نائب رئيس الحزب الناصري: كلمة السيسي تؤكد التزام القيادة السياسية بحماية إرادة الشعب    وزير التعليم العالي يبحث مع نظيره التشادي سبل تعزيز التعاون    مسئولو قطاع الإسكان والمرافق يزورون محافظة الغربية لتقديم الدعم الفني ومتابعة المشروعات    توفير الحماية الاجتماعية للأسر الاكثر احتياجا بلقاءات خدمة المواطنين في الفيوم    نصر علام يدخل على الخط في خلاف وزير الري والمسئول السابق بشأن أزمة الصرف الزراعى    تطورات جديدة بالحرب الأوكرانية، القوات الروسية تحرر بلدتي تسيغيلنويه ونيتشاييفكا    فنزويلا تتهم أمريكا بتبرير حربها المحتملة بأكاذيب غزو العراق 2003    الهلال الأحمر يدفع بقافلة «زاد العزة» ال 75 مُحملة باحتياجات الشتاء ونحو 9900 طن إمدادات إنسانية لأهالي غزة    صلاح محسن ينشر صورة برفقة محمد صلاح من معسكر المنتخب    اللجنة المنظمة: إيقاف بيع التذاكر الخاصة ببطولة كأس العرب    أداة جديدة من فيسبوك لحماية محتوى صناع الريلز من السرقة    إصابة 2 فى حادث تصادم بين توك توك وسيارة بكفر الشيخ    فعاليات ومحاضرات توعوية ل المكتبة المتنقلة بمركز أبو المطامير    تفاصيل تعاون محمد قماح والهولندية لاروسي فى أغنية انبساط    وفاة الفنان السوري عدنان جارو وتشييع الجنازة وإقامة العزاء اليوم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 18-11-2025 في محافظة قنا    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: مقارنة المهور هي الوقود الذي يشعل نيران التكلفة في الزواج    كيف يحدث هبوط سكر الدم دون الإصابة بمرض السكري؟    جامعة الإسكندرية تؤكد دعم الطلاب ذوي الهمم تنفيذاً للمبادرة الرئاسية «تمكين»    استكمال محاكمة سارة خليفة و27 متهماً في قضية المخدرات الكبرى    التمثيل العمالي بإيطاليا ينظم الملتقى الثاني لحماية حقوق العمال المصريين    انطلاق منتدى دبي للمستقبل بمشاركة 2500 خبير دولي    الرعاية الصحية: نجاح أول عملية تركيب منظم لضربات القلب بأسوان    هيئة الرعاية الصحية تعلن نجاح أول عملية استئصال جذري للكلى بالمنظار    منال عوض تترأس الاجتماع ال 69 لمجلس إدارة جهاز شئون البيئة    محافظ أسيوط: إطلاق مسابقة لمحات من الهند بمشاركة 1300 طالب وطالبة    الشيخ عكرمة صبري.. خطيب الأقصى والقدس يُحاكم سياسيا بإسرائيل    مقتل 15 مسلحا خلال عمليتين أمنيتين فى شمال غربى باكستان    الصغرى بالقاهرة 17 درجة.. تعرف على حالة الطقس اليوم    براتب 9000 جنيه.. «العمل» تعلن عن 105 وظائف جديدة    كامل الوزير: طريق «مصر - تشاد» محور استراتيجى لتعزيز التواصل بين شمال ووسط أفريقيا    وزير الصحة: دفع 39 مليون أفريقى نحو الفقر بسبب الزيادة الكارثية فى إنفاق الجيب    اليوم.. الحكم في دعوى نفقة طليقة إبراهيم سعيد    وزير التموين يتوجه إلى بيروت للمشاركة في مؤتمر "بيروت وان"    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : استقيموا يرحمكم الله !?    عندما يتحدث في أمر الأمة من لم يجفّ الحليب عن شفتيه ..بقلم/ حمزة الشوابكة    رئيس منطقة بني سويف عن أزمة ناشئي بيراميدز: قيد اللاعبين مسؤولية الأندية وليس لي علاقة    استئناف عاطل على حكم سجنه بالمؤبد لسرقته شقة جواهرجي في عابدين اليوم    اليوم.. نظر محاكمة 3 متهمين بقضية خلية النزهة    غموض في منشور مصطفى حجاج يثير قلق جمهوره    دراسة: زيادة معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والمراهقين بواقع الضعف خلال العقدين الماضيين    أمريكا تمنح حاملي تذاكر مونديال 2026 أولوية في مواعيد التأشيرات    ترامب: العالم كان يسخر من أمريكا في عهد بايدن لكن الاحترام عاد الآن    ما بين لعبة "التحالف "ونظرية "العار"، قراءة في المشهد الانتخابي الساخن بدائرة شرق بأسيوط    حازم الشناوي: بدأت من الإذاعة المدرسية ووالدي أول من اكتشف صوتي    الدكتورة رانيا المشاط: الذكاء الاصطناعي سيساهم في خلق وظائف جديدة    مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العرب 2025 والقنوات الناقلة    فاروق جعفر: أتمنى أن يستعين حلمي طولان باللاعبين صغار السن في كأس العرب    السيطرة على حريق داخل مستودع بوتاجاز في أبيس بالإسكندرية دون إصابات    التوقع خلال ساعات، الترجي التونسي ينهي اتفاقه لضم يوسف المساكني (فيديو)    قتلوه في ذكرى ميلاده ال20: تصفية الطالب مصطفى النجار و"الداخلية"تزعم " أنه عنصر شديد الخطورة"    عاجل – حماس: تكليف القوة الدولية بنزع سلاح المقاومة يفقدها الحياد ويحوّلها لطرف في الصراع    شاهين يصنع الحلم.. والنبوي يخلده.. قراءة جديدة في "المهاجر"    اتجاه لإعادة مسرحية الانتخابات لمضاعفة الغلة .. السيسي يُكذّب الداخلية ويؤكد على التزوير والرشاوى ؟!    التأهل والثأر.. ألمانيا إلى كأس العالم بسداسية في مرمى سلوفاكيا    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة يعبد وتداهم عددًا من المنازل    اليوم عيد ميلاد الثلاثي أحمد زكى وحلمى ومنى زكى.. قصة صورة جمعتهم معاً    دار الإفتاء: فوائد البنوك "حلال" ولا علاقة بها بالربا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات البطولة مع المجموعة 39
نشر في صباح الخير يوم 28 - 09 - 2010

ونحن نستعد للاحتفال بذكري نصر أكتوبر العظيم علينا أن نستدعي صور البطولة.. إرادة ومشاعر وعملا وإصرارا علي تحقيق النصر بالرغم من كل التحديات ..استعادة لكل شبر من أرض الوطن وردا للاعتبار وإثباتا علي أن الإرادة المصرية لا تهدأ ولا تكل ولا تمل إلا وهي تحقق النصر. بهدوء القادة، وقوة الأبطال قابلني اللواء أ.ح/ محيي نوح أحد قادة المجموعة 39، والذي تسلم قيادة المجموعة بعد استشهاد البطل إبراهيم الرفاعي.
شعرت وهو يحكي لي عن المجموعة أنني أمام شريط من الذكريات استطعت أن أري من خلاله مقدار المعاناة التي تكبدها هؤلاء الأبطال من أجل أجيال لم تأتِ بعد.
متي أنشئت المجموعة 39، وما الظروف التي أدت إلي تشكيلها؟
- بعد معارك 1967 بدأت قيادة القوات المسلحة في تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء، كمحاولة من القيادة لاستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها، والقضاء علي إحساس العدو الإسرائيلي بالأمن وتدمير معنوياتهم وإنزال أكبر الخسائر بقواتهم، ومن هنا جاء القرار سنة 68 بإنشاء مجموعة 39 صاعقة واختيار الشهيد البطل العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي قائدًا لها، وكنت نائبًا له، وقد كانت المجموعة تعمل قبل ذلك بأسماء مختلفة مثل: الفدائين والكوماندوز المصريين، وبعد القرار أصبح اسمها «المجموعة «39».
ولماذا الرقم 39؟
- لأن المجموعة كانت قد قامت ب39 عملية قبل أن يأتي قرار سنة 68 لذلك تمت تسميتها بالمجموعة 39 وكان شعار رأس النمر هو الشعار الذي اتخذه الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي رمزًا لها.
حدثنا عن الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي وقد كنت نائبًا له؟
- الشهيد- رحمه الله- كان مثالاً يحتذي به، فقد كان رجلاً وطنيًا علي مستوي كبير من الانضباط والجرأة، وكانت له معنا علاقات اجتماعية لا تنسي، فقد جعل بين جميع أفراد المجموعة 39 علاقات اجتماعية قائمة علي الحب والمودة والتضحية من أجل الآخر، وعلمنا أيضًا أن نتزاور معًا، ونقف بجانب أي شخص تعرض لمحنة ونحاول باستمرار أن نصل معًا لأعلي مستويات الحب، وحب البلد، وكان يزرع فينا حب مصر.
وكل الذكريات التي جمعتني معه ذكريات جميلة طيبة كان فيها القدوة لي ولباقي أفراد المجموعة، فكان يصر دائمًا علي أن يشارك معنا في جميع العمليات والمعارك علي أن يكون دائمًا في المقدمة ليجسد لنا معني كلمة الرجل.
ولكن الذكري المؤلمة هي التي حدثت يوم استشهاده، حين حملت جثمان الشهيد وذهبت به إلي المخابرات في سنة 73 وبالتحديد 18 أكتوبر تم تكليف مجموعتنا مهمة اختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلي منطقة الدفرسوار، وذلك لتدمير المعبر الذي أقامه العدو ولعبور قواته، وبالفعل وصلنا فجر التاسع عشر من أكتوبر في نفس الوقت الذي تتغير فيه التعليمات إلي تدمير قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في اتجاه طريق «الإسماعيلية/ القاهرة».
وعلي ضوء التطورات الجديدة تحركنا بالفرقة حتي وصلنا للجسر ثم قسمنا البطل الشهيد إلي ثلاث مجموعات، مجموعتان احتلتا إحدي التباب، والثالثة نظمت مجموعة من الكمائن علي طول الجسر وما إن وصلت مدرعات العدو حتي انهالت عليها قذائف آر بي جي لتثنيه عن التقدم، لكن البطل لم يكتف بهذا النصر بل قام بمطاردة مدرعات العدو لتكبيده أكبر الخسائر في الأرواح والمعدات، وهنا ظهرت دبابتان فقام الشهيد بضربهما، وأثناء الضرب جاءت له إصابة من إحدي الدبابات استشهد علي أثرها، فنزلنا أسفل الموقع، وأخذته وذهبت إلي موقع المخابرات.
هل ألغيت باقي المهمة؟
- لا لم تلغ، فبعد أن رجعت توجهت إلي قيادة الجيش الثاني حيث سلمني اللواء أ.ح عبدالمنعم خليل قائد الجيش في ذلك الوقت قيادة المجموعة 39، وبالرغم من حزن المجموعة الشديد علي البطل الرفاعي لكننا استعدنا قوتنا وعزمنا وأصررنا علي الثأر له فذهبنا إلي منطقة «جبل مريم» جنوب الإسماعيلية بناء علي تعليمات باحتلال المواقع الأمامية لهذا الجبل حيث كان عليه هجوم شديد من العدو، وبالفعل تعاملنا معه ودمرنا دباباته ولم يستطع أن يدخل الإسماعيلية حتي جاء يوم 22 يوم وقف النار، وبالرغم من التعليمات المشددة من مجلس الأمن، لكن إسرائيل دخلت بدباباتها السويس حيث كانت معركة السويس الشهيرة والتي دارت بين العدو والقوات المسلحة والمقاومة الشعبية إلي أن جاءت مفاوضات الكيلو 101، وأعقبها الانسحاب النهائي.
ما أهم العمليات التي قامت بها المجموعة؟
- لقد قامت المجموعة 39 ب92 عملية، قمنا بها في كل المناطق داخل سيناء وداخل إسرائيل نفسها، فكانت المجموعة بهذه اليد الطولي وأحدثنا خسائر كبيرة ودمرنا مباني من داخل إسرائيل نفسها من 67 إلي 73، لكن هناك ثلاث معارك لا تمحي أبدًا من تاريخ المجموعة 39 وهي: معركة «لسان التمساح» والتي كانت عام 69 في مدينة الإسماعيلية ثأرًا للبطل الشهيد عبدالمنعم رياض، ويومها أصبت في وجهي وكتفي لكن مع ذلك كنت أشعر بالفخر لنتيجة العملية.
وثاني عملية كانت في نفس العام أيضًا علي نفس الموقع بعدما أعاده وحصنه الأعداء مرة أخري فأنزلنا بهم هزيمة نكراء.
أما عن ثالث عملية، فكانت في جنوب خليج السويس عام 1970 ودمرنا فيها مطار الطور. وكنا نتوقع في بداية كل عملية نيل الشهادة، لكننا لم نخف أو نتراجع، فالحياة لم تكن لها معني والوطن محتل، فنحن لم نكن باقين علي الحياة لأن وطننا أغلي من حياتنا كما أننا كنا حريصين علي إعادة الثقة للوطن وللشعب، فهذا كان واجبنا.
بعد كل هذه السنوات هناك لا شك مواقف لا تمحي من الذاكرة وبالتأكيد تملك الكثير منها؟
- هناك مواقف عديدة لا تمحي من ذاكرتي لكن الموقف الأصعب كان في عملية تدمير مطار الطور، فقد قمنا بأخذ 6 قوارب محملة ب«30 صاروخًا ولغمًا» وتحركنا تجاه جبل الطور في مياه الخليج لكن الموج كان عاليًا جدًا فسقطت في الخليج وسقط فوقي القارب فظللت في المياه فترة كبيرة وكنت علي وشك الغرق فنطقت بالشهادة.
وكان لدي في هذه الأثناء ابنة صغيرة، فرأيت صورتها وأنا أغرق لكن حدث أن زميلي في هذه الأثناء قام بتوقيف القارب وبالفعل استطعت الصعود عليه وأول ما فعلته هو أنني وقفت فوق القارب حتي لا تكل القوي المعنوية للجنود.
وبعد ذلك دمرنا الموقع وألحقنا به خسائر كبيرة وكانت جولدمائير علي وشك زيارة هذا المطار، لكننا سبقناها ودمرناه فحزنت كثيرًا عليه لأهميته.
لقد كنت من ضمن المجموعة التي تسلمت منطقة جنوب سيناء عام 1982صف لي شعورك وقتها؟
- بعد نصر أكتوبر انضممت إلي «جهاز الاتصال بالمنظمات الدولية» U.N، وقد استلمت مع مجموعة اللواء بحري أ.ح محسن حمدي منطقة جنوب سيناء، وتم استلام الأرض حتي آخر حبة رمل، وذلك بعد التحكيم وإصرار الرئيس محمد حسني مبارك علي عودة الأرض وعدم التفريط في أي شبر منها، والحقيقة أنها كانت لحظة من أجمل لحظات عمري، لأني شعرت فيها بأننا نجني ثمار ما حصدنا طوال السنوات الست وما بعدها أيضاً.
كانت ومازالت المجموعة 39 ومقاتلوها خير قدوة.. فبم تنصح الشباب، وماذا تقول لهم في احتفالات أكتوبر المجيدة؟
- يا شباب أنتم مستقبل هذا البلد، وقد أتي لكم أباؤكم وأجدادكم بالنصر بعد الكفاح والحرب وبعد أن شربت سيناء من دمائنا، لذا عليكم أن تحافظوا علي أرضكم وأن تجدوا وتجتهدوا لأن مصر غالية علي الجميع.
كما أنني أرجو من القيادات بجميع مستوياتها رعاية الشباب حتي لا ينحرف إلي تيارات أخري تكون سببًا في عرقلة النمو.
أقول أيضًا لجنودنا وضباطنا: لابد أن تضعوا البلد في أعينكم فأنتم الحراس الأمناء عليها، وأنتم تحت قيادة عظيمة تستحق كل تقدير، كما أنني أرجو لمصر كل تقدم ورفعة وازدهار وأن تكون في مصاف الدول المتقدمة والرائدة في العالم.
عملياتنا الحربية كانت تدخل في عمق إسرائيل نفسه شرف الانضمام إليها كان حلم كل مقاتل، فالمجموعة 39، أو مجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعي لم تقتصر عملياتها علي الأهداف القريبة في سيناء، بل كانت تدخل في عمق إسرائيل نفسها.. أفرادها أبطال تم انتقاؤهم علي أعلي المستويات ليقوموا بأصعب المهام التي ساهمت في حسم معارك أكتوبر.
التقينا بالأبطال في أول حديث صحفي معهم ليحكوا لنا عن أهم ذكرياتهم مع المجموعة 39.. مجموعة رأس النمر.
- الصاعقة البحرية نواة المجموعة 39
استوقفني اسمه وأنا أبحث في سجل بطولات المجموعة 39 قتال، وحينما دققت النظر عرفته، القبطان البحري اللواء أ.ح/ ماجد ناشد- أحد أهم رجال الصاعقة البحرية الذين شاركوا في نصر أكتوبر المجيد، والذي يعمل حاليًا كبير مرشدي قناة السويس. فالقبطان ناشد له بطولات كثيرة سواء داخل المجموعة 39 أو خارجها يحدثنا عنها قائلاً: أنا خريج الكلية البحرية عام 1965، وقد شاركت في جولة 67 وأنا أسميها جولة لأنها لم تكن حربًا من الأساس، وشاركت أيضًا في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، فأنا ظابط صاعقة بحرية، وفرد الصاعقة البحرية خاصة يتدرب علي أن يكون ضفدعًا بشريًا، وظابط صاعقة وأيضاً ضابط مظلات، لأنه في مهامه يحتاج إلي كل هذه الخبرات للوصول إلي الهدف والنجاح في تنفيذ المهمة.
وعندما سألته عن كيفية انضمامه للمجموعة 39 قتال أجابني قائلاً: بعد 67 كانت الصاعقة البحرية مكونة من 3 كتائب تم اختيار 4 أفراد منهم وأنا من بينهم، وكونا فصيلة كانت بمثابة ألف عسكري حيث تم تدريبنا تدريبًا خاصًا بمعني التدريب علي استخدام الأسلحة المتعددة والسباحة لمسافات طويلة وكل التدريبات اللازمة وبعد ذلك ذهبنا إلي المجموعة 39 قتال، والتي كانت تسمي باسم منظمة سيناء قبل أن يكلف الشهيد إبراهيم الرفاعي بتشكيلها وعملت معها حتي عام 72، بعدها رجعت البحرية وحصلت علي تخصص الملاحة وتدريب الصاعقة البرية علي ركوب القوارب.
أما عن أول بطولة له مع المجموعة 39، فكانت في أواخر 67 حيث كانوا مكلفين بالإغارة علي منطقة جبل مريم وإحداث أكبر خسائر ممكنة مع إحضار أي وثائق أو أجهزة، ولكن كان لابد من استطلاع الجهة التي ستتم بها العملية، فقام اللواء أ.ح ناشد ومعه الشهيد محمود الجيزي أحد أبطال المجموعة بالسباحة إلي الضفة الشرقية لاستطلاع المكان ثم أعطي إشارة العبور بالقوارب المطاطة ووضع الألغام أسفل الساتر الترابي عند الجبل، وبمجرد حضور عربات الأعداء انفجرت الألغام واحترق كل شيء وتمت المهمة بنجاح وأثناء الانسحاب سمع الأبطال صوت أنين وبالبحث والتفتيش وجدوا مصدر الأنين.
وعن مصدر الأنين يحكي لنا اللواء ناشد مسترجعًا الأحداث: عندما توجهنا إلي الأنين وجدنا أن هناك جندي مخابرات إسرائيليًا من شدة انفجار اللغم قفز إلي مسافة 25 مترًا وحدثت له إصابات شديدة، فأخذناه معنا وذهبنا به إلي مستشفي القصاصين لكنه توفي بالمستشفي.
وعن ذكرياته مع الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي تحدث قائلاً:
بعد أن قام الفريق محمد صادق بتكليف الشهيد الرفاعي بقيادة المجموعة 39، كونها بفصيلة صاعقة بحرية وعدد من أفراد الجيش وعدد من أفراد الصاعقة البرية، وكنا معًا مجموعة من الأشقاء الذين تربط بينهم أخوة غير عادية وعشرة مختلفة، كنا نسميها عشرة دم، وهذا زرعه فينا الشهيد الرفاعي الذي كان بمثابة الأب الروحي للمجموعة 39، والذي تعلمنا منه أسمي معاني البطولة والفداء والذود عن الوطن.
- أما عن أصعب العمليات التي شارك فيها البطل اللواء ناشد مع المجموعة 39 كانت وكما قال: عملية مطار الطور والتي قمنا فيها بتدمير المطار قبل أن تزوره جولدمائير بنصف ساعة مما أربك إسرائيل كلها.
- مشهد صعب لم تنسه الذاكرة
في حياة كل بطل من أبطال أكتوبر مشهد لا يمحي من الذاكرة مهما طال الزمن، وهذا ما حدث مع اللواء أ.ح ماجد ناشد فهناك مشهد لا يستطيع أن ينساه، وقد قصه علينا قائلاً: - لقد قامت المجموعة 39 في عام 69 بعملية تسمي لسان التمساح، وقد اشترك فيها أحد زملائنا وهو الشهيد عبدالعاطي موسي، وبعد انتهاء المهمة وأثناء الاشتباك مع القوات الإسرائيلية وكان يستتر في إحدي الثكنات بجانب الشهيد الرفاعي، وفجأة جاءت له رصاصة غادرة أصيب بها في رأسه فوجدته يسقط أمامي شهيدًا وكان موقفًا صعبًا للغاية ولم أنسه حتي الآن.
- من المقاومة الشعبية إلي المجموعة 39
وأيضًا من أبطال المجموعة 39 رجال لبوا نداءها قادمين من المقاومة الشعبية، هؤلاء الرجال قدموا في المجموعة أروع أمثلة التضحية والفداء وليشاركوا من خلالها في معارك حسمت أكتوبر وجاءت لمصر بالنصر.
من هؤلاء الأبطال المقاتل عبدالعزيز منير والذي بدأ معي الحديث قائلاً: لقد كنت فردًا من أفراد المقاومة الشعبية في السويس، وبعد 67 تم استدعائي للجيش، ففضلت أن أدخل الصاعقة لأني كنت أري أنهم أقوياء، وطالما حلمت بأن أكون فردًا من أفرادهم، بعد ذلك انضممت إلي المجموعة 39 قتال عن طريق المخابرات، لكن المجموعة لم تكن قد سميت بعد بهذا الاسم، وبالفعل بدأنا العمليات تحت قيادة الشهيد الرفاعي وكانت مهام المجموعة عمليات خاصة خلف خطوط العدو، فقد قمنا بعمليات داخل إسرائيل نفسها ودمرنا لهم خزانات للوقود وأحرقنا دباباتهم، واشتركنا في ردعهم أثناء ثغرة الدفرسوار والتي استشهد فيها البطل إبراهيم الرفاعي.
وعن ذكرياته مع المجموعة أكد المقاتل منير أن جزءًا منها كان صعبًا وهو الجزء الخاص بالفترة التي عاشها علي القناة والجزء الجميل منها كان في الانتصارات التي كنا نحققها في كل عملية وأيضًا عندما ننزل إجازة في السويس ويقابلنا أهلها بالترحاب والتهنئة علي البطولات التي كنا نحصدها بعد كل عملية، فقد كانوا معنا في منتهي الكرم لدرجة أن أحدهم زوج ابنته من أحد زملائي بدون أن يدفع أي جنيه بالإضافة إلي أنهم كانوا يقدمون لنا الطعام ويرفضون أخذ أي مقابل.
ويضيف المقاتل البطل: أن ذكرياته في المجموعة 39 قتال ذكريات جميلة لا يمكن أن تُمحي من ذاكرته مهما طال الزمن ومرت به السنوات.
- البطل هو من يسبق الزمن في صنع الأحداث
منذ اللحظة الأولي التي قابلته فيها شعرت أنني أمام بطل الجدعنة فيه صفة متأصلة، وكان ذلك واضحًا من كلامي معه فزملاؤه يلقبونه «بابن البلد»، ولم يكن هذا كثيرًا عليه لأنه المقاتل محمود الجلاد أحد أبطال المجموعة 39 قتال والذي تحدث معي قائلاً:
- كان نفسي أحارب في 67 لكنني في هذا الوقت كنت طالبًا في معهد البترول «كلية هندسة البترول» حاليًا، لكنني اشتركت في المقاومة الشعبية حتي أستطيع فعل أي شيء من أجل مصر، لذلك كانت سعادتي بالغة عندما تم استدعائي للجيش وانضمامي للمجموعة 39 قتال.
وعندما سألته عن شعوره عندما قام بأول عملية أكد لي أنه كان حزينًا، وعندما استفسرت منه عن السبب قال: كنت أريد أن أثأر لكرامة الوطن من الإسرائيليين وأحدث أكبر خسائر مما حققته في هذه العملية.
فتبادر إلي ذهني أن أسأله: ألم تكن خائفًا من الموت؟ فرد في ثبات: الموت كان يحيط بنا في كل دقيقة لدرجة أننا كنا نشعر في كل عملية بأنها ستكون الأخيرة بالنسبة لنا، وكنا نتمني الشهادة لكن في نفس الوقت نريد أن نعيش لنكبد العدو خسائر أكبر، ولم يكن بداخلنا أي رهبة أو أي قلق.
أما عن أهم العمليات التي شارك فيها مع المجموعة 39 فكانت عمليات رأس محمد وتدمير جبل الطور، وبالطبع العملية التي استشهد فيها البطل الرفاعي، وهنا أضاف المقاتل الجلاد أنهم لم يعتمدوا في أي عملية من العمليات علي الظروف فكانوا يضعون كل الاحتمالات الواردة بشأن العملية، لأن البطل هو من يسبق الزمن في صنع الأحداث.
وعن أهم ذكرياته مع المجموعة 39 قتال حدثنا بطلنا مسترسلاً:
- أهم ما كان يميز المجموعة 39 هو علاقة الود والحب التي كانت تربط بين جميع أفراد المجموعة، فحتي الآن مازالت علاقتي متواصلة مع أفراد المجموعة، والجميل أننا جمعيًا نلتقي كل فترة ونطمئن علي بعضنا البعض، ولم لا نفعل ونحن واحد اجتمعنا علي هدف واحد وهو نصر مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.