وف جنازته شفت مصر.. ثورة راجعة من جديد.. صرخة طلة فى عب قصر.. فرحة باكية فى عز عيد.. وف جنازته شفت مصر.. والولاد حاضنين دفاها.. وفى عينيهم الحريق.. ضموا فى الصندوق هواها.. والحسينى فى الطريق.. للميدان والآلاف رايحين معااااااه. .. والسؤال بكرة مين هايروح وراه.. والدموع سايقة الكلام.. والاهات سابقة السكات.. والجميع مكلومين.. رغم الحياة ميتين.. «الله أكبر» قالها شيخنا وقال يا ناس قولوا آمين.. رد جميع الموجودين آه يا ولدى آه امين.. عادها شيخنا: «يا الهى أجعل الدم الطهور ثورة فوق الظالمين.. وبأنين الحرقة رد الصارخين آه يا ولدى آه امين. وأمنت معهم أن الحقيقة لا تموت أبدا والحسينى ابو ضيف كان شهيد الحقيقة.. لم يكن ما سبق مشهدا من دراما سوداء.. لكنه مشهد جنازة الشهيد الزميل الحسينى ابو ضيف.. لم اكن اعلم حينما التقيت به يوم الثلاثاء27نوفمبر فى مسيرة نقابة الصحفيين الى ميدان التحرير انه اللقاء الاخير.. صافحنى مصافحة المنتصرين فى ساحة المعركة بعد ان التقط العديد من الصور ومقاطع الفيديو اثناء هتافنا يسقط يسقط حكم المرشد.. كان فى عنفوان حيويته.. تلك الحيوية الرصينة التى ترفض حب الظهور، بينما يفرض صاحبها ذاته على الجموع بأدبه الجم وهدوئه.. الحسينى ابو ضيف ذلك الشاب الصحفى بجريدة الفجر الذى لم يتمم عامه ال 33 بعد.. ولم يتمم حلمه فى حرية الوطن بينما تمم رغبته ان يكون فداء تراب هذا الوطن الذى طالما عاش مدافعا عن قضاياه. الحسينى الذى لم تكتمل فرحة عمره بالزواج من خطيبته سهام بعد ان اشتريا اثاث منزل الزوجية.. التى اعلنت فور استشهاده قائلة : «هاعيش عشان اجيب حقه واكون اول شهيدة بعده.. من النهاردة انا عدوة الاخوان».. كان استشهاده على أيدى القتلة من مؤيدى قرار الرئيس كما اطلقوا على انفسهم «مؤيدى الاعلان الدستورى» امام قصر الاتحادية فى فض اعتصام الشباب الثورى، حينما حاول الحسينى توثيق المجازر التى ارتكبها الجناة فى حق الثوار بعدسة كاميرته كما اعتاد دائما لكن لم يمهله القتلة.. الحسينى.. الذى بعد استشهاده بطلقة فى الرأس من ناحية اليمين نشرت الصفحة الانجليزية لموقع الحرية والعدالة الاخوانى انه الشهيد التاسع للجماعة، بل ونشرته جريدتهم ايضا.. فانهالت عليهم مقاطع الفيديو التى صورته وهو يهتف ضد الاخوان وينادى بسقوط المرشد العام للجماعة د.محمد بديع.. الحسينى شهيد الحقيقة.. قدم نفسه جسرا لتعبر عليه الحقيقة الينا.. فقتلوه وسرقوا الحقيقة.. ظل الحسينى اسبوعا كاملا فى غيبوبة.. قالوا مات اكلينيكيا.. قلنا الامل فى الله.. لكن اختاره الله ليكون معه.. فى طوفان هادر توافد الصحفيون على المشرحة فى قصر العينى القديم.. دخل زملاؤه فى الحجرة يودعونه ويعدونه للغسل.. كل ما فى المكان يصرخ حزنا.. ظلما.. انتظرنا ساعات وساعات.. خرجت علينا الدكتورة منى مينا لتخبرنا ان اطباء التشريح وصلوا وافق اهل الحسينى اخيرا على تشريح جثته ربما يساعد ذلك فى حقن دماء آخرين.. ومرت الساعات ثقيلة حتى خرج الينا تقرير الطب الشرعى، فالدكتور محمد نبيل طبيب تشريح الجثمان يقول: «توفى الحسينى إثر إصابته بطلق نارى مفرد واحد فقط فى الرأس من ناحية اليمين، مستقرًا فى جمجمة المخ من اليسار، مما تسبب فى هتك المخ وحدوث كسور فى عظام الجمجمة وسحايا ونزيف دماغى وتورم فى المخ وصدمة، مؤكدًا أن العيار المقذوف نار وليس خرطوش..» ذكرت شهادة محمود عبد القادر صديقه الذى كان بجواره وقت الحادث حين قال «جاءت الطلقة من على يمينه وسمعت صوت طقطقة جمجمته وسمعتهم يقولون: «شيلوا الكاميرا شيلوا الكاميرا» وتمت سرقة الكاميرا الخاصة به والموبايل وهو اداة اثبات الجريمة فقبل ذهاب الحسينى اعرف انهم استهدفوا آلات التصوير وبعد ان تم اسعافه قمت بتحرير بلاغ رقم 15226جنح مصر الجديدة وآخر بقسم الوايلى حمل رقم «10 أحوال لسنة 2012».. افقت من شهادة عبدالقادر على صرخات الجميع.. حالة تشبه الهذيان انتابتنا وجملة واحدة تتردد ويتردد صداها على ألسنة الوقوف من منا سيأتى الدور عليه غدا؟؟، خرج الصندوق والشيوخ يتلون الادعية والحسينى فى حضن علم مصر يرقد.. مفتوحا كان صندوقه.. شاهدا على ما فعله الاوغاد.. وانطلقنا الى نقابة الصحفيين.. فى مشهد لم أر مثله ما حييت.. عشرات الآلاف يحيطون بالنقابة.. ما ان وصل صندوقه.. راحت هتافات «الشعب يريد اسقاط النظام» تهز شارع عبد الخالق ثروت. فى مسيرة باكية غاضبة ذهبنا الى مسجد عمر مكرم ليصلى إمام المسجد بمنتهى الورع والغضب والحزن والثورة لم تزل فى صوته باقية قائلا: «يا الهى اجعل الدم الطهور ثورة فوق الظالمين.. قولوا آمين».. لترد المشاعر المحترقة آمين. نضال آخر تصريحات الشهيد الحسينى أبو ضيف.. بصفته عضوا بحركة كفاية وأحد أعضاء اللجنة التنسيقية بالحركة يوم الخميس 29 نوفمبر فى مقر نقابة الصحفيين.. قال فيه حركة كفاية هى تجمع فضفاض من مختلف القوى السياسية المصرية تهدف إلى تأسيس شرعية جديدة فى مصر، دورها مازال قائما وموجودا فى الشارع وأن دور الحركة بعد الثورة أصبح منحصرا فى انتزاع الحريات المدنية التى طال قمعها ومازالت تقمع.. كفاية مازالت تعمل على تنفيذ ما كانت تطالب به قبل الثورة. كان له قلب طفل وروح بطل مقاتل فى معركة الوطن ففى آخر تغريدة له دونها على حسابه الشخصى على تويتر قبل نزوله للمشاركة فى التظاهرات المعارضة لجماعة الإخوان المسلمين قال أبوضيف: «هذه آخر تويتة قبل نزولى للدفاع عن الثورة بالتحرير، وإذا استشهدت لا أطلب منكم سوى إكمال الثورة» لا غرابة فى ذلك فقد كان جنديا فى سلاح الصاعقة فى عام 2003.. واختبر كيف تكون التضحية لأجل الوطن. جندى فى سيناء لم تكن معلومة تجنيده فى سلاح الصاعقة يمكن ان تمر مرور الكرام هكذا لكنها دعتنا لمطالعة كتاباته عبرمدونته الشخصية وهى كائنة على شبكة الانترنت لمن يريد الاطلاع واذا بها بتاريخ 5 اغسطس مقالا شديد اللهجة عن احداث رفح واستشهاد 16 من الجنود قال فيها الحسينى: «يوم12ابريل 2003 بعد سقوط بغداد تحت الاحتلال الامريكى بثلاثة ايام كان لى شرف بأن التحق بسلاح الصاعقة لاداء الخدمة العسكرية وقتها كنت اشعر ان الدور قادم على مصر التى وصفتها كونداليزا رايس فيما بعد «بالجائزة الكبرى» لذا شعرت بالفخر الشديد اننى سالتحق بسلاح عرف عنه الفدائية والتضحية والتواجد خلف خطوط العدو بجسارة واقدام رجاله الذين يعلمون جيدا انهم اذا نفذوا عملية فدائية ونجوا مرة فان احتمال استشهادهم فى المرات القادمة يتضاعف الف مرة. بعد الانتهاء من التدريب الاساسى واجتياز فرقة الصاعقة بمدرسة الصاعقة بنجاح وحصولى على رتبة فدائى تم توزيعى على احدى المجموعات القتالية. وبعد وصولى بأشهر قليلة وجدت اسمى ضمن قائمة اسماء دورية تجوب سيناء بهدف «البحث والتفتيش عن المخدرات» وعلمت ان تلك مهمة عادية من اجل مكافحة زراعة المخدرات نظرا لعجز قوات الشرطة، وبعد وصولى الى سيناء فى منطقة الجنوب مكثنا عدة ايام ثم خرجت دورية من كبار الضباط من اجل استكشاف المناطق الجبلية التى تصلح لاخفاء السلاح والذخيرة بها قبل نشوب اى معركة على ارض سيناء مع العدو الصهيونى واختارنى الضباط للخروج معهم فى هذه المهمة. بعد مسيرة بالسيارة العسكرية وصلت دورية الاستطلاع الى وادى ضيق رأى فيه القائد انه مكان مناسب لتخزين الاسلحة والذخيرة والمواد التموينية اذا ما نشبت عمليات عسكرية وذلك لأن طبيعة عمل قوات الصاعقة خلف خطوط العدو لا تسمح لهم الظروف بالعودة الى مراكز القيادة للتزود بالسلاح والذخيرة فيستعاض عنها بانشاء مراكز تخزين فى اماكن ملائمة بحيث تعبر قوات مخصصة لهذا الهدف وتشوين العتاد والسلاح فى تلك النقط على ان يتم ابلاغ القوات بها بصورة سرية. اثناء استطلاع الدورية للوادى الضيق فوجئنا بقدوم ثلاثة سيارات جيب مدنية نزل منها قرابة ال12 ذكرا فى اعمار متدرجة وقتها تسمر قائد الدورية إذ انه تعرف على الفور على وجه اكبر شخص سنا من الاشخاص الاثنى عشر وقال للضباط ان هؤلاء قوات خاصة اسرائيلية بلباس مدنى فتكهرب الموقف اذ اننا وجدنا انفسنا وجها لوجه مع قوات العدو الصهيونى فاشار قائدهم باصبعى السبابة بصورة متوازية ليفصح عن انهم قوات خاصة مثلنا فاشار له قائدنا باصبعى السبابة بصورة متقاطعة فى اشارة الى اننا اعداء فما كان من القائد الصهيونى الا ان اشار بيده الى اسفل بما يعنى انهم هنا فى سيناء مثلنا ثم انصرفوا فى سياراتهم الجيب. عادت دوريتنا على الفور الى مكان تمركزنا وقام القائد بكتابة تقرير مفصل بما حدث ورفعه للقيادات وقام بتشديد الخدمة على المعسكر وتوقعت ان اوامر عليا ستأتى لنا بالتعامل مع قوات العدو الصهيونى بعدها مر يوم واثنان وثلاثة ولم تأت تلك الاوامر بل منعنا من عمل دوريات أخرى. بعد عودتى من دورية سيناء تبادلت الحديث مع صف الضباط القدامى فاذ بهم يخبروننى بأن قوات العدو الصهيونى يتم رصدها فى سيناء بصورة دورية منذ خروج قوات الاحتلال عام1989 وان القوات الخاصة الصهيونية ترتدى ملابس مدنية وفقا لاتفاقية الاستسلام «كامب ديفيد» فانه يسمح «للمدنيين الاسرائيليين «بالدخول بهوياتهم الشخصية وهو ما تستعمله القوات الخاصة الاسرائيلية كثغرة لتتواجد فى سيناء وتتدرب على مسرح ارض المعركة القادمة. ويكمل الحسينى فى مقاله الى هنا انتهت شهادتى وهى ليست اسرارا عسكرية، بل انها تفسر الوضع الحالى لسيناء منزوعة السيادة المصرية بسبب شروط اتفاقية الاستسلام المجحفة التى تحدد عدد قواتنا وتسليحها وتمنع تواجد اى قاعدة جوية او بحرية فى سيناء او قوات عسكرية فى المنطقتين ب وج عدا قوات حرس الحدود الضعيفة التسليح وهى القوات التى تم الهجوم عليها منذ قليل وذبح افرادها ذبحا كالخراف: 16 شهيداً و7مصابين». وللاسف لم يستشهد الحسينى على ايدى قوات معادية.. لكنه استشهد على ايدى مصريين ارادوا ان يقسموا الوطن ويصادروه لصالح جماعتهم فقط.. فشعر بنفس الوجع الذى شعره وهو مجند يبحث فى درويات سيناء عن اذيال الاحتلال.. شعر بالاحتلال الوهابى لمصر فدفع عمره ثمنا لها و مشكورا قرر المجلس الاستشارى لمحافظة سوهاج إطلاق اسمه على أحد الشوارع المهمة فى مسقط رأسه بمدينة طما.. لكن ليس هذا هو المطلوب.. المطلوب فقط هو القصاص من القتلة لاجل الدماء الطاهرة التى ما زالت تسيل على تراب الوطن. وف جنازته شفت مصر.. ثورة راجعة من جديد.. صرخة طلة فى عب قصر.. فرحة باكية فى عز عيد.. وف جنازته شفت مصر.. والولاد حاضنين دفاها.. وفى عينيهم الحريق.. ضموا فى الصندوق هواها.. والحسينى فى الطريق.. للميدان والآلاف رايحين معااااااه. .. والسؤال بكرة مين هايروح وراه.. والدموع سايقة الكلام.. والاهات سابقة السكات.. والجميع مكلومين.. رغم الحياة ميتين.. «الله أكبر» قالها شيخنا وقال يا ناس قولوا آمين.. رد جميع الموجودين آه يا ولدى آه امين.. عادها شيخنا: «يا الهى أجعل الدم الطهور ثورة فوق الظالمين.. وبأنين الحرقة رد الصارخين آه يا ولدى آه امين. وأمنت معهم أن الحقيقة لا تموت أبدا والحسينى ابو ضيف كان شهيد الحقيقة.. لم يكن ما سبق مشهدا من دراما سوداء.. لكنه مشهد جنازة الشهيد الزميل الحسينى ابو ضيف.. لم اكن اعلم حينما التقيت به يوم الثلاثاء27نوفمبر فى مسيرة نقابة الصحفيين الى ميدان التحرير انه اللقاء الاخير.. صافحنى مصافحة المنتصرين فى ساحة المعركة بعد ان التقط العديد من الصور ومقاطع الفيديو اثناء هتافنا يسقط يسقط حكم المرشد.. كان فى عنفوان حيويته.. تلك الحيوية الرصينة التى ترفض حب الظهور، بينما يفرض صاحبها ذاته على الجموع بأدبه الجم وهدوئه.. الحسينى ابو ضيف ذلك الشاب الصحفى بجريدة الفجر الذى لم يتمم عامه ال 33 بعد.. ولم يتمم حلمه فى حرية الوطن بينما تمم رغبته ان يكون فداء تراب هذا الوطن الذى طالما عاش مدافعا عن قضاياه. الحسينى الذى لم تكتمل فرحة عمره بالزواج من خطيبته سهام بعد ان اشتريا اثاث منزل الزوجية.. التى اعلنت فور استشهاده قائلة : «هاعيش عشان اجيب حقه واكون اول شهيدة بعده.. من النهاردة انا عدوة الاخوان».. كان استشهاده على أيدى القتلة من مؤيدى قرار الرئيس كما اطلقوا على انفسهم «مؤيدى الاعلان الدستورى» امام قصر الاتحادية فى فض اعتصام الشباب الثورى، حينما حاول الحسينى توثيق المجازر التى ارتكبها الجناة فى حق الثوار بعدسة كاميرته كما اعتاد دائما لكن لم يمهله القتلة.. الحسينى.. الذى بعد استشهاده بطلقة فى الرأس من ناحية اليمين نشرت الصفحة الانجليزية لموقع الحرية والعدالة الاخوانى انه الشهيد التاسع للجماعة، بل ونشرته جريدتهم ايضا.. فانهالت عليهم مقاطع الفيديو التى صورته وهو يهتف ضد الاخوان وينادى بسقوط المرشد العام للجماعة د.محمد بديع.. الحسينى شهيد الحقيقة.. قدم نفسه جسرا لتعبر عليه الحقيقة الينا.. فقتلوه وسرقوا الحقيقة.. ظل الحسينى اسبوعا كاملا فى غيبوبة.. قالوا مات اكلينيكيا.. قلنا الامل فى الله.. لكن اختاره الله ليكون معه.. فى طوفان هادر توافد الصحفيون على المشرحة فى قصر العينى القديم.. دخل زملاؤه فى الحجرة يودعونه ويعدونه للغسل.. كل ما فى المكان يصرخ حزنا.. ظلما.. انتظرنا ساعات وساعات.. خرجت علينا الدكتورة منى مينا لتخبرنا ان اطباء التشريح وصلوا وافق اهل الحسينى اخيرا على تشريح جثته ربما يساعد ذلك فى حقن دماء آخرين.. ومرت الساعات ثقيلة حتى خرج الينا تقرير الطب الشرعى، فالدكتور محمد نبيل طبيب تشريح الجثمان يقول: «توفى الحسينى إثر إصابته بطلق نارى مفرد واحد فقط فى الرأس من ناحية اليمين، مستقرًا فى جمجمة المخ من اليسار، مما تسبب فى هتك المخ وحدوث كسور فى عظام الجمجمة وسحايا ونزيف دماغى وتورم فى المخ وصدمة، مؤكدًا أن العيار المقذوف نار وليس خرطوش..» ذكرت شهادة محمود عبد القادر صديقه الذى كان بجواره وقت الحادث حين قال «جاءت الطلقة من على يمينه وسمعت صوت طقطقة جمجمته وسمعتهم يقولون: «شيلوا الكاميرا شيلوا الكاميرا» وتمت سرقة الكاميرا الخاصة به والموبايل وهو اداة اثبات الجريمة فقبل ذهاب الحسينى اعرف انهم استهدفوا آلات التصوير وبعد ان تم اسعافه قمت بتحرير بلاغ رقم 15226جنح مصر الجديدة وآخر بقسم الوايلى حمل رقم «10 أحوال لسنة 2012».. افقت من شهادة عبدالقادر على صرخات الجميع.. حالة تشبه الهذيان انتابتنا وجملة واحدة تتردد ويتردد صداها على ألسنة الوقوف من منا سيأتى الدور عليه غدا؟؟، خرج الصندوق والشيوخ يتلون الادعية والحسينى فى حضن علم مصر يرقد.. مفتوحا كان صندوقه.. شاهدا على ما فعله الاوغاد.. وانطلقنا الى نقابة الصحفيين.. فى مشهد لم أر مثله ما حييت.. عشرات الآلاف يحيطون بالنقابة.. ما ان وصل صندوقه.. راحت هتافات «الشعب يريد اسقاط النظام» تهز شارع عبد الخالق ثروت. فى مسيرة باكية غاضبة ذهبنا الى مسجد عمر مكرم ليصلى إمام المسجد بمنتهى الورع والغضب والحزن والثورة لم تزل فى صوته باقية قائلا: «يا الهى اجعل الدم الطهور ثورة فوق الظالمين.. قولوا آمين».. لترد المشاعر المحترقة آمين. نضال آخر تصريحات الشهيد الحسينى أبو ضيف.. بصفته عضوا بحركة كفاية وأحد أعضاء اللجنة التنسيقية بالحركة يوم الخميس 29 نوفمبر فى مقر نقابة الصحفيين.. قال فيه حركة كفاية هى تجمع فضفاض من مختلف القوى السياسية المصرية تهدف إلى تأسيس شرعية جديدة فى مصر، دورها مازال قائما وموجودا فى الشارع وأن دور الحركة بعد الثورة أصبح منحصرا فى انتزاع الحريات المدنية التى طال قمعها ومازالت تقمع.. كفاية مازالت تعمل على تنفيذ ما كانت تطالب به قبل الثورة. كان له قلب طفل وروح بطل مقاتل فى معركة الوطن ففى آخر تغريدة له دونها على حسابه الشخصى على تويتر قبل نزوله للمشاركة فى التظاهرات المعارضة لجماعة الإخوان المسلمين قال أبوضيف: «هذه آخر تويتة قبل نزولى للدفاع عن الثورة بالتحرير، وإذا استشهدت لا أطلب منكم سوى إكمال الثورة» لا غرابة فى ذلك فقد كان جنديا فى سلاح الصاعقة فى عام 2003.. واختبر كيف تكون التضحية لأجل الوطن. جندى فى سيناء لم تكن معلومة تجنيده فى سلاح الصاعقة يمكن ان تمر مرور الكرام هكذا لكنها دعتنا لمطالعة كتاباته عبرمدونته الشخصية وهى كائنة على شبكة الانترنت لمن يريد الاطلاع واذا بها بتاريخ 5 اغسطس مقالا شديد اللهجة عن احداث رفح واستشهاد 16 من الجنود قال فيها الحسينى: «يوم12ابريل 2003 بعد سقوط بغداد تحت الاحتلال الامريكى بثلاثة ايام كان لى شرف بأن التحق بسلاح الصاعقة لاداء الخدمة العسكرية وقتها كنت اشعر ان الدور قادم على مصر التى وصفتها كونداليزا رايس فيما بعد «بالجائزة الكبرى» لذا شعرت بالفخر الشديد اننى سالتحق بسلاح عرف عنه الفدائية والتضحية والتواجد خلف خطوط العدو بجسارة واقدام رجاله الذين يعلمون جيدا انهم اذا نفذوا عملية فدائية ونجوا مرة فان احتمال استشهادهم فى المرات القادمة يتضاعف الف مرة. بعد الانتهاء من التدريب الاساسى واجتياز فرقة الصاعقة بمدرسة الصاعقة بنجاح وحصولى على رتبة فدائى تم توزيعى على احدى المجموعات القتالية. وبعد وصولى بأشهر قليلة وجدت اسمى ضمن قائمة اسماء دورية تجوب سيناء بهدف «البحث والتفتيش عن المخدرات» وعلمت ان تلك مهمة عادية من اجل مكافحة زراعة المخدرات نظرا لعجز قوات الشرطة، وبعد وصولى الى سيناء فى منطقة الجنوب مكثنا عدة ايام ثم خرجت دورية من كبار الضباط من اجل استكشاف المناطق الجبلية التى تصلح لاخفاء السلاح والذخيرة بها قبل نشوب اى معركة على ارض سيناء مع العدو الصهيونى واختارنى الضباط للخروج معهم فى هذه المهمة. بعد مسيرة بالسيارة العسكرية وصلت دورية الاستطلاع الى وادى ضيق رأى فيه القائد انه مكان مناسب لتخزين الاسلحة والذخيرة والمواد التموينية اذا ما نشبت عمليات عسكرية وذلك لأن طبيعة عمل قوات الصاعقة خلف خطوط العدو لا تسمح لهم الظروف بالعودة الى مراكز القيادة للتزود بالسلاح والذخيرة فيستعاض عنها بانشاء مراكز تخزين فى اماكن ملائمة بحيث تعبر قوات مخصصة لهذا الهدف وتشوين العتاد والسلاح فى تلك النقط على ان يتم ابلاغ القوات بها بصورة سرية. اثناء استطلاع الدورية للوادى الضيق فوجئنا بقدوم ثلاثة سيارات جيب مدنية نزل منها قرابة ال12 ذكرا فى اعمار متدرجة وقتها تسمر قائد الدورية إذ انه تعرف على الفور على وجه اكبر شخص سنا من الاشخاص الاثنى عشر وقال للضباط ان هؤلاء قوات خاصة اسرائيلية بلباس مدنى فتكهرب الموقف اذ اننا وجدنا انفسنا وجها لوجه مع قوات العدو الصهيونى فاشار قائدهم باصبعى السبابة بصورة متوازية ليفصح عن انهم قوات خاصة مثلنا فاشار له قائدنا باصبعى السبابة بصورة متقاطعة فى اشارة الى اننا اعداء فما كان من القائد الصهيونى الا ان اشار بيده الى اسفل بما يعنى انهم هنا فى سيناء مثلنا ثم انصرفوا فى سياراتهم الجيب. عادت دوريتنا على الفور الى مكان تمركزنا وقام القائد بكتابة تقرير مفصل بما حدث ورفعه للقيادات وقام بتشديد الخدمة على المعسكر وتوقعت ان اوامر عليا ستأتى لنا بالتعامل مع قوات العدو الصهيونى بعدها مر يوم واثنان وثلاثة ولم تأت تلك الاوامر بل منعنا من عمل دوريات أخرى. بعد عودتى من دورية سيناء تبادلت الحديث مع صف الضباط القدامى فاذ بهم يخبروننى بأن قوات العدو الصهيونى يتم رصدها فى سيناء بصورة دورية منذ خروج قوات الاحتلال عام1989 وان القوات الخاصة الصهيونية ترتدى ملابس مدنية وفقا لاتفاقية الاستسلام «كامب ديفيد» فانه يسمح «للمدنيين الاسرائيليين «بالدخول بهوياتهم الشخصية وهو ما تستعمله القوات الخاصة الاسرائيلية كثغرة لتتواجد فى سيناء وتتدرب على مسرح ارض المعركة القادمة. ويكمل الحسينى فى مقاله الى هنا انتهت شهادتى وهى ليست اسرارا عسكرية، بل انها تفسر الوضع الحالى لسيناء منزوعة السيادة المصرية بسبب شروط اتفاقية الاستسلام المجحفة التى تحدد عدد قواتنا وتسليحها وتمنع تواجد اى قاعدة جوية او بحرية فى سيناء او قوات عسكرية فى المنطقتين ب وج عدا قوات حرس الحدود الضعيفة التسليح وهى القوات التى تم الهجوم عليها منذ قليل وذبح افرادها ذبحا كالخراف: 16 شهيداً و7مصابين». وللاسف لم يستشهد الحسينى على ايدى قوات معادية.. لكنه استشهد على ايدى مصريين ارادوا ان يقسموا الوطن ويصادروه لصالح جماعتهم فقط.. فشعر بنفس الوجع الذى شعره وهو مجند يبحث فى درويات سيناء عن اذيال الاحتلال.. شعر بالاحتلال الوهابى لمصر فدفع عمره ثمنا لها و مشكورا قرر المجلس الاستشارى لمحافظة سوهاج إطلاق اسمه على أحد الشوارع المهمة فى مسقط رأسه بمدينة طما.. لكن ليس هذا هو المطلوب.. المطلوب فقط هو القصاص من القتلة لاجل الدماء الطاهرة التى ما زالت تسيل على تراب الوطن. نشر بتاريخ 24/12/2012 العدد 628