لولا أن نقابة المهن السينمائية اتخذت قرارًا بالتصعيد ربما ما التفت أحد إلى تصريحات الممثل عمرو سعد التى جمع فيها بين يوسف شاهين ومحمد السبكى فى نفس السطر، بطريقة الحق الذى يراد به باطل، دافع عمرو سعد عن حلم السبكى فى أن يحمل لقب مخرج رسميًّا لفيلم «حديد»، اعتاد السبكى أن يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة فى أفلامه، لكنه «زهِق» على ما يبدو من الإخراج فى الظل، وقرر اقتناص اللقب على التترات والأفيشات، يبرر سعد موقفه بأن من حق السبكى «أن يفن» وأن يوسف شاهين لم يدرس فى معهد السينما، وكأن الدراسة هى فقط المعيار الذى بسببه تصدت النقابة لطموحات السبكى، وكأن كل خريجى معهد السينما أصبحوا مخرجين ناجحين، وهو يعلم جيدًا وقد أعطاه شاهين الفرصة فى «الآخر» أن موهبة ومكانة المخرج الراحل جاءت من ثقافة رفيعة وحضور طاغٍ ومشروع سينمائى ممتد، هل يمتلك السبكى كل تلك المواصفات حتى يدافع عنه عمرو سعد، بل يتهم النقابة بأنها مسؤولة عن وجود الأفلام الرديئة، هذا على اعتبار أن فيلم «حديد» وباقى أفلام محمد السبكى تنافس سنويًّا على تمثيل مصر فى جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى، عمرو سعد لم يدافع عن السبكى فقط حتى يضمن أن يعطيه فرصًا أخرى، لكنه يدافع عن نفسه فى المقام الأول، بعدما قرر السير فى الطريق المعاكس للنجومية التى حققها عبر أفلامه الأولى، يريد أن يؤلف ويخرج هو أيضا، وفعل ذلك فى الجزء الثانى لمسلسل شارع عبد العزيز الذى لم يحقق نجاح الجزء الأول، لهذا يدافع عن السبكى بعصبية لا تليق وبمنطق مغلوط، وهو من تحدث مرارًا وتكرارًا عن القيمة التى يحرص أن تحملها أفلامه، أى قيمة فى أن يسعى للنجاح على طريقة «عبده موتة»، بينما عبده موتة نفسه -محمد رمضان- يتمسك الآن برفض الخضوع لأى منتج أو مخرج. أما سعد الذى خرج من مدرسة يوسف شاهين فقد أصبح متحدثا رسميا باسم السبكى، ليت شاهين حيًّا ليرد عليه بالطريقة الإسكندرانية التى يعرفها عمرو سعد جيدا، صح يا... عمرو؟