ريم عزمى - ربما نكون شاهدناهم فى مظاهرات ميدان التحرير أخيرا فى جمعة «مصر مش عزبة»، ونتذكرهم من فترة عندما انتشر الحديث عن «الأناركيين» أو الفوضويين فى ظل الثورات العربية فى العام الماضى، وهم غالبا يرتدون أقنعة «فنديتا»الشهيرة..وعلى قناة التونسية تمت استضافة ممثل مجموعتهم فى تونس فى برنامج «لاباس» فى شهر أبريل الماضى، إنهم «الأنونيموسAnonymous».ومعروف أن المجهول يثير المخاوف لدى البشر حتى يتم التعرف عليه، فما بالنا وهم حريصون على أن يظلوا مجهولين! وفى العالم الافتراضى يهاجمون دولا مثل بعض الدول العربية ومنها تونس ومصر والجزائر، وأحيانا نجد هؤلاء يتصدون لقضايا مثل دفاعهم عن تسريبات «ويكيليكس» فهاجموا «ماستر كارد»عندما قررت وقف خدماتهم على موقع ويكيليكس وقضايا أخرى دفاعا عن الحريات أو حقوق الإنسان، أو يكتفون فقط بمضايقة شخص مثلما حدث مع الفتاة «جيسى سلاوتر». وفى العالم الواقعى هم يتظاهرون فى الشوارع سلميا مثلما حدث فى «احتلوا وول ستريت»، أو بعض المظاهرات فى مصر، لكن من المضحك أن نرى بعضهم يلف القناع حول رأسه فى اتجاه عكسى فنرى وجهه! لأن الهدف أن يظلوا مجهولين أيضا فى الواقع، فهم يتخفون وراء أقنعة مثل قناع الشخصية الثورية التاريخية فى إنجلترا «جاى فوكس»، والذى ارتداه البطل الشهير فى فيلم «فى فور فنتديتا» أو «ثاء من ثأر» إنتاج 2008. بلا رأس..لا مركزية..مستقلة..أجنحة متعددة منها الحركة والدعاية والتقنية وأخرى..خلايا صغيرة..كل ذلك تحت اسم «أنونيموس» كلمة إنجليزية تعنى مجهولا وأصبحت «ميم إنترنت»، وهو مصطلح يستخدم لوصف شعار أو فكرة تنتشر بسرعة من شخص إلى آخر من خلال الإنترنت. واعتمدت الكلمة في إطار ثقافة الإنترنت لتمثيل تصرفات العديد من المستخدمين المجهولين في مجتمع الإنترنت، الذين عادة ما يكونون غير مترابطين في مكان واحد نحو هدف متفق عليه، ويعتبر المصطلح شاملاً لأعضاء ثقافات إنترنت فرعية معينة. الأفعال المنسوبة إلى أنونيموس هي التي يقوم بها أفراد مجهولو الهوية، ارتبطت حوادث كثيرة بأعضائها بعد سلسلة احتجاجات عبر الشبكة وهجمات إلكترونية مثيرة للجدل، والتي لوحظت إعلاميا ونسبت إلى أنونيموس في عام 2008، وهم لا يعتبرون أنفسهم قراصنة تقليديين بل أصحاب رسالة، وتتم تصنيفهم تحت مسمى «هاكتيفيزم»أو النضال البرمجى، ولكن حسب موقع «سلات»الفرنسى»أخيرا توجد بداخلهم تصنيفات أخرى، وليس لهم رئيس، ولا متحدث رسمى، وليس لديهم هدف واضح ، فهذا «الأنون» وهو اختصار للكلمة، لديه قضية تختلف عن الأنون الآخر، لكن الفكرة المشتركة هى النضال وهى تعتبر الضمان الوحيد للحرية الفردية على الخريطة العالمية، والفكرة ليست قائمة على الانضمام لمجموعة، وكل أنون لديه الحرية فى المشاركة أو عدم المشاركة عند إطلاق النداء، لا يوجد أى توجيه ملزم , إذن أنونيموس ليست سياسة المجموعة المعتادة. ونقطة أخرى أن الأفكار التى يلتزمون بها تبدو أقرب للأشعار البسيطة منها لمعركة أيديولوجية دقيقة ومنظمة. أنونيموس هو مجرد: حشد ضخم، وقدرات مجهولة الهوية، ومشاريع فوضى، وقوته أكيدة، ومن وجهة نظر وسائل الإعلام والمواطنين والسياسيين، فالتحدى الأول هو محاولة فهم أنونيموس، لأنه حتى الآن كان التغيير حكرا على المنظمات الواضحة والمنظمة ونُفذ من قبل أشخاص محددين. وتقول إحدى شعاراتهم: اعط رجلا قناعا وسوف ترى وجهه الحقيقى،كما لو كان الإنسان يظهر جوانب مختلفة من نفسه وهو مختف وراء حجاب.