تزامنا مع الذكرى الثانية لفض اعتصامي «رابعة والنهضة» 14 أغسطس، تعرض الموقع الإلكتروني لمطار القاهرة الدولي، اليوم الجمعة، لعملية «قرصنة» من قبل مجهولين، قاموا بوضع علامة «رابعة» على الصفحة الرئيسية للموقع، وكتبوا أسفلها «الأرض لا تشرب الدماء.. الذكرى الثانية لمذبحة رابعة». «بوابة الشروق» تحدثت مع عدد من المتخصصين بمجال تكنولوجيا المعلومات والأمان الرقمي، لمعرفة مدى خطورة عملية القرصنة على موقع المطار الإلكتروني، والذين أكدوا أن عملية التعطيل ليست بالخطيرة ويتم السيطرة عليها سريعًا، مشيرين إلى أن هناك فرق بين «الاختراق» الذي يستهدف الحصول على معلومات، و«deface» الذي يستهدف نشر رسالة ما بغرض توصيلها. التعطيل هدفه سياسي تعقيبا على عملية تعطيل الموقع الإلكتروني لمطار القاهرة، قال رامي رؤوف، باحث واستشاري أمان رقمي، ل«بوابة الشروق»، إن ما حدث لموقع مطار القاهرة، لا يوصف بكلمة «اختراق» وإنما يوصف ب«Deface»، موضحا أن «الاختراق» يعني القيام بالحصول على معلومات بطريقة غير مشروعة من موقع ما، ويتم ذلك بسرية ولم تلاحظ عملية الإختراق إلا بعد نشر المعلومات التي نقلت من الموقع، الذي تعرض للقرصنة، بينما «Deface»، فيعني نشر رسالة ما على الموقع، دون أن يتم الإضرار بالبنية التحتية له، ويكون ذلك بشكل معلن، ولفت إلى أن القائمون على الموقع الإلكتروني لمطار القاهرة، بإماكنهم إعادته لحالته الطبيعية في دقائق من بعد عملية تعطيله. فيا قال عمرو غربية، الباحث في الخصوصية الرقمية، «مواقع الويب من أسهل الأنظمة الحاسوبية في الاختراق نتيجة وجود وجه علني لها يمكن التفاعل معه، وبالتالي فإن حمايتها يتطلب رد فعل سريع يعيد الحال إلى ما كان عليه قبل الاختراق». وأضاف «مواقع الويب لا تعتبر من البنية التحتية الحرجة critical infrastructure، والتي تتطلب إجراءات حماية خاصة، فتعطل موقع مطار القاهرة، لا يقارن بخطورة تعطل أو اختراق نظام معلومات مطار القاهرة، نفسه، الذي قد تنتج عنه كوارث ملاحية أو تعطل كبير في الخدمة». أما دكتور حسام صالح، خبير تكنولوجيا الاتصالات والإنترنت، قال: إن كل المواقع الإلكترونية من الممكن اختراقها، والمواقع الهامة قد تكون مؤمنة بنسبة 99%، إلا أن هناك نسبة 1% معرضة للاختراق، مضيفًا أنه لا توجد جهة مسؤولة عن حماية أمن المعلومات الرقمية الخاصة بالمصالح الحكومية، وكل مصلحة حكومية مسؤولة عن تأمين وحماية المعلومات الرقمية الخاصة بها. حماية أمن المعلومات الرقمية وعن حماية المواقع الإلكترونية الخاصة بالمصالح الحكومية أو المؤسسات من القرصنة، أوضح «رؤوف»، أن كل جهة بمصر لديها فريق تقني مسؤول عن حماية وتأمين المعلومات الخاصة بها، وذلك يحتاج لبنية تحتية قوية ومتخصصين في نظم المعلومات، لافتا إلى أن الجهات الحكومية بمصر لم تهتم بشكل كاف بحماية أمن معلوماتها الرقمية. وأشار إلى أن البرمجيات التي تعتمد على الجهات المسؤولة بمصر في تنفيذ البنية التحتية للاتصالات، مؤكدًا أن مصر تعتمد على برمجيات تجارية تابعة لشركة مايكروسوفت، ولايوجد أي دليل على مستويات حماية المعلومات الرقمية، بينما لم يتم الأخذ بنظام البرمجيات الحرة، والذي يتيح السيطرة على المعلومات الرقمية وحمايتها. فيما قال د. حسام صالح، إن الأزمة تكمن في أن المواقع الإلكترونية تلجأ لجهات وشركات تستخدم أدوات بسيطة في تصميم المواقع، ومن ثم تصبح قابلة للاختراق، مضيفا أن كل مؤسسة لها مسؤول لحماية أمنها الرقمي، وعلى الدولة وضع معايير للجهات الحكومية للالتزام بها لحماية أمنها الرقمي. وعن مجلس الأمن السيبراني، الذي أعلن إبراهيم محلب، تشكيله في ديسمبر 2014، علق «رؤوف»، بأن ما حدث بموقع مطار القاهرة، مؤشر أن هذا المجلس ليس له جدوى، مضيفًا أن مهمة المجلس نظريًا تأمين المواقع الإلكترونية الخاصة بالحكومة. فيما قال «صالح»: إن «مجلس الأمن عمله يكمن في تأمين المواقع؛ بمعنى أنه لو حدثت عملية اختراق لهذه المواقع، فمجلس الأمن السيبراني، يساعد المواقع المخترقة مقاومة الهجوم الذي تعرضت له». «Akincilar» وعن مجموعة «Akincilar» التي أعلنت قيامها بتعطيل الموقع الإلكتروني للمطار، قال استشاري الأمان الرقمي، إن إعلان جهة ما تبنيها لعملية التعطيل يعد أمرًا معقد ومخادع، وأن المجموعة التي أعلنت تعطيلها للموقع كانت تهدف لنشر رسالة «سياسية وفقط»، مضيفًا أنه من المفترض قيام مطار القاهرة، بالتحقيق التقني في الواقعة، ومن ثم بالإمكان تحديد الموقع الجغرافي الذي تم منه تعطيل الموقع. للمزيد: «Akincilar» التركية المتطرفة.. من اختراق «شارلي إبدو» إلى موقع مطار القاهرة قوانين وتشريعات عن قانون جرائم تقنية الملعومات المقترح من قبل وزارة الاتصالات، منذ فترة تمهيدًا لإقراره، قال «صالح» خبير تكنولوجيا الاتصالات، إن القانون يجرم الفعل لكنه لم يحم المواقع من القرصنة، فيما قال «رؤوف»: «القوانين عموما لن تساعد في حماية الأمن الرقمي للمواقع الإلكترونية، بينما الحل في متخصصين بنظم المعلومات». فيما قال عمرو غربية، الباحث في الخصوصية الرقمية، «لا يوجد في مصر قانون خاص بجرائم تقنية المعلومات، ولا أظن أنه ينبغي أن يكون هناك قانون خاص بذلك، فالجريمة المرتكبة هنا هي إتلاف أو تعطيل ممتلكات عامة، وينبغي أن يعاقب القانون على ذلك بغض النظر عن وسيلة ارتكاب الجريمة، وأفضل الطرق لمواجهة مثل هذه الأفعال هي زيادة القدرات التقنية، ومتابعة تطورات تأمين المعلومات بشكل مستمر. اقرأ أيضا: إغلاق الموقع الإلكتروني لمطار القاهرة لمنع محاولات الاختراق متحدث «الطيران»: جهات أمنية تحقق في اختراق موقع المطار.. والأمر لا يستحق كل هذه الضجة في ذكرى فض رابعة.. مجهولون يخترقون موقع «مطار القاهرة»: «الأرض لا تشرب الدم.. سنلاحقكم في كل مكان»