ولكم في حماس عبرة.. هل تتخلى قطر عن الإخوان؟

أثار تصريح وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بأن بلاده ليس لها علاقة بالإخوان وانه يتعامل مع حكومات ليس مع حركات جدل، لاسيما مع تناقضه بتصريحات أمير دولة تميم بن حمد الأخيرة عن الدول العربية، ليطرح تساؤل مهم وهو هل تتملص قطر من الجماعة الإرهابية بعد ردود الأفعال العربية الغاضبة الإعلامية والرسمية إزاء الدوحة.
وأدعى وزير الخارجية القطري إلى أن لقاء تميم بن حمد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتطرق للحديث عن الإخوان، زاعما أن بلاده لا تتعامل مع حركات وتنظيما وإنما تتعامل مع حكومات مثل مصر وتونس.
وتمثل تصريحات وزير الخارجية القطري ضربة جديدة للجماعة الإرهابية وإن كانت في النهاية لا تتعدى حديث أمام وسائل الإعلام دون تطبيق عملي لها إلا أن ما شهدته الجماعة في الآونة الأخيرة من ضربات متتالية في المنطقة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الإخوان على حافة الهاوية.
في البداية كانت إدعاءات زعيم الجماعة في تونس راشد الغنوشي والذي أكد في وقت سابق من العام الماضي انفصاله عن الإخوان ومراجعته لأفكارها المتطرفة وهو ما أثار ضجة كبيرة حينها في العالم العربي ، حيث أعلنت "النهضة" التونسية في مؤتمرها العام الماضي عن انفصال الحركة عن التنظيم الدولي للجماعة وفك الارتباط بجماعة الإخوان المسلمين.

وخلال المؤتمر العام العاشر للحركة، أعلن «راشد الغنوشي» مؤسس حركة "النهضة" التونسية ورئيسها - أنه سيتم فصل العمل الدعوي عن السياسي، والتحول إلى حزب مدني، مؤكدا أن «النهضة» حزب سياسي ديمقراطي ومدني، له مرجعية قيم حضارية مسلمة، رغم أن هذا الإعلان لا يهدف بحسب المتابعون التونسيون سوى الخروج من عنق الزجاجة التي وضُعت فيها، بالارتباط مع الجماعة الإرهابية بعد اتهامها بالتشدد والتطرف.
الأمر الآخر الذي ضرب الجماعة هو إعلان إخوان الأردن فك ارتباطه بالجماعة الإرهابية وهو ما أدى إلى تقسيمها لعدة فصائل متناحرة ومتشابكة تتصارع كل واحدة على بقاءها، ففي فبراير من العام قرر حزب جبهة العمل (الإخوان) فك الارتباط التنظيمي بجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، في محاولة منه لإعادة ترتيب أوراقه والاندماج من جديد في العملية السياسية بالأردن والحفاظ على ما تبقى من التنظيم بعدما ضربته الانشقاقات والتصدعات.

وفي النهاية كانت وثيقة حماس التي أصدرتها مؤخرًا، وأقدمت فيها الحركة على الانفصال ولو بطريقة شكلية عن الجماعة لتكون القشة التي قسمت ظهر بعير الإخوان، لاسيما وإنها تعد احد ابرز فروع الجماعة الإرهابية ويعود جذور ارتباطهم إلى تأسيس الحركة عام 1987.
ولكن رغم كافة هذه الانشقاقات والانقسامات التي ضربت الجماعة، لا يبدو أن قطر ستتخلى عن جماعة الإخوان ولا كافة الجامعات المتشددة، ولكن تفسر تصريحات وزير الخارجية القطري الأخيرة، بأن الدوحة في بعض الأحيان تستخدم سياسة المراوغة وذلك بالتملص من سياسات أتباعها للخروج من مأزقها، لاسيما بعد رده الفعل الغاضبة القوية التي أبدتها الدول العربية بعد تصريحات أمير دولة قطر التي أظهرت الوجه الحقيقي للدوحة في دعم الإرهاب والروابط المشتركة التي تجمعهم.

اقرأ أيضًا
وزير الدفاع التونسى يقدم التعازى إلى عائلة متظاهر قتل جنوب البلاد