أخبار مصر اليوم: تجديد تكليف حسن عبدالله قائمًا بأعمال محافظ البنك المركزي.. القصة الكاملة لأزمة معيدة جامعة الأزهر بأسيوط.. محافظ الجيزة يشكل لجنة لحصر وتقسيم مناطق الإيجار القديم    ترامب يقطع اجتماعه بزعماء أوروبا للاتصال ببوتين    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن إصابة ضابط وجندي في معارك شمال غزة    إلتشي يتعادل مع ريال بيتيس 1/1 في الدوري الإسباني    منتخب الناشئين يواصل تدريباته استعدادا لكأس الخليج بالسعودية    القبض على الراقصة بديعة بتهمة نشر فيديوهات خادشة للحياء على السوشيال ميديا    ارتفاع مفاجئ بدرجات الحرارة، حالة الطقس اليوم الثلاثاء    أحدث صيحات موضة الأظافر لعام 2025    محافظ الإسكندرية: ملتزمون بتوفير البنية التحتية لضمان رعاية صحية آمنة للمواطنين    «الخارجية اليابانية» ل «المصري اليوم »: مشاركة مصر مهمة في «قمة التيكاد»    وزير الزراعة: نسعى للوصول بالرقعة الزراعية إلى 13.5 مليون فدان خلال 3 سنوات    98.5 مليار جنيه حصيلة أرباح البنوك التجارية والصناعية بنهاية العام المالي    هشام حنفي: الأهلي تفوق هجوميًا على فاركو والزمالك افتقد الحلول أمام المقاولون    موعد مباراة بيراميدز والمصري في الدوري الممتاز والقناة الناقلة    مسؤول بالاتصالات: استقبال المكالمات المحلية مجاني.. والخصم يقتصر على التجوال الدولي    هشام نصر: وزارة الإسكان قررت سحب أرض فرع الزمالك في 6 أكتوبر    تواجه اتهامًا باستغلال الأطفال ومحرر ضدها 300 قضية.. 16 معلومة عن لعبة «روبلوكس»    اطلب «*#06#» أو افحص العلبة.. 5 خطوات لتفادي خدعة النسخ المُقلدة من «آيفون»    محافظ الدقهلية يفتتح حمام سباحة التعليم بالجلاء بتكلفة 4.5 مليون جنيه.. صور    بالصور| نادين الراسي بإطلالة جريئة بأحدث ظهور.. والجمهور: حلوة ومهضومة    رئيس «قصور الثقافة»: إعداد موقع إلكتروني خاص باكتشاف المواهب وبيع اللوحات والكتب    أحمد السبكي: "مش عارف رافعين عليا قضية ليه بسبب فيلم الملحد!"    حدث بالفن | مطرب مهرجانات يزيل "التاتو" وإصابة فنانة وتعليق نجل تيمور تيمور على وفاة والده    سعر التفاح والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025    إبراهيم نور الدين: أرفض الاستعانة بحكام أجانب في مباريات الدوري    العمراوى حكما لمباراة سيراميكا وإنبى.. وعبد الرازق للجونة والمحلة فى الدورى    رئيس الوزراء الياباني يرحب بجهود أمريكا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية    أنشيلوتى يستبعد فينيسيوس ويعيد رودريجو وميليتاو إلى قائمة البرازيل    ترتيب الدورى الإنجليزى بعد نهاية الجولة الأولى.. 7 أندية بالعلامة الكاملة    بوتين يبحث مع نظيره البرازيلي نتائج قمة ألاسكا ويصف لقاءه بترامب ب"الجيد"    حاول إنقاذ الصغير.. مصرع أب ونجله غرقًا داخل ترعة قرية الشيخ عيسى بقنا    إطلاق حملة لرفع وعي السائقين بخطورة تعاطي المخدرات    محاولة تهريب عملات ومخدرات.. مباحث مطار القاهرة تحقق ضربات أمنية ناجحة    مصرع طالب إعدادي غرقا في نهر النيل بقرية في الصف    سعر اليورو اليوم الثلاثاء الموافق 19 أغسطس 2025.. كم سجلت العملة الأوروبية في البنوك؟    أسعار الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الثلاثاء 19 أغسطس 2025    محافظ سوهاج: المرسى السياحى متنفس للأهالى ويستقبل المراكب السياحية.. فيديو    «مصر تتعرض لضغوط هائلة».. مذيعة سي إن إن من معبر رفح: 5 آلاف شاحنة تنتظر العبور إلى غزة (فيديو)    ضياء السيد: الأهلي سيواجه أزمة أمام بيراميدز.. والتسجيل سيدين محمد معروف    تركت الدراسة 3 مرات ومهرها نسخة من المصحف.. 28 معلومة عن الشيف عبير الصغير    ابحث عن النصيحة عند من يصغر سنًا.. حظ برج الجدي اليوم 19 أغسطس    أستاذ تاريخ: مقولة "من النيل إلى الفرات" تزييف تاريخي صدره الصهاينة    أيمن يونس يكشف سبب تراجع نتائج الأهلي والزمالك وبيراميدز    «لو العصير وقع علي فستان فرحك».. حيل ذكية لإنقاذ الموقف بسرعة دون الشعور بحرج    ما علاج الفتور في العبادة؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: تركة المتوفاة تُوزع شرعًا حتى لو رفضت ذلك في حياتها    قبول طلاب المرحلة الثانية بالثانوي العام في سوهاج بحد أدنى 233 درجة    هل يجوز قضاء الصيام عن الميت؟.. أمين الفتوى يجيب    البحوث الفلكية : غرة شهر ربيع الأول 1447ه فلكياً الأحد 24 أغسطس    تمكين الشباب.. رئيس جامعة بنها يشهد فعاليات المبادرة الرئاسية «كن مستعدا»    هل المولد النبوي الشريف عطلة رسمية في السعودية؟    هل يتم تعديل مواعيد العمل الرسمية من 5 فجرًا إلى 12 ظهرًا ؟.. اقتراح جديد في البرلمان    اختبارات للمرشحين للعمل بالأردن في مجالات الزراعة.. صور    إجراء فحص طبى ل907 مواطنين خلال قافلة طبية مجانية بقرية الحنفى فى بلطيم    رئيس "الوطنية للانتخابات" يزور النيابة الإدارية: خط الدفاع الأول ضد الفساد المالي والإداري    يعالج الكبد الدهني في هذه الحالة فقط- "FDA" توافق على دواء جديد    الديهي يكشف تفاصيل اختراقه ل"جروب الإخوان السري" فيديو    انطلاق امتحانات الدور الثاني للشهادة الثانوية الأزهرية بشمال سيناء (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى عالم الإنترنت: ادعم ناشطًا اليوم.. تجد من يدعمك غدًا
قبل 30 يونيو.. شبكات ودوائر تتسع فى أوقات الأزمة
نشر في الشروق الجديد يوم 27 - 06 - 2013

حين علمت أن معارضا سياسيا من طاجكستان تم القبض عليه فى دبى، تمهيدا لإعادته إلى بلاده بدلا من محل إقامته فى روسيا، بدأت على الفور فى توجيه رسائل عبر موقع تويتر، وبحثت فى دائرة معارفى فى دبى عمن يمكنه المساعدة، وكل ذلك تم عبر الانترنت، حتى انتقلت القضية إلى عدد من المؤسسات الدولية.. قد يتساءل شخص لماذا أفعل ذلك؟ فأجيب ببساطة أن القاعدة تقول: «ادعم ناشطا اليوم، ستجد من يدعمك غدا».

يتحدث أحمد حجاب، مطور برامج تدريبية فى مجال الإعلام، عن واقعة حدثت له قبل عدة أشهر حين طلب منه ناشط روسى كان قد التقاه فى أحد المؤتمرات الدولية أن يبحث معه عن داعمين للمعارض الطاجكستانى، هنا تحرك الناشط الروسى فى دائرة علاقاته داخل منطقة الشرق الأوسط، فأبلغ أحمد حجاب، وتحرك الأخير فى دائرة علاقاته لمعرفة تفاصيل عن كيفية دعم المعارض السياسى المحتجز، ومن شخص إلى آخر، نجحوا فى الوصول إلى تفاصيل عن مصير ذلك المعارض فى وقتها. هذه العملية بأكملها تعرف باسم «التشبيك»، وتقوم الفكرة على استغلال العلاقات فى خدمة قضية أو هدف.

ومع صعود ثقافة الانترنت فى السنوات الماضية، صعدت معها فكرة التشبيك بين النشطاء ومستخدمى الانترنت من أجل خدمة قضايا يؤمنون بها، ومن آخر تلك النماذج، كان التشبيك قبل فاعليات يوم 30 يونيو القادم، بين نشطاء فى مصر وتونس وتركيا، ورغم إنكار عدد من النشطاء المصريين لوجود هذا التشبيك بشكل عميق، إلا أن ذلك لا يمنع وجود تنسيق بين نشطاء الدول الثلاثة حتى لو لم يكن على المستوى المتوقع، مثل إصدار بيان قبل أيام عن عدد من النشطاء المصريين والتونسيين والأتراك يخاطب العالم الغربى، ويدعو إلى التضامن معهم فى يوم 30 يونيو القادم بعدة وسائل، منها التظاهر أمام سفارات الدول الثلاثة فى الخارج، أو بمخاطبة الوسائل الاعلامية الغربية والجهات الحكومية طلبا لرفع دعمها للنظم الحاكمة فى مصر وتونس وتركيا.

ومن أجل أن تصنع تلك الحالة من التشبيك بين نشطاء وتدعو آخرين لتبنيها، فإنك فى الغالب تستند إلى علاقات قد تكونت من قبل فى مناسبات سابقة حسبما يصف أحمد حجاب مرة أخرى قائلا: «بحكم اهتمامى بمجال الانترنت، زرت العديد من المؤتمرات والفاعليات حول العالم، وفى كل مرة تتسع دائرة العلاقات والمعارف، وتتكون دوائر جديدة حسب نوعية الفاعلية التى أحضرها، وفى لحظة ما تنشط تلك العلاقات من أجل هدف أو من أجل دعم قضية أو شخص.. بشكل عام فإن أغلب الفاعليات من ورش تدريبية أو مؤتمرات أو غيرها تهدف إلى التشبيك بين الحاضرين». وبعيدا عن عالم المؤتمرات والفاعليات المختلفة يوضح أحمد حجاب نقطة أخرى عن طبيعة الانترنت نفسها التى تقوم على فكرة الشبكات، فالقضية هنا تكمن فى كيفية توسيع دائرة معارفك ودعوتهم لتبنى قضيتك. «هذا ما يحدث على سبيل المثال فى موقع تويتر حين يضرب أحد المستخدمين عنوانا الكترونيا بعد رمز ويبدأ الجميع فى تكرار الأمر، فيمكن حصر المعلومات المتعلقة بقضية واحدة تحت عنوان واحد». فى المثال الذى طرحه أحمد عن المعارض السياسى الطاجكستانى، حدث تواصل عبر الانترنت مع شخصيات مؤثرة فى دبى من مستخدمى موقع تويتر للتدوين القصير، كذلك تم إبلاغ مسئولين فى الاتحاد الأوروبى ومؤسسات حقوقية دولية، وتم كل ذلك فى أقل من ثلاث ساعات لدعم الناشط المحتجز، وكانت الفكرة واضحة: عليك أن تصل إلى شخص مفيد، كى يوصلك إلى شخص أكثر إفادة.

يبدو مثال المعارض السياسى الطاجكستانى بعيدا، لكن فكرة «التشبيك» بين نشطاء على الانترنت، وتبادل الدعم مع آخرين قد تكون عنوان المرحلة القادمة مع ازدياد الضغوط السياسية فى مصر.

كما أن تلك الفكرة لا تقتصر على تيار بعينه، فقد مارسها أبناء التيار الإسلامى من قبل، أحد تلك النماذج كانت فى صفحة شهيرة على فيسبوك تضم أكثر من 300 ألف عضو، عنوانها: «هل تؤيد الوحدة بين الإخوان والسلفيين؟». ويمكن ملاحظة هذا النوع من التشبيك مع مجموعات أخرى إسلامية، مثل حركة «أحرار» الإسلامية التى ترجمت هذا التشبيك إلى مواقف عملية فى فاعليات تقام فى الشارع المصرى مع حركات أخرى إسلامية وغير إسلامية، وهو ما جعل بعض الاسلاميين ينتقدونها فى مواقف نسقت فيها الحركة مع حركات مدنية أخرى لا ترفع الشعارات الدينية.

ممنوع من السفر

هناك ثمن يدفعه من يتبنى هذا النوع من الأنشطة مثل مناصرة نشطاء فى بلدان أخرى على الانترنت، فعلى سبيل المثال تم منع بعض النشطاء العرب من دخول مصر بسبب مواقف سياسية تضامنية، أحد هؤلاء هو اللبنانى عماد بَزى الذى منع من دخول مصر بسبب زيارته للمدون مايكل نبيل أثناء قضائه فترة السجن بتهمة إهانة القوات المسلحة فى العام 2011.

«عادة ما يلجأ النشطاء إلى التواصل وتبادل الخبرات ومساندة بعضهم البعض لتكوين شبكات قوية، وهذا الأمر غالبا ما يزعج الأمن فى كل البلدان تقريبا وبشكل خاص فى الدول العربية». الحديث هنا لعماد بزى الذى كان قد انتقل قبل عامين إلى العمل الحقوقى فى تونس، ورصد مؤخرا نوعا من التشبيك بين حركات شبابية فى تونس مع مثيلاتها فى مصر من أجل يوم 30 يونيو القادم فى البلدين، وتوجيه ضربة سياسية لحكم الإخوان المسلمين فى البلدين.

«هناك تكتيكات واضحة تضمن لك الفوز والإقناع، أثناء مناصرتك لقضية، وعلى رأسها الاستعمال السليم لطرق مخاطبة الجمهور والإعلام، مرورا بالتشبيك مع من نسميهم Community Mobilizers أو المحركين الاجتماعيين، وهى شخصيات ذات قدرة على التأثير على شرائح كبيرة من الجمهور فيخدمون قضيتنا المستهدفة»، هكذا يستكمل الناشط اللبنانى عماد بَزى حديثه بصفته مدربا فى مجالات الدعم الحقوقى وأحد أوائل المدونين العرب منذ العام 1998.

المستخدم العادى

وسط كل هذه التفاصيل ما الذى يمكن أن يستفاده الفرد العادى من القيام بالتشبيك بين آخرين لدعم قضية ما؟ يعود أحمد حجاب المهتم بشئون الاعلام الاجتماعى، ليجيب: «إيمانك بقضية هو الذى يدفعك للقيام بهذا الدور». ثم يستطرد ضاربا المثال بحالة تكشف أهمية هذه الخطوة: «مؤخرا تم حجب مئات المواقع فى الأردن، هنا يكون دور مستخدم الانترنت فى اتخاذ موقف مضاد من هذا السلوك، حتى لا تنتقل العدوى إلى مصر فيما بعد، خاصة وأن الجميع يترقب ما سيسفر عنه يوم 30 يونيو القادم، لذا على المدونين والنشطاء المصريين أن يعملوا طوال الوقت على رفع الوعى بأهمية حرية التعبير والمعلومات، والتنويه عن حالة التضييق التى جرت فى الأردن، لإدخال آخرين فى دائرة المهتمين بمثل هذه القضايا ورفع الوعى بخطورتها حتى لا تتكرر فى مصر».

هل ما يقوم به نشطاء الانترنت من تشبيك، هو دور المؤسسات الحقوقية فى الأصل؟ يرى حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أنه لا يمكن إنكار دور الأفراد فى دعم الكثير من القضايا، غير أنه يرى أن ذلك يجب أن يكون خطوة تالية لدور المؤسسات، ويقول: «تصدر المؤسسات المعنية ذات المصداقية تقارير عن قضايا وأحداث، لابد أن تكون مرجعا يستند إليه الفرد قبل أن يبادر إلى التشبيك مع آخرين حول قضية، فعليك أن تتأكد عمن وماذا تدافع، وأن تستخدم بيانات سليمة!». ويشير أبو سعدة إلى قضية أخرى قد تكون من الأعراض السلبية لعمليات التشبيك العابر للحدود بين أفراد فى الداخل والخارج، قائلا: «فى أسوأ الأحوال قد يتعرض الفرد لاتهامات جاهزة من الجهات الأمنية، إذا ما كانت القضية ضد رغبات السلطة السياسية، هذا أمر وارد». لكن هذا الواقع لا يوقف نشأة دوائر وشبكات جديدة طوال الوقت.

«تمرد» عدوى ثورية عابرة للحدود

فى الفترة التى انتفضت فيها المعارضة التركية قبل أسابيع فى ميدان تقسيم باسطنبول، ظهرت موجة من صفحات الفيسبوك، تدعو إلى التنسيق بين ثلاث دول هى مصر وتونس وتركيا للتمرد على حكم الأحزاب الاسلامية فى 30 يونيو القادم، أغلب تلك الصفحات لم تكمل عملها، عدا مجموعات من الشباب التونسى، يعملون على تكرار تجربة «تمرد» على طريقتهم.

وليد المرداسى أحد الشباب التونسيين الذين بدأوا فى فترة مبكرة تدشين صفحات على فيسبوك للحشد من أجل «تمرد» التونسية، يقول: «أنا مثل بقية الشباب، أطلقت دعوة للقيام بالحملة، واتسعت الفكرة، وثمة شباب ناشط جدا نظموها، وكانت صفحتى دعوة فقط أكثر منها تنظيما». وعلى مدار الأسابيع الماضية كان التحضير يدور من أجل هذه الخطوة، وبدأت تتوزع مهام المتطوعين لتوقيع وجمع الاستمارات. وحسب تصريحات هيثم العونى، الناطق الرسمى باسم الحملة فى تونس، فإن تنسيقا قد حدث بين مجموعة تونس وشباب الناشطين من حملة تمرد فى مصر. لكن هل كان هناك تشبيك واضح المعالم بين نشطاء مصريين وتونسيين؟ تجيب مى وهبة المتحدث الاعلامى لحملة تمرد فى مصر: «الحقيقة.. أننا لم نقم بتنسيق مباشر مع أحد خارج الحدود المصرية لنقل فكرة تمرد، الأمر لا يتجاوز نقاشات بين نشطاء عرب فى البلدين، وكل يكمل الطريق بنفسه».

«أنونيموس».. رفيقك فى الكفاح

«الرسالة إلى جماعة الإخوان المسلمين.. موعدكم 30 يونيو القادم، نحن الأنونيموس ندعم حملة تمرد، وشعارنا: الشعب يختار». تلك الرسالة تضمنها فيديو نشر قبل أسابيع على عادة مجموعة أنونيموس (المجهولين) التى تضم آلافا من محترفى اختراق المواقع الالكترونية بهدف نصرة القضايا العادلة، وتم نشر هذا الفيديو على خلفية الاعتداءات التى تعرضت لها حملة «تمرد» فى مصر. تظهر فيديوهات «أنونيموس» باللغة الانجليزية، وبصوت آلى لا يكشف عن بصمة الصوت. «هناك تنظيم عالمى للمجموعة كان مسئولا عن عدد كبير من العمليات، آخرها وأكثرها شهرة العملية التى جرت ضد آلاف المواقع الالكترونية فى إسرائيل». يشرح أحد أعضاء مجموعة anonymideast كيف دخل إلى هذا العالم، إذ كان قد التقى مع أفراد مجموعته الحالية قبل سنوات فى منتديات الكترونية لتعليم فنون القرصنة واختراق المواقع الالكترونية. وبعد تكوين المجموعة شاركوا فى عمليات ذات طابع عالمى أعلنت عنها مجموعة «أنونيموس» العالمية، من أهمها العملية التى جرت فى إبريل الماضى ضد المواقع الاسرائيلية، عدا ذلك فقد شاركت المجموعة التى ينتمى إليها فى عمليات أخرى منها: اختراق الموقع الالكترونى للمهندس خيرت الشاطر القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، ومواقع الحرية والعدالة، بما فى ذلك حساباتهما على موقع تويتر وشبكة فيسبوك، واختراق العديد من المواقع الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين. تعد مجموعة أنونيموس من أكثر النماذج التى تعبر عن فكرة التشبيك بين مجموعات مختلفة حول العالم، «هذا التنظيم صعب جدا الوصول إلى القائمين عليه وتتم اجتماعاتهم بسرية شديدة»، هكذا يوضح عضو مجموعة anonymideast التى تعمل بالمنهج نفسه، أما المعتاد والمتعارف عليه لدى مجموعات «أنونيموس» حول العالم أن يتم التواصل بينهم عبر برامج معينة للشات، وفى مساحات مخفية من شبكة الانترنت تعرف باسم «الانترنت العميق» (deep web)، حيث يصعب تتبعهم أو تحديد مواقعهم فى هذه المساحات المخفية من عالم الانترنت، والتى لا يزورها بطبيعة الحال المستخدم العادى للشبكة العنكبوتية.

ويطارد الهاجس الأمنى العديد من الذين اختاروا أن يكونوا «أنونيموس»، لذا تحاورنا معهم عبر حساباتهم المؤقتة على فيسبوك. نشأت النواة الأولى لمجموعة أنونيموس العالمية قبل حوالى عشر سنوات فى منتديات تعلم فنون القرصنة الالكترونية، ويشير لفظ «أنونيموس» فى عالم الانترنت إلى المستخدم المجهول، وهو اللقب الذى اتخذه عدد من القراصنة فى ذلك الوقت، حتى كانت بداياتهم كحركة عالمية فى العام 2008، اتضح خلالها العمل الجماعى المنظم حين قاموا ببعض العمليات الداعمة لموقع تسريب الوثائق السرية «ويكيليكس»، فاخترقوا عددا من المواقع الالكترونية الخاصة بشركات تسديد الأموال عبر الانترنت بعد أن فرضت حظرا اقتصاديا على دعم موقع ويكيليكس. وتحولت «أنونيموس» منذ ذلك الوقت إلى الانتماء لأفكار ومواقف، خاصة بعد أن اتخذت المجموعة مواقف مساندة لثورات الربيع العربى، وكذلك ضد المؤسسات التى تهدد حرية تداول المعلومات، وضد الأنظمة الاستبدادية حول العالم. تلك الرسالة الأخيرة التى وجهتها «أنونيموس» العالمية إلى النظام الحاكم فى مصر، ليست الأولى من نوعها، إذ أن المجموعة العالمية لديها أعضاء مؤسسون فى المنطقة العربية، يطلعونهم على حقيقة الموقف، حتى لا تتبنى المجموعة العالمية عمليات فى غير موضعها، أحدهم اختار أن يتواصل معنا تحت اسمه الحركى «Cyber-Terrorist»، هو مؤسس ومنسق لمجموعة أنونيموس فى الوطن العربى، وكان أحد من حددوا المكان الذى رفع منه الفيديو الخاص بالجنود المصريين أثناء اختطافهم فى شمال سيناء، إذ أن لدى المجموعة من الوسائل ما يمكنها من تحديد الموقع، بل وإرسال البيانات التى توصلوا إليها إلى الجهات المسئولة. لا يفوت «Cyber-Terrorist» أن يختم موضحا قواعد تعامل الأنونيموس قائلا: «نحن على استعداد لمساعدة السلطات فى تتبع أى شخص فى العالم، لكننا لا نقبل التمويل أو المساعدات المالية من أحد، ولا يستخدمنا أحد كأدوات عقاب أو تصفيات شخصية». ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة عمليات جديدة ضد مواقع الكترونية، تخص جماعة الاخوان المسلمين ووزارة الداخلية المصرية، فى حالة وقوفها ضد رغبات المتظاهرين فى 30 يونيو المقبل.

أصول التشبيك

برز مفهوم التشبيك منذ تسعينيات القرن الماضى مع ازدياد دور المجتمع المدنى، وتقوم فكرة التشبيك على دعم مؤسسات المجتمع المدنى بعضها البعض من أجل قضية بعينها. ويرجع متخصصون بداية ظهور فكرة «الشبكات» بشكل عام إلى النصف الثانى من السبعينيات حين تكونت شبكات تضم منظمات غير حكومية فى عدد من الدول النامية للقضاء على الأمية فى العام 1976 بواسطة المجلس الدولى لتعليم الكبار، كما تكررت نماذج أخرى فى بداية الثمانينيات مثل «شبكة العمل الصحى فى آسيا»، حتى أصبحت فكرة الشبكة تقليدا أساسيا فى هذا المجال، ويدعم هذا الاتجاه طوال الوقت المؤتمرات والفاعليات المختلفة لخدمة القضية المستهدفة أيا كانت، حيث تتكون العلاقات التى تنشط فى وقت الحاجة. وتتكرر الفكرة مرة أخرى فى مجالات أخرى مثل، مجال الأعمال، حيث توفر بعض المؤسسات فرصا للشباب وتقوم بتشبيكها مع الحكومة أو مع الجهات الداعمة، كما يلعب التشبيك دورا آخر فى عالم النشطاء السياسيين والحقوقيين، وخاصة مع ازدياد الورش التدريبية أو المؤتمرات وغيرها. ومع صعود مواقع التواصل الاجتماعى على الانترنت، أصبح هناك حضور أكبر لفكرة التشبيك، إذ تحولت إلى طقس يومى، حين يدخل المستخدم إلى شبكة اجتماعية مثل فيسبوك أو تويتر على الانترنت، ويبدأ فى متابعة من لديه فى دائرة معارفه الشبيهة بالشبكة. وهنا تتجلى فكرة التشبيك فى إعادة نشر ما كتبه آخرون، وتشبيكهم مع غيرهم لديهم الاهتمام نفسه، كما نجحت الفكرة بشدة فى عالم التسويق الالكترونى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.