أحمد أبوالحجاج وكمال الجزيرى وحمادة بعزق وحمادة الشوادفى فى ضوء الأحداث التى تشهدها مصر تأثر قطاع السياحة بالأجواء العامة التى ترافق الثورة، حيث سجلت تراجعا حادا بداية من أحداث العنف الأخيرة فى شارع محمد محمود مرورا بأحداث قصر العينى وانتهاءً بأزمة الإعلان الدستورى الصادر عن رئيس الجمهورية، ما انعكس بوضوح على انخفاض نسب الإشغالات فى فنادق الأقصروأسوان وشرم الشيخ، باستثناء فنادق الغردقة بمحافظة البحر الأحمر.
الدكتور محمد عثمان، نائب رئيس غرفة شركات ووكالات السياحة والسفر بالأقصر، أكد ل«الشروق» أن القرارات الأخيرة للرئيس مرسى وما صاحبها من احتجاجات شعبية وأحداث شارع محمد محمود أثرت بالسلب على الحركة السياحية الوافدة للبلاد، مهددة بمزيد من التراجع السياحى، ما ينذر بعودة أزمة القطاع السياحى التى بدأت فى الانفراج مؤخرا.
وكانت نسبة الإشغال السياحى بفنادق الأقصر قد ارتفعت الأسبوع الماضى إلى 41% فيما شهد قطاع السياحة النيلية انفراجة كبيرة منذ مطلع شهر نوفمبر الحالى عادت معها البواخر السياحية والفنادق العائمة للعمل مجددا بين الأقصروأسوان، حيث وصل عدد الفنادق والبواخر السياحية بين الأقصروأسوان إلى 97 باخرة سياحية وفندقا عائما فى أكبر حركة للبواخر السياحية بنهر النيل منذ تفجر ثورة يناير المجيدة.
من جهته قال أنور أبو المجد، مرشد سياحى، إن كل الجهود التى تبذلها شركات السياحة والحكومة فى شهور يضيعها قرار غير مدروس، فالأموال التى خسرتها البورصة المصرية قد تعادل القرض الذى سوف نحصل عليه من صندوق النقد الدولى، لذلك فإننى أطالب الدكتور مرسى بضرورة إلغاء هذا الإعلان الغاشم الذى يعود بمصر للوراء.
وفى أسوان أكد أشرف مختار، مدير شركة ترافكو للسياحة، إن أى أحداث مظاهرات وتعامل بالقوة توثر بشكل سلبى على السياحة، مشيرا إلى أن أنه تم بالفعل إلغاء نحو 15% من الحجوزات الخاصة بالسائحين فى أسوان بعد الأحداث الأخيرة التى مرت بها البلاد بداية من أحداث محمد محمود الدموية ونهاية بمظاهرات التحرير.
وقال عبد الناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين بأسوان، إن الأسابيع الأولى من شهر ديسمبر القادم سوف تنحصر السياحة فى مصر عامة بسبب الاحتفال بأعياد الكريسماس، مشيرا إلى أن عودة السياحة فى مصر مرتبطة بحالة الاستقرار.
وفى شرم الشيخ تراجعت نسبة الإشغالات السياحية فى منتجعات جنوبسيناء وشرم الشيخ وطابا، حيث بلغت نسبة الإشغالات 64% فى منتجعات وفنادق شرم الشيخ وهى أقل بالمقارنة بالعام الماضى.
وأوضح نادر على، خبير سياحى، أن معظم الشركات السياحية ألغت العديد من الحجوزات نتيجة الأحداث الجارية.
وفى سياق متصل تراجعت أعداد السائحين الإسرائيليين القادمين إلى منتجعات طابا ونويبع وشرم الشيخ بشكل لافت للنظر، وبالتحديد عقب الإعلان الدستورى، حيث استقبل المنفذ صباح أمس 777 سائحا فقط، بينما غادر نحو 1000 سائح، فيما شددت أجهزة الأمن فى جنوبسيناء من إجراءاتها الأمنية حول المنشآت الحيوية والسياحية، خاصة فى مدن أبو رديس وطابا وشرم الشيخ ودهب، حيث تم تشديد عمليات فحص هويات كل القادمين والمغادرين خاصة المشتبه فيهم تحسبا لقيام عناصر تخريبية بعمليات ضد السياح.
فى المقابل أكد أحمد مصطفى، مدير مكتب تنشيط السياحة بالبحر الأحمر، أن الموسم الشتوى للسياحة بالبحر الأحمر مبشر، مشيرا إلى أن نسبه الإشغالات ارتفعت من 75% فى شهر سبتمبر إلى 77% هذا الشهر، مؤكدا أنه لا توجد أى تحذيرات أو إلغاء للحجوزات من مكاتب الشركات السياحية فى دول أوروبا.
من جهته أكد اللواء حاتم منير، أمين عام غرفة المنشآت السياحية، أن نسبة الإشغال فى محافظة البحر الأحمر تزداد يوما بعد يوم، ولن تتأثر حركة السياحة بالأحداث الجارية بنسبة كبيرة، مضيفا أن شركات السياحة الأوروبية تعلم أن محافظة البحر الأحمر بعيدة تماما عن الأحداث السياسية.