"سنقوم بتدمير موقع فيس بوك تماماً يوم 5 نوفمبر" هذا هو الإعلان الذي قامت بنشره مجموعة أنونيموس التي تضم قراصنة إنترنت من كل أنحاء العالم. وأكدت المجموعة المعروفة بدفاعها عن الحريات الفردية ومعاداتها للحكومة الأمريكية وتأييدها لويكيليكس أنها ستقدم علي هذه الخطوة بسبب إصرار فيس بوك علي عدم احترام خصوصية مشتركيه وعدم حفاظه علي سرية معلوماتهم الخاصة التي يتم تقديمها وبيعها للحكومات والمؤسسات الأمنية والمخابراتية في كل أنحاء العالم. موقع فيس بوك انطلق في عام 2004 وهو يعتبر أكبر شبكة اجتماعية علي الإنترنت ويضم 750 مليون مشترك من مختلف دول العالم. وتقدر ثروة مؤسسه مارك زوكيربرج ب13 مليون دولار طبقاً لمجلة فوربس. ورغم الشعبية الهائلة التي يتمتع بها فيس بوك إلا أنه كان مثار انتقادات عديدة في الآونة الأخيرة بسبب عدم احترامه لخصوصية مشتركيه. لذلك أعلن ناشطو أنونيموس أنهم سيدمرون الموقع يوم 5 نوفمبر القادم. واختار هاكرز أنونيموس هذا التاريخ لأنه يوافق نفس اليوم الذي قرر فيه جاي فوكس (الشخصية التي ظهرت في الفيلم الشهير V For Vendetta (في فور فيندتا وهي شخصية ثورية كانت تسعي لتحرير الشعوب من سيطرة الحكومات المستبدة، (وهي بالمناسبة إحدي الشخصيات التي ألهمت الثوار في الربيع العربي وظهرت في لافتات التونسيين أثناء ثورة الياسمين) ويقول أحد المتحدثين باسم أنونيموس عن هذه العملية "قد يغضب الناس منا، لكن في يوم من الأيام سيفهمون أسباب ما أقدمنا عليه ويدركون أن ما نفعله الآن هو الصواب، نحن لانؤذيهم ولكن نساعدهم" وكان قد ظهر في الشهر الماضي حساب علي موقع تويتر اسمه "رسالة من أنونيموس" من خلاله تم نشر فيديو الدعوة إلي إغلاق فيس بوك وطلب من المهتمين المشاركة في العملية التي تحمل إسم Mission Facebook التحضير للعملية والاستعداد لها. المعروف أن أنونيموس هي مجموعة تضم عددا من محترفي الإنترنت الذين يقودون حملات للعصيان المدني عن طريق الإنترنت عبر حسابات سرية غير معلومة المصدر ويستغلون مواقع مثل 4chan والتي تسمح باستخدام الإنترنت دون التعرف علي هوية مستخدميه. وقد بدأت هذه المجموعة نشاطها في 2003 وأعلنت مسئوليتها عن هجمات علي البنتاجون وعلي مؤسسات أخري أمريكية وأوروبية. وفي العام الماضي اعتقلت الشرطة الأمريكية 20 شخصا يشتبه أنهم ينتمون لهذه المجموعة .. وكان هذا بعد عدة هجمات شنتها أنونيموس علي البنتاجون وعلي شركات وخدمات مثل ماستر كارد وباي بال. كما شنت هذه المجموعة هجمات علي المواقع الحكومية المصرية والتونسية إبان الثورة. وقد انتشرت الدعوة الجديدة لإغلاق فيس بوك بشدة في الآونة الأخيرة وكان نص الرسالة كالأتي "احترسوا أيها المواطنون فالموقع الاجتماعي الذي تعشقونه لدرجة الجنون سيتم تدميره تماماً. فيس بوك يبيع معلومات مشتركيه للجهات الأمنية ويسمح للحكومات بالاطلاع علي المعلومات الخاصة بهم للتجسس عليها، سواء من نفس البلد أو من بلاد أخري. أي معلومة تكتبونها علي فيس بوك تبقي علي الشبكة الاجتماعية إلي الأبد، مهما كان مستوي الخصوصية الذي تقومون باختياره في الموقع، وحذف المعلومات من علي الموقع يعتبر أيضاً مستحيلا، لأنكم عندما تغلقون حساباتكم يقوم فيس بوك بتعليقها فقط، ولايغلقها تماماً، ويمكن استعادتها في أي وقت. هذا الموقع يقوم بخداع الناس، ويجعلهم يقدمون علي أشياء لايعرفون عواقبها علي حياتهم وخصوصياتهم. وتختلف هذه العملية عن باقي العمليات التي قامت بها أنونيموس في أنها لاتلقي تأييدا إجماعيا من مؤسسي المجموعة، حيث عبر أحد المنتمين للمجموعة أن هذه العملية دعائية أكثر منها واقعية التنفيذ، كما أنها لاتتماشي مع أهداف المجموعة لعدم الإضرار بالناس العاديين ويقول "أنونيموس ليست منظمة لها قائد وتابعون، هي مجموعة حرة من حق أي شخص أن يؤيد أو يعترض علي أعمالها، من حق أي شخص أن يعرض فكرة الهجوم علي موقع أو مؤسسة ما ويتم التصويت علي هذه الفكرة وإذا لاقت تأييداً عن طريق التصويت يتم تنفيذها" ويبدو أن هذا الهجوم لايلقي تأييدا من أعضاء أساسيين آخرين في أنونيموس وهو مايجعل العملية صعبة التنفيذ لأن هؤلاء المؤسسين هم الأكثر خبرة في مجال تنظيم الاختراقات وبالتالي قد يكون الهجوم علي فيس بوك غير فعال بالدرجة المتصورة لأنه سيكون هجوما بدون عقل، كما أن الدعوة انتشرت علي الإنترنت منذ فترة طويلة ولاشك أن إدارة فيس بوك أجرت استعدادات لمواجهة هذا الهجوم، ولايمكن فعل شيء الآن سوي الانتظار لما سيسفر عنه هذا الهجوم.