«لا عودة للوراء».. كلمات رددها الرئيس عبدالفتاح السيسي في أكثر من مناسبة، ولكن قيادات نظام مبارك فرضت عليه واقعًا مغايرًا، فبعد أيام قليلة من الحكم ببراءة الرئيس الأسبق، حسني مبارك، ونجليه جمال وعلاء مبارك، أعلن الفريق أحمد شفيق عن خوضه للانتخابات البرلمانية المقبلة على رأس قائمة «الحركة الوطنية» بالقاهرة، في خطوة تهدف إلى المنافسة على رئاسة البرلمان لاحقًا. وقبل أن يفيق البعض من نبأ ترشُّح شفيق، كان أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل، أحمد عز، قد فجّر قنبلة مدوية بتسريب له يعلن نيته في الترشح للانتخابات، وبرغم نفي مقربين من عز خوضه الانتخابات المقبلة، إلا أن تحركات العديد من أصدقاء جمال مبارك القدامى تشير إلى بدء تشكيل تحالف جديد من أعضاء الوطني المنحل يهدف على أقل تقدير إلى تحقيق قدر مناسب من المكاسب السياسية، وتمثل ذلك في إعلان ماجد الشربيني، أمين التنظيم بالحزب الوطني، الذي جاء بعد أحمد عز، قبل حله، عن إنشاء تحالف 2020 ، وكذلك اندفاع أحد المقربين لجمال مبارك رجل القانون، طارق سرور، نجل أحمد فتحي سرور، للترشح عن دائرة والده. الصراع وثورة 30 يونيو بلا شك مثلت ثورة 30 يونيو، فرصة ذهبية لعودة قيادات الحزب الوطني المنحل بقوة إلى المشهد السياسي مرة أخرى، وبرغم من أن أعضاء الوطني لم يختفوا بالأساس من المشهد السياسي بعد ثورة 25 يناير، وترشح عدد كبير منهم في أول انتخابات برلمانية بعد الثورة، إلا أن عودتهم بعد ثورة 30 يونيو حملت طابعًا مختلفًا من حيث مستوى القيادات والتحركات. وهناك من يربط بشكل مباشر بين وجود الرئيس عبدالفتاح السيسي في السلطة، وبين الظهور الفج لتلك القيادات، المدانة على الأقل شعبيًا بالفساد، ولكن المتابع للأحداث سيجد مراحل مختلفة لصراع خفي بين نظام بدأ ينشأ مع انتخاب الرئيس السيسي، وبين نظام سقطت قياداته في العام 2011، ولكنه مازال متغلغلًا في مفاصل الدولة. ترشح عنان وبوادر الصراع مع السيسي أول بوادر الصراع وضحت بإعلان الفريق سامي عنان، عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية في العام 2014، ولا يخفى تأثيره الكبير ولاسيما أنه رئيس أركان القوات المسلحة منذ العام 2005 إلى العام 2012، وأحد المقربين للرئيس الأسبق مبارك، وإقدام عنان في ذلك الوقت على الترشح، فسره عدد من المحللين، على أنه رغبة في الحصول على المكافأة التي يستحقها عنان، وعكس ترشح عنان أن هناك قيادات عسكرية غير راضية عن رئاسة السيسي لمصر، في المقابل شن عدد كبير من السياسيين والإعلاميين المؤيدين للرئيس السيسي هجومًا حادًا على عنان ووصفوه بمرشح الإخوان ، وسواء كان هذا الهجوم بعلم من المرشح عبدالفتاح السيسي آنذاك أم لا، فإن الجميع أدرك أن السيسي أصبح له أذرع سياسية وإعلامية تستطيع تحجيم معارضيه، وهنا تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة الرئاسة لم تدعو عنان إلى حفل تنصيب السيسي. أعضاء الوطني المنحل يبخلون على السيسي لم يكن المرشح عبدالفتاح السيسي، في حاجة إلى دعاية انتخابية، أو دعم انتخابي من أحد الأطراف، نظرًا إلى شعبيته الطاغية في ذلك الوقت، ولكن عزوف أعضاء الحزب الوطني المنحل عن إقامة حملات دعائية له بالمقارنة مع المرشح السابق أحمد شفيق، وضعت العديد من علامات الاستفهام، وبالمقارنه بدعم الحملتين سنجد أن قيادات الحزب الوطني المنحل دعمت شفيق بالحشد والدعاية والمؤتمرات في العام 2012، دون محاولة الظهور في الصورة بشكل كبير، وعلى عكس تمامًا ما حدث في العام 2014 مع المرشح عبدالفتاح السيسي حيث حاولت أكثر الاستفادة من اسمه والتقرب من حملته الانتخابية دون دعم واضح، وهو ما دفع المرشح عبدالفتاح السيسي في ذلك الوقت إلى الإعلان عن عدم وجود حملة انتخابية رسمية له. مليارات رجال الأعمال مرهونة بكعكة البرلمان منذ إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي عن إنشاء صندوق تحيا مصر ، ظهر جليًا عزوف الكثير من كبار رجال الأعمال المحسوبين على نظام مبارك في التبرع للصندوق، وكان الرئيس السيسي اقترح فكرة صندوق تحيا مصر لدعم الاقتصاد المصري، وطالب حينها السيسي رجال الأعمال بالتبرع لصالح الصندوق، إلا أن قيمة التبرعات التي بلغت بعد شهر حوالي 6 مليارات جنيه، كانت مخيبة للآمال، ولاسيما وأن معظم المتبرعين الفعليين كانوا من صغار المستثمرين، ومواطنين عاديين، مما دفع البعض لتفسير ذلك بأن امتناع بعض رجال الأعمال المحسوبين على نظام مبارك، مرهون بتحقيق أكبر مكاسب في البرلمان المقبل. قائمة رجال السيسي برزت العديد من الأسماء خلال الفترة الماضية، وارتبط اسمها خلال الأشهر الماضية بالدفاع عن الرئيس السيسي في كل المواقف، بل وأصبح البعض منهم من المقربين من الرئيس نفسه، ومن المتوقع أن تكون تلك القائمة هي رجال الرئيس في البرلمان المقبل. أول هذه الأسماء هي الدكتور كمال الجنزوري، مستشار الرئيس الاقتصادي، الذي يجمع بين منصبه، وبين عمل سياسي متمثل في تشكيل قائمة وطنية لخوض الانتخابات البرلمانية، أُطلق عليها البعض قائمة الرئيس. أما عمرو موسي، الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، ورئيس لجنة الخمسين، يرجح البعض أنه من أحد المبشرين برئاسة البرلمان المقبل. كما تضم قائمة رجال السيسي أيضًا كلًا من، المخرج خالد يوسف، ومحمود بدر مؤسس حركة تمرد ، والإعلامي يوسف الحسيني، والخبير العسكري، سامح سيف اليزل، واللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية السابق، ورجل الاقتصاد هاني سري الدين، والفقيه الدستوري، محمد نور فرحات، والمستشارة تهاني الجبالي، ومنى ذو الفقار، والمحامي سامح عاشور، والدكتور عماد جاد، والكابتن عزمي مجاهد، والمحامي خالد أبوبكر، والمستشار أحمد الزند، وباسل عادل، وعبدالله المغازي. أصدقاء جمال مبارك يُمثل رأس الحربة فيها الفريق أحمد شفيق، وأحمد عز، وطارق سرور، ورجل الأعمال محمد المرشدي، والوزير سيد مشعل، وشاهيناز النجار، وياسر الهضيبي، وأحمد فؤاد شيرين، وحسين مجاور، وهاني سرور، وعمر الكاشف، وعبدالقوي عبيد، وعبدالحكيم طرش، وبهاء فكرى علي، وهشام مصطفى خليل، ومحمد العريبي، وياسر الجندي، وإيهاب جابر، وحازم حمادي.