مع معاناة قطاع السياحة منذ اندلاع الثورة من تراجع أعداد سائحين وتراجع أسعار بيع المنتجعات السياحية، تمثل الأعياد طاقة أمل للفنادق مع زيادة إقبال عليها، إلا أن عيد 2013 له طبيعة خاصة، فمع توتر الحياة السياسية، وزيادة العنف فى الشارع المصرى تراجعت بهجة العيد فى شاطئ البحر الأحمر وسيناء. يقول سامى سليمان، رئيس جمعية مستثمرى نوبيع وطابا إن الفنادق والمنتجعات السياحية فى هذه الأماكن تعانى من ضعف الإقبال هذه الأيام، «وتواجه أسوأ حالاتها منذ اندلاع الثورة»، مضيفا أنه فى مواسم الأعياد وحتى 2010 كانت الفنادق فى نوبيع وطابا لا يوجد بها غرفة شاغرة أو سرير خالٍ، بينما الآن أغلب الفنادق متوقفة. ويشير رئيس مستثمرى طابا ونوبيع إلى أن صعوبة الوصول إلى المنطقة ساهمت فى عزوف أغلب المواطنين عن الذهاب إليها، حيث إن أغلب الناس لديهم تخوف من عدم وجود أمان على الطرق، فضلا عن أن عدم وجود خط طيران لهذه الأماكن ساهم فى زيادة معاناة فنادقها. ويطالب سليمان بأن يتم تنظيم رحلات داخلية من جامعات أو جهات حكومية، إلى طابا ونوبيع أو إقامة حفلات فنية لتجذب أنظار المواطنين إلى هذه الأماكن. وبحسب أرقام قطاع تنشيط السياحة الداخلية، فإن متوسط نسب اشغالات جنوبسيناء فى شهر يوليو قد بلغت 53%، فيما بلغت هذه النسبة 66% فى البحر الأحمر. واعتبر إلهامى الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية إن موسم العيد الحالى سيكون من أقل المواسم التى سيذهب فيها المصريين إلى قضاء الإجازة فى منتجعات أو فنادق فى سيناء أو البحر الأحمر. ويضيف أن الحالة السياسية التى تمر بها البلاد والمسيرات المناهضة لعزل الرئيس مرسى، وحالات قطع الطريق المتكررة التى تحدث من وقت لآخر تجعل من الصعب أن يتخذ المواطن قرارا بالسفر إلى البحر الأحمر وسيناء نظرا لبعد المسافة. وأشار إلى أن وزارة السياحة أرادات أن تساعد أصحاب المنشآت السياحة والتى تعانى من ضعف الموارد ومهددة بالإغلاق لذا أعلنت الوزارة عن دعمها للطيران العارض لدعم تذاكر الطيران إلى هذه المقاصد. ورغم ارتفاع نسبة الإشغال مقارنة بباقى الأماكن السياحية فى مصر إلا أن هذه النسب تراجعت فى الأسبوع الأخير من شهر يوليو لتصل إلى 50% فى مناطق سيناء»، تبعا لما ذكره مجدى سليم، رئيس قطاع السياحة الداخلية. ويقول سليم إن حركة الحجوزات الخارجية تبين أن نسب الإشغالات خلال الأيام القادمة ستتراجع عن هذه النسب. ولا يختلف الحال فى منتجع شرم الشيخ بجنوبسيناء، والذى يعانى هذا العيد من عزوف المصريين عنه أيضا، «ارتفاع درجات الحرارة فى أغسطس، وتخوف المواطنين من الذهاب إلى شرم الشيخ عن طريق الأتوبيسات تحسبا لأى أخطار على الطريق حد من إقبال المصريين»، تبعا لما ذكره هشام على، رئيس جمعية مستثمرى جنوبسيناء. وما زاد من عزوف المصريين ارتفاع تذاكر الطيران التى تصل إلى نحو 1500 جنيه على خطوط الشركة الوطنية، مما يجعل أغلب الأسر المصرية تفضل الذهاب إلى الساحل. ويشير رئيس جمعية مستثمرى جنوبسيناء، والذى يمتلك ثلاث فنادق بالمنتجع أن نسب الإشغال سواء من الأجانب أو المصرين فى المنتجع ضئيلة للغاية لا تزيد على 45%، فيما تتراجع هذه النسبة فى فندق لآخر، حيث تصل فى أحد الفنادق التى يمتلكها إلى 30%، وتتراجع فى آخر إلى 2%. ومن جانب آخر يقول حاتم منير، مدير غرفة المنشآت الفندقية بالغردقة إن نسب الحجوزات خلال إجازة العيد هذا العام لا تقل عن الأعياد السابقة، «هناك فنادق محجوزة بنسبة 100%، وهناك فنادق لديها حجز أكبر من طاقاتها». وأشار منير إلى أن الأسعار التى قدمتها الفنادق خلال هذا الموسم جاءت أقل نسبيا من الأسعار فى عيد الفطر العام الماضى، وذلك بالنسبة للفنادق التى تديرها شركات مصرية، وبأسعار تقل بنحو 15% عن أسعار 2010، والذى يعد عام الذروة للسياحة قبل اندلاع الثورة، أما بالنسبة للفنادق التى تديرها شركات أجنبية فأسعارها لم تختلف عن أسعار العيد الماضى.