رواتب المحظوظين في بعض الشركات المصرية الحكومية تفوق رواتب العاملين المصريين في دول الخليج!.. رواتب المحظوظين الخرافية تطرح علامات استفهام كبيرة وكثيرة!.. خذ عندك مثلا الشركة المصرية للاتصالات التي كتبت عنها الاسبوع الماضي يجلس علي كرسي إدارتها المهندس عقيل بشير والذي صرف لنفسه مكافأة نهاية خدمة عن منصبه كعضو منتدب- حيث كان يجمع بين المنصبين وما زال رئيسا لمجلس الإدارة .. الأخ طارق طنطاوي خريج الزراعة يشغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة ويتقاضي راتبا يوميا أكثر من عشرة آلاف جنيه! إلي جانب باقي المحظوظين الذين يتقاضون رواتب خيالية ربما يكون هؤلاء من العباقرة ولديهم من الملكات والإمكانيات ما لا يملكه غيرهم!.. ولكن المدهش والذي يثير الكثير من علامات الاستفهام ما تضمنه تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات بأن نتيجة اعمال الشركة المنتهية في 31ديسمبر2009 انخفضت ارباحها بمقدار نصف مليار جنيه عن العام المالي المنتهي في 31ديسمبر2008 ورغم ذلك فإن مجلس الإدارة صرف مبلغ 3،9مليون جنيه لرئيس وأعضاء مجلس الإدارة عن عام2009، تحت بند مكافآت وبدلات وأرباح مقابل 1،4مليون عن عام2008، فإذا كان المنطق يقول إن مكافأة المحظوظين لابد أن تكون طبقا لارباح الشركة .. وما دامت الارباح قد انخفضت بمقدار نصف مليار فيجب أن ينعكس ذلك علي المكافآت! ولكن متي كان المنطق والعقل هما من يحكم الامور ويسيرها في بلادنا! فالملايين والمليارات التي قرأنا عنها بعد ثورة يناير لا علاقة لها بالمنطق والعقل! وبالتالي فإن خمسة ملايين زيادة في ارباح مجلس الإدارة تعتبر «فكة» مقارنة بالارقام الأخري!.. فمثلا صرفت الشركة 454مليون جنيه علي مشروع الجزائر.. وبلغت خسائر المشروع 13مليار دينار جزائري تساوي مليار جنيه مصري، بالاضافة إلي ورود مطالبة من شركة اوراسكوم «شريك المصرية في المشروع» بنحو 5،14مليون دولار مصاريف ما قبل التسوية.. للشركة ديون متراكمة علي شركة ميناتل ورغم ذلك قبلت الشركة تخفيض مديونية ميناتل بنحو 20مليون جنيه مقابل حصولها علي مجموعة من كبائن الخدمة المتهالكة والملقاة بالعراء منذ سنوات دون استغلال!.. المديونية المتراكمة علي شركة النيل للاتصالات منذ سنوات طويلة وعدم اللجوء إلي قطع الخدمة أدي إلي تراكم المديونية علي العميل لتبلغ نحو 4،65مليون جنيه في 30/6/2010.. «شركات الكروت المدفوعة مقدما عليها 128مليون جنيه ديون متراكمة وهي كالتالي «شركة الأهلي 164،73مليون، الشركة العربية 93،46مليون، شركة ايجيبت تلي كارد 89،8مليون» وبالرغم من ذلك لم تتخذ الشركة أي اجراءات قانونية أو قطع الخدمة! في الوقت الذي تستأسد فيه إدارة الشركة علي المشترك البسيط الذي يعجز عن دفع جنيهات قليلة لفاتورة تليفونه الثابت وتقوم بقطع الخدمة عنه!.. الشركة لها مديونية علي جامعة النيل التي استحوذ عليها رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف بلغت 348،3مليون جنيه حتي 30/6/2010 وعدم فسخ عقد الايجار المنتهي في 31/12/2009.. تعاقد نائب الرئيس التنفيذي للشئون التجارية في 22/11/2009 مع شركة اعلانات بالامر المباشر لتنفيذ حملة اعلانية بقيمة تعاقدية 365،2مليون جنيه وتم صرف الدفعة المقدمة بمبلغ 297ألف جنيه، وذلك قبل موافقة السلطات المختصة وبدون الحصول علي خطاب ضمان بقيمة الدفعة المقدمة علما بأن اسناد هذا الامر لشركة اعلانات خاصة تم مقابل الحصول علي افكار تسويقية علي الرغم من قيام الشركة بتعيين اعداد كبيرة بقطاع التسويق تحت مسمي «مهارات خاصة» مقابل مرتبات ضخمة!!.. منحت الشركة قرضا بمبلغ 15مليون جنيه علي الرغم من عدم تحقيق النادي أي بطولات.. هذه الارقام عينة بسيطة لما يحدث في إحدي الشركات المصرية التي لا منافس لها في السوق.. شركة قامت علي اكتاف مهندسين وفنيين وعمال وهم الذين شيدوا ابنيتها طوبة طوبة! وعندما اكتمل البناء وحان وقت قطف الثمار ذهب القطاف و«وش القفص» لآخرين تحت مسميات مختلفة الابرز منها أصحاب «المهارات الخاصة» الذين يتقاضون رواتب خيالية لا تتناسب مع مؤهلاتهم العلمية!.. لذا يتطلع العاملون بالشركة المصرية للاتصالات الذين قامت الشركة علي اكتافهم لتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية بين القدامي من المهندسين والفنيين والعمال وبين الوافدين الجدد! أصحاب المهارات الخاصة!.. فإذا كانت المكافآت والارباح ومصاريف الاقامة بفنادق خمس نجوم وتذاكر سفر بالطيران الداخلي قد صرفت لأحمد تحت مسمي «القيام بجولات تفتيشية علي منشآت الشركة» علي الرغم من أن وظيفة ومؤهل المذكور ليس له علاقة بأعمال التفتيش أو المراجعة وإذا كان يتم صرف مبلغ 5،17ألف جنيه قيمة مكافآت شهرية طبقا لموافقة الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة لبعض العاملين بوزارة الاتصالات بأسمائهم الشخصية دون الوقوف علي طبيعة الاعمال المؤداة للشركة مقابل المكافأة الشهرية فإن أبسط حقوق العاملين القدامي ان يحصلوا علي حقوقهم إلا إذا كان للمسئولين رأي آخر! نجاح الصاوي