أكدت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن غزة تقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة بعد عامين من الحرب، مشيرةً إلى أن وقف القتال سيُطلق نضالاً آخر يتمثل في إعادة بناء النظام الصحي الممزق، وإنقاذ السكان من حافة المجاعة واليأس. وقالت بلخي، في كلمتها خلال المؤتمر الصحفي للجنة الإقليمية الثانية والسبعين لمنظمة الصحة العالمية، إن المنظمة تعمل منذ الآن على التخطيط لليوم التالي لانتهاء الصراع، وقد وضعت رؤية واضحة لإعادة تأهيل الخدمات الصحية وضمان الانتقال من مرحلة الاستجابة للأزمات إلى مرحلة التعافي. اقرأ أيضًا | حسام عبدالغفار: منظمة الصحة لم تُصدر أي توصيات جديدة للتعامل مع كورونا وأضافت أن "إعادة بناء النظام الصحي في غزة لن تُنقذ الأرواح فحسب، بل ستعيد الكرامة والاستقرار والأمل في المستقبل"، موضحة أن أولى الخطوات تتمثل في إعادة تشغيل المستشفيات، إذ يعمل 14 مستشفى فقط من أصل 36، وبصورة جزئية، نتيجة نقص الكهرباء والمياه النظيفة والأدوية وتعطل المعدات وتضرر البنية التحتية. وكشفت بلخي، أن منظمة الصحة العالمية أوصلت 17 مليون لتر من الوقود إلى المستشفيات وسيارات الإسعاف، مما حافظ على استمرار العمليات الجراحية ورعاية الأطفال حديثي الولادة وسلاسل تبريد اللقاحات، لكنها شددت على أن الاحتياجات لا تزال هائلة، مؤكدة ضرورة إيصال الإمدادات الطبية والمضادات الحيوية وضمادات الجروح فوراً إلى جميع أنحاء القطاع. كما حذرت المديرة الإقليمية من تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية، مشيرةً إلى وفاة 455 شخصاً، بينهم 151 طفلاً بسبب سوء التغذية منذ مطلع العام، مؤكدة أن أكثر من نصف مليون شخص يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة، وأن "سبعة من كل عشر نساء حوامل ومرضعات يعانين من سوء تغذية حاد". وشددت بلخي على أن إعادة بناء القطاع الصحي في غزة تحتاج إلى أكثر من 7 مليارات دولار أمريكي موزعة على مراحل الاستجابة الإنسانية والتعافي المبكر والتطوير طويل الأمد، مطالبةً الجهات المانحة بعدم الاكتفاء بالمساعدات الطارئة، بل بتقديم دعم مرن ومستدام لعدة سنوات، بما يسمح بتمكين المؤسسات الفلسطينية من قيادة عملية تعافٍ شاملة وشفافة. وختمت بالقول: "سنواصل دعم العاملين الصحيين في غزة الذين صمدوا بشجاعة، وسنقف إلى جانبهم كما كنا دائماً، فالصحة في غزة ليست مجرد أرقام، بل هي وعدٌ بالحياة والكرامة".