعدم السفر إلى فنزويلا بسبب توتر الوضع بالبلاد    إصابة سيدة بطلق ناري على يد طليقها في المنيا.. ما القصة؟    عمرو أديب: التجاوزات طبيعية في الانتخابات بمصر.. والداخلية تتعامل معها فورا    هل يجوز للزوج الانتفاع بمال زوجته؟.. أمين الفتوى يجيب    عمرو أديب عن انتخابات مجلس النواب: سني علمني أن الطابور الكبير برا مالوش علاقة باللي جوا    أيمن العشري: المُنتدى المصري الصيني خطوة مهمة وجديدة لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري المشترك    إطلاق أكبر شراكة تعليمية بين مصر وإيطاليا تضم 89 مدرسة تكنولوجيا تطبيقية.. غدًا    ارتفاع حالات التهابات الجهاز التنفسي العلوي.. اللجنة العلمية لكورونا تحذر: اتخذوا الاحتياطات دون هلع    وزارة الأوقاف الفلسطينية تُشيد ببرنامج "دولة التلاوة"    هل يجوز طلب الطلاق من زوج لا يحافظ على الصلاة؟.. أمين الفتوى يوضح!    رئيس الوزراء يشارك بالقمة السابعة بين الاتحادين الأفريقى والأوروبى فى أنجولا.. صور    خلال زيارته لوحدة بني عدي.. محافظ بني سويف يوجه بمتابعة رضيعة مصابة بنقص هرمون الغدة الدرقية    «الرزاعة»: إنتاج 4822 طن من الأسمدة العضوية عبر إعادة تدوير قش الأرز    د. أحمد ماهر أبورحيل يكتب: الانفصام المؤسسي في المنظمات الأهلية: أزمة حقيقية تعطل الديمقراطية    بث مباشر.. مانشستر يونايتد ضد إيفرتون في الدوري الإنجليزي 2025/2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«فيلات الإسكندرية» ترفع الراية البيضاء ل«مافيا الأبراج» (تحقيق)
نشر في المصري اليوم يوم 31 - 01 - 2014

تتفرد محافظة الإسكندرية، بامتلاكها «نصيب الأسد»، من مخالفات البناء، على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، وتصدرها المحافظات الأكثر تعرضاً ل«نكبات انهيارات العقارات»، على مدى السنوات ال10 الماضية، بسبب السرعة الجنونية فى البناء المخالف وعدم احترام المعايير الهندسية فى البناء، على حد قول مصادر مسؤولة بالمحافظة.
وتحولت المحافظة شيئاً فشيئاً، إلى كتل أسمنتية وغابات خرسانية، بفعل فاعل معلوم وآخرين مجهولين، وضاع رونق المحافظة الحضارى، ونسقها الذى نقشه وأرسى جوانبه فنانون معماريون يونانيون وفرنسيون وإيطاليون وإسبان. ومع الارتفاع الجنونى فى أسعار الشقق بالمحافظة التى يتزايد عدد سكانها بصورة مذهلة، مع قلة المعروض من العقارات، دخل الآلاف سباقاً محموماً للحصول على أراض فضاء فلم يجدوا إلا الفيلات الأثرية والقصور ومعظمها خالٍ أو يسهل السطو عليها أو شراؤها.
قصور «شيكوريل والنادى اليونانى» تدخل قوائم «الاغتيال».. واحتجاج بشعار ل«مش حنسيب إسكندرية تتهد»
الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة كان أول من تنبأ بسيناريو هدم الفيلات الأثرية مثلما يحدث الآن حين تنبأ بهدم فيلا الدكتور مفيد أبوالغار، عام 1987 فى مسلسل «الراية البيضاء».
وبعد 23 سنة بدأ هدم الفيلا الشهيرة على كورنيش الثغر، أمام ملهى «كوت دازور»، الذى شهد تصوير فيلم «أبى فوق الشجرة»، وجاء الهدم تنفيذاً للقرار رقم 47 لسنة 2010 لتسقط فيلا أبوالغار بعد أن عصيت على فاطمة المعداوى، كما صورها المخرج محمد فاضل فى المسلسل.
وقال الدكتور محمد عوض، مدير مركز الدراسات بمكتبة الإسكندرية، إن «الفيلا كانت عبارة عن فيلتين يملكهما عثمان باشا محرم، الملقب بشيخ المهندسين فى مصر والبلاد العربية، الذى شغل منصب وزير الأشغال العمومية فى 14 وزارة قبل اندلاع ثورة يوليو 1952، وتم هدم إحدى الفيلتين فى غفلة من الزمن، وبقيت الأخرى التى تم تشويهها، حتى خرجت من المجلد الخاص بالفيلات الأثرية الممنوع هدمها».
وأضاف «عوض»: «سبب عدم إنقاذ الفيلا الأولى هو هدمها قبل وضع مجلد الفيلات الأثرية، بينما تم تشويه الثانية قبل المعاينة من قبل اللجنة الخاصة بالمجلد، ولذلك رفعت منه، ولم يتم إدراجها وبات متاحاً هدمها الآن».
أما محمد فاضل، مخرج مسلسل «الراية البيضاء»، الذى كان يحمل نفس التفاصيل الخاصة بمحاولات هدم الفيلا منذ 26 سنة، فقال: إن دور الفن هو التنبؤ بالمستقبل، وليس رصد الواقع فقط، ولذلك كانت رؤيتى، أنا والراحل أسامة أنور عكاشة، أنه سيتم هدم هذه الفيلا عاجلاً أم آجلاً، والغريب أن يبدأ هدمها فى نفس الشهر الذى بدأ فيه تصوير المسلسل منذ 26 سنة، وربما لا يعلم المشاهد أننا فشلنا فى التصوير داخل الفيلا، عدا مشهد واحد فقط للفنان محمود الحدينى، وربما كان رفض التصوير من جانب شاغليها آنذاك هو مقدمات لنوايا الهدم.
وأضاف فاضل: «شرح لنا البواب والخفير بالفيلات وقتها الطريقة التى يجرى بها هدم الفيلا، حيث يتم ترك خراطيم المياه مفتوحة بجوارها من كل جانب، فتتسرب المياه إلى أساسات الفيلا، حتى تذيبها، وتصبح آيلة للسقوط، وتكون جاهزة لاستخراج قرار بالهدم».
وتوالت بعد ذلك عمليات هدم الفيلات الأثرية فى الإسكندرية وفى كل مرة كان يصرخ المهتمون بالتراث السكندرى ولكن من يجيب، وفى النهاية المقاول هو البطل الفائز، والإسكندرية هى الخاسرة لتراثها العقارى غير المسبوق فى مصر.
من جانبهم، أطلق عدد من المثقفين والمهندسين المهتمين بالمبانى النادرة والتصدى لمحاولات هدمها، مبادرة باسم «أنقذوا الإسكندرية»، سلطوا خلالها الضوء على الفيلات والقصور التى يشرع البعض فى هدمها، ونظموا وقفات احتجاجية أمام هذه العقارات لمنع الهدم، ولكن للأسف الشديد نجحت بعض المحاولات فى إنقاذ فيلات ووقف هدمها مؤقتاً، بينما فشلت فى أحوال كثيرة وهزمت بالقاضية أمام جشع المقاولين وغياب الرقابة وانفلات الأمن.
ولم تكد الإسكندرية تفيق من كابوس استبعاد فيلا «شيكوريل» الأثرية من قائمة التراث بقرار من الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، حتى فوجئت بقرار جديد بإزالة النادى اليونانى فى شارع ممفيس بالإبراهيمية، والمعروف بنادى آسيا الصغرى الخاص باليونانيين القادمين من تركيا، وأنشئ عام 1942، ليؤكد أن تراث المدينة يتعرض لمذبحة، استغلالاً لحالة الانفلات التى تمر بها البلاد، وضرورة التحرك لإنقاذ ما تبقى من تراث عروس البحر المتوسط.
سكرتير النادى اليونانى الأم، بمنطقة قلعة قايتباى، فى الأنفوشى، الذى يناديه الجميع باسم «جونى»، قال إنه حزين لما يحدث فى الإسكندرية بصفة خاصة ومصر بصفة عامة، مشيراً إلى أن الإسكندرية بها 4 أندية يونانية، كل منها له مجلس إدارة منفصل، وليس لأى منها سلطان على الآخر.
وقال أحد مسؤولى النادى، طلب عدم نشر اسمه، إنهم لا يمانعون فى الهدم، لأنهم سيعودون مرة أخرى إلى المقر نفسه بعد إعادة البناء، خاصة أن المبنى به شروخ كثيرة، وعبارة عن فيلا مكونة من 4 طوابق المستغل فيها هو الطابق الأول فقط. من جانبها، نظمت مبادرة «مش حنسيب إسكندرية تتهد» وقفات أمام النادى، احتجاجاً على قرار الهدم، وتعرض لها العمال، واستمروا فى الهدم حتى هدمت لسطح الأرض، بل بدأت ناطحة سحاب ترتفع مكانها.
وقالت مى الشيخ، أحد أعضاء المبادرة: «سنقف من أجل المدينة التى تسرق من بين أيدينا، ومن أجل النضال والصمود أمام مافيا الفساد، والقضاء على كل ما هو عريق، حفاظاً على الإسكندرية العظيمة بدأنا تجميع جهودنا تحت راية واحدة، حتى نستطيع أن نرفعها جميعاً فى وجه الظلم والاستغلال».
وأضافت: «بعد قضية أرض المحافظة، ومبنى شيكوريل الأثرى، بدأنا العمل بمساعدة متخصصين فى الحفاظ على التراث، وطلاب، ومعيدين فى كلية الفنون الجميلة، وأساتذة بكلية الهندسة، والجميع يحاول التصدى لمحاولات الهدم من خلال التحرك القانونى، والضغط الشعبى عبر تنظيم وقفات احتجاجية باستمرار أمام الأماكن المعرضة للهدم، ورسوم الجرافيتى، والملصقات فى الشوارع، لتنبيه الأهالى بأن المدينة معرضة للطمس التام».
ونشرت صحيفة «تليجراف» البريطانية، تقريراً عن فيلا أمبرون، البيت الذى أوحى للكاتب الراحل لورانس داريل، بكتابة رباعيته الإسكندرية الشهيرة، وحذرت من هدم الفيلا القديمة، مشيرة إلى أنها تمثل جزءاً من تراث الإسكندرية المتميز.
الفيلا تقع فى 19 شارع المأمون الهادئ بحى محرم بك، وقد شيدت بمعرفة المهندس المعمارى بيل إيبوك على الطراز الإيطالى عام 1920، وكانت ملكاً لعائلة المقاول الإيطالى إمبرون وزوجته الفنانة التشكيلية إميليا، ويعد البرج الأثرى الملحق بها من أروع ما يميزها، ويجعلها تجمع بين سمات الفيلا والقصر معاً، وتطل الفيلا على ثلاثة شوارع هى المأمون وعلى شيحة (الكنوز سابقاً) وشارع النعم.
حديقة الفيلا كانت مليئة بالأشجار والنباتات النادرة، وبيعت وأقيمت مكانها أبراج سكنية، والفيلا اليوم فى حالة يرثى لها وكانت تعد بيتاً لعدد من الفنانين الأجانب والمصريين.
وأشهر من سكن الفيلا، الكاتب البريطانى لورانس داريل خلال الفترة من 1942 حتى مغادرته لها عام 1956 وعمله مراسلاً «حربياً» للجيش البريطانى، ثم «ملحقاً» صحفياً لشؤون الأجانب فى الخارجية البريطانية، أثناء فترة الحرب العالمية الثانية، واستأجر داريل الطابق العلوى وعاش فيه حتى مغادرته الإسكندرية بشكل نهائى، عقب العدوان الثلاثى على مصر عام 1956.
وشهدت الفيلا ميلاد الرباعية الشهيرة ل«داريل»، وهى رباعية الإسكندرية التى صدر أول أجزائها فى عام57، وهى رواية من أربعة أجزاء، تتحدث عن مناطق الملاحات وشارع النبى دانيال ومحرم بك وشارع التتويج وكوم الدكة وعمود السوارى ومحطة مصر ومقابر الشاطبى.
ومن الفنانين المصريين الذين عاشوا فى فيلا أمبرون عفت ناجى، وسعد الخادم، وجاذبية سرى.
وقالت الصحيفة إن المالك الحالى للفيلا، الذى بنى منزلين داخل حديقة الفيلا، حصل على تصريح من السلطات لهدمها، على الرغم من كونها مدرجة مبنى أثرياً، وأشارت إلى غضب كثير من المهتمين بالآثار ومحبى التراث بسبب القرار.
كان نجل أمبرون وإميليا، باع الفيلا للمالك الجديد الذى يرغب فى هدمها لبناء برج كبير، وقال: «نعم نعرف أن لورانس داريل لديه أصدقاء ومحبون كثيرون، إذا كانوا يريدون شراء الفيلا فأهلاً بهم، وإذا كانوا يقدرون داريل وأعماله فلماذا لا يشترونها، ويمكنهم جمع المال من محبيه» وتقول «تليجراف» إن المالك عرض الفيلا للبيع بمبلغ 5 ملايين دولار.
وأعلنت مبادرة «أنقذوا الإسكندرية» عن تعرض فيلا «أجيون»، بمنطقة وابور المياه، لأعمال هدم، والتى يزيد عمرها على 90 عاماً فى الإسكندرية، وهى الفيلا المسجلة ضمن التراث العالمى لمنظمة اليونسكو.
وقالت «المبادرة» التى انطلقت بعد ثورة 25 يناير بهدف الحفاظ على التراث السكندرى المعمارى من الهدم، إن ملاك الفيلا يستعدون لهدمها بالكامل فى أى لحظة دون ترخيص.
وأضافت «المبادرة» فى بيان لها، السبت: «سلسلة تهديد تراث الإسكندرية الكوزموبليتان مازالت مستمرة، خلال الفترة الماضية تم العبث بالعديد من الأبنية ذات الطراز المعمارى المحظور هدمها، واليوم الطامة الكبرى (فيلا أجيون) بمنطقة وابور المياه، تستجدينا لإنقاذها بعد قيام ملاكها بالشروع فى هدمها، وإدخال أجهزة هدم، وتدمير جزء من معالهما».
وناشدت «المبادرة» جميع الجهات المعنية بالحفاظ على التراث المصرى، التدخل لوقف هدم الفيلا التاريخية مثلما حدث مع فيلا «شيكوريل» الشهر الماضى، معلنة عن أن أعضاءها سيقومون بعمل وقفات احتجاجية أمام المبنى لمنع هدمه.
وقال الدكتور علاء الحبشى، المتخصص فى تاريخ الفنون، إن الفيلا اسمها « جوستاف أجيون»، من تصميم المعمارى الفرنسى أوجوست بيريه الذى ولد عام 1874، وقام بتشييد هذا البناء عام 1922، وهو أحد أهم وأشهر معمارى العالم، ورائد استخدام الخرسانة المسلحة فى إنشاء المبانى.
وأضاف: «بسبب القيمة العالية لبيريه أدرجت اليونسكو أبنية قام بتصميمها فى قائمة التراث العالمى، لتصبح تراثًا للإنسانية جمعاء لا لشعب من الشعوب، ويزورها اليوم الآلاف فى كل عام، وفى الوقت الذى يتم فيه هدم ما بناه فى الإسكندرية».
وتابع «الحبشى» أن الفيلا تحظى باهتمام عالمى، مشيرًا إلى مقال فى إحدى الدوريات الفرنسية المهتمة بالتراث العالمى والمخصصة للفنون والأبنية المعمارية ذات التراث الإنسانى بعنوان «أنقذوا فيلا أجيون بالإسكندرية»، والمقال مقسم لثلاثة أجزاء، الأول به وصف للمبنى وقيمته المعمارية، حيث يشكل حلقة من تسلسل تاريخ العمارة الحديثة فى العالم وليس بمصر فقط، والثانى يروى فيه كيف تم وقف الهدم، والثالث يقدم فيه مقترحًا عمليًا من ثلاث مراحل لترميم المبنى وإعادة استخدامه.
ثم تلقت المبادرة معلومات عن نية ملاك فيلا سباهى بمنطقة ستانلى هدمها، ولكن بعد أن تواصل ملاك الفيلا مع المبادرة أكدوا عدم بيعها، وقالوا إن الأعمال الحالية هى لتأكيد إحكام غلق الفيلا.
تقع فيلا سباهى فى 219 طريق الجيش (الكورنيش) بمنطقة ستانلى. تتبع حى شرق ومسجلة بقائمة التراث تحت رقم 1104 ويحظر القانون هدمها أو تشويهها. بنيت فيلا سباهى فى نهاية خمسينيات القرن الماضى، وهى من تصميم المعمارى المصرى على ثابت، وبرغم حالتها السيئة فإنها تمثل علامة مميزة بالمدينة.
تم التقدم بتظلم لإخراجها من القائمة ورفض، وتتعرض الفيلا حالياً لتعديات مشابهة لكل الحالات التى تم فيها الهدم.
ونفس السيناريو ينطبق على فيلا مستشفى كتاراكت للعيون ووصل بلاغ للمبادرة من أحد الأصدقاء بنية بعض المقاولين هدم الفيلا ووجود تصميمات مقترحة للمبنى الجديد لكن الملاك نفوا هذه المعلومات.
وتوجد معلومات مؤكدة بمواجهة العقار (فيلا ماهر) 55 ش الفتح (ترام فلمنج) خطر الهدم؛ حيث تمت إزالة لافتة اسم الفيلا مما يدلل على بيعها وجار تفريغ محتوياتها، وتأكد أن الفيلا مدرجة بقوائم التراث السكندرى تحت رقم 1175 ويحظر هدمها قانوناً.
واستمر التدمير والتشويه لمبان أخرى منها «فندق ماجستيك» القديم المدرج فى قوائم التراث برقم 1351 وعنوان 5 ميدان عرابى المطل على ميدان من أهم ميادين المدينة التاريخية الذى يعتبر بدوره منطقة من مناطق الحفاظ المدرجة أيضاً تحت رقم 6012.
هذا الفندق الفاخر ذو القبتين المميزتين (سابقاً)- والذى صممه المعمارى هنرى غُرة بك منذ ما يقرب من المائة عام- قضى الروائى الإنجليزى الشهير إ. م. فورستر شهور إقامته الأولى فى الإسكندرية به، ومنه بدأ استكشافه للمدينة المزدهرة وقتها والتى كتب عنها لاحقاً فى أوائل العشرينيات كتابه شديد الأهمية «الإسكندرية: تاريخ ودليل»، وحتى وقت قريب كان يأتى العديد من السياح إلى الميدان باحثين عن المبنى الذى أقام به الأديب الكبير.
وعن حماية القانون تراث إسكندرية المعمارى، يقول مصطفى رمضان، المحامى: «القانون رقم 144 لسنة 2006 فى شأن تنظيم هدم المبانى والمنشآت غير الآيلة للسقوط والحفاظ على التراث المعمارى يحظر الترخيص بالهدم أو الإضافة للمبانى والمنشآت التراثية ويعطى صفة الضبطية القضائية لرؤساء المراكز والمدن والأحياء والمهندسين القائمين بأعمال التنظيم بوحدات الإدارة المحلية، وذلك فى إثبات ما يقع من مخالفات لأحكام هذا القانون ولائحته التنفيذية واتخاذ الإجراءات اللازمة فى شأنها».
وأضاف: «القانون يعطى للمحافظ أو من يفوضه أن يصدر قراراً بوقف أعمال الهدم غير المصرح بها أو التى تتم دون مراعاة أحكام هذا القانون، ويلزم الجهة الإدارية المختصة بتنفيذ هذا القرار فور صدوره واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع الاستمرار فى أعمال الهدم، ولها أيضاً أن تتحفظ على الأدوات والمهمات المستخدمة فى ارتكاب المخالفة».
وتابع: «هدم مبنى تراثى أو تشويهه بالإضافة والتعليات غير المرخصة جريمة قانونية، والتقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايته وملاحقة مرتكبى هذه الجريمة (المتكررة) إهمال (قد يصل لحد التواطؤ) وفشل فى الإدارة».
ومنذ أيام أطلقت مبادرة «أنقذوا الإسكندرية»، صيحة تحذير، وقالت: «خلال الأيام القليلة الماضية فوجئت بعدة قرارات صادرة من وزارة الإسكان منشورة تباعاً فى أعداد متعاقبة للجريدة الرسمية، بحذف العديد من المبانى من سجل المبانى التراثية بمدينة الإسكندرية، وتأكدت المبادرة من أن إجمالى العدد المحذوف من مجلد التراث هو 28 مبنى، وأن بعضها تم هدمه بالفعل، والبعض الآخر فى الطريق لذلك».
وأضافت: «من هذه المنشآت مبان ذات قيمة تراثية لا تعوَّض مثل فيلا أجيون، وبعض المبانى ذات الطابع المعمارى المميز، والذى كان دائما جزءًا رئيسيًا من شخصية المدينة وذاكرتها، ويتعرض الآن للمحو والاندثار لصالح مجموعة من المقاولين 28 مبنى دفعة واحدة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.