شوهد "راشد الغنوشي" رئيس حركة النهضة التونسية المحسوبة على جماعة الاخوان المسلمين، أمس الجمعة، في أحد الفنادق الفاخرة بالعاصمة القطرية بصحبة نائبه "عبدالفتاح مورو"، والإخواني الليبي المعروف "علي الصلابي"، وبعض الوجوه الإخوانية المصرية المقيمة في العاصمة القطرية، يأتي ذلك في ضوء تردد انباء حول اجتماع طارئ للتنظيم الدولي للإخوان لمناقشة نتائج الوساطات بين جماعة الإخوان والسلطات المصرية ويرى مراقبون أن أهمية هذه الزيارة تكمن في توقيتها الذي جاء متزامنا مع أنباء ترددت في العاصمة المصرية مفادها أن قادة التنظيم الدولي للإخوان دعوا إلى اجتماع طارئ لمناقشة كيفية فك العزلة التي يعيشها هذا التنظيم بعد التضييق الذي شمل دائرة تحركاته وتأثيراته في المشهد المصري، والساحتين الليبية والتونسية. ورجحت مصادر مصرية أن تكون هذه الزيارة مرتبطة بهذا الاجتماع الذي سيشرف عليه "يوسف القرضاوي"، حيث سيناقش تداعيات الأحكام القضائية الصادرة ضد المخلوع "محمد مرسي"، وعدد من كبار قادة جماعة الإخوان المصرية، بالإضافة إلى بحث نتائج الوساطات والمبادرات التي استهدفت إعادة جماعة الإخوان إلى المشهد السياسي من جديد تحت مُسمى المصالحة. وحول تكتم حركة النهضة التونسية عن هذه الزيارة، على عكس ما اعتادت حيث انها عادة تُعلن عن تحركات الغنوشي وزياراته الخارجية، قال المحلل السياسي التونسي "منذر ثابت" إن هذا التكتم له أكثر من معنى ومغزى حول الهدف من هذه الزيارة التي ترافقت مع تصريحات للغنوشي حول الوضع في مصر دفعت العديد من السياسيين إلى شجبها ورفضها، معتبرا ان هذه الاجتماعات تؤكد على ارتباط الغنوشي وحركته بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، واعتبر أن "كل المواقف المرنة أو الليبرالية التي سعى الغنوشي إلى تسويقها خلال الأشهر الماضية، ليست سوى مراوغة منه بهدف الحفاظ على وضعه في الساحة السياسية التونسية، ولتجنب الضغط المُسلط على الإخوان في أكثر من عاصمة". وكان الغنوشي الذي سعى خلال الأشهر الماضية إلى الظهور في صورة مغايرة لتلك التي عرف بها، من خلال أخذ مسافة بعيدة عن الإخوان، ومحاولة النأي بحركته عن التنظيم الدولي لهذه الجماعة الإرهابية، قد فاجأ الجميع الأحد الماضي بتصريحات حول الوضع المصري، هاجم فيها بشكل حاد القوى السياسية المدنية في مصر، واعتبر فيها أن "مرسي هو الرئيس الوحيد في العالم المنتخب ديمقراطيا والحبيس في السجن"، وهو الأمر الذي اثار استياء الأوساط السياسية المصرية التي رأت فيها "تدخلا سافرا في الشأن الداخلي المصري". وأشارت تقارير سابقة إلى أن السلطات القطرية والتركية كلفت الغنوشي بإيجاد أرضية مناسبة لعقد مصالحة بين الإخوان والسلطة الحالية في مصر، وقد عرض مبادرة في هذا السياق على عدد من الفاعلين السياسيين العرب والأجانب، منهم أعضاء في الكونغرس الأميركي زاروا تونس خلال الشهر الماضي. غير أن كل الدلائل تُشير إلى أن هذه المبادرة وصلت إلى طريق مسدود، كما تسببت في انقسامات حادة داخل جماعة الإخوان، ما استدعى عقد الاجتماع الطارئ في الدوحة لمناقشة نتائج الوساطات المرتبطة بتلك المبادرة، ومحاولة تخفيف الضغط على جماعة إخوان مصر التي باتت عرضة لعاصفة هوجاء زعزعت أركانها.