الإسكندرية مليئة بوسائل المواصلات الترفيهية القديمة التي تربط بين التراث القديم وتطور الوقت الحاضر، والتي تشهد اقبالا كثيفًا من زوار الإسكندرية، خاصة في فصل الصيف، ومن هذه الوسائل " الحنطور و فلوكة البحر ".
وكان الحنطور من وسائل الانتقال الرئيسية لطبقة الأثرياء، قبل ظهور السيارات في القرن الماضي، وأصبح الآن وبمرور الزمن رمز ومعلم سياحي لما له من طابع فولكلوري، فالتجول به يُعد متعة حقيقية للسياح من جميع الجنسيات والمصريين ومن مختلف الأعمار.
كما تحتفظ ذاكرة الأغنيات الشعبية والفولكلورية بالحنطور مرورًا بهذا العصر بالكثير من الأغنيات التي أحتفلت ومن أشهرها؛ " الجوز الخيل والعربية سوق يا أسطى لحد الصبحية " لكارم محمود، وحتى أغنية "اركب الحنطور واتحنطر" لأمينة.
أما الفلوكة التي كانت شاهد على قصص العشاق في الماضي، أصبحت الآن وسيلة من وسائل الترفيه التي تلاقي إقبالا شديدًاً من كل أفراد الأسرة، فالسياح من مختلف بلدان العالم يحرصون في مقدمة زياراتهم على ركوب فسحة الفلوكة؛ لقضاء وقت ممتع على شواطئ الإسكندرية بكافة الطرق.
وقد اقتربت "الشروق " من أصحاب هذه المهن لتتعرف على أسرارها عن قرب.
في البداية يقول عم محمد السيد (72 سنة) من أقدم سائقي الحنطور في الإسكندرية: "أنا منذ أكتر من 60 سنة فى هذه المهنة التي ورثتها أبًا عن جد، وهذه المهنة تتطلب الصبر وحب العمل والتعامل برفق مع الحصان، الذي يعتبر مصدر رزقنا، ويضيف أن معظم الأجانب الذين قطنوا الإسكندرية، وبخاصة اليونانيين والأرمن، كانوا يحبون الركوب مع والده ومعظمهم كانوا من سكان شارع السلطان حسين".
ويشكوعم صلاح محرم(42 سنة) أحد سائقي الحنطورمن مطاردة المرافق لهم، على الرغم من إنهم يحملون رخص لمزاولة هذه المهنة من إدارة المرافق ويقومون بتجديدها كل عام، ومع ذلك هناك ملاحقة مستمرة من المرافق، حيث يقومون بأخذ عربة الحنطور دون مبرر، مطالبينهم بدفع مبلغ 1000 جنيه لاسترداد عربتهم ،مناشدًا المحافظ بتخصيص أماكن لوقوف عربات الحنطور بحد أدنى 5 علابات بكل منطقة سياحية، حتى لا يتعرض العاملون بهذه المهنة للمطاردة المستمرة من شرطة المرافق.
وعن تسعيرة ركوب الحنطور يقول محمد مرسي (30 سنة): "ان هناك تسعيرة وضعتها لنا شرطة السياحة وهي 5 دولار في الساعة للأجانب و30 جنيه للمصري، وأحيانًا يقف ضابط السياحة ويقوم بسؤال الركاب عن الأسعار ليتأكد من الالتزام بالتسعيرة المقررة ".
وعن زبائنه يقولعم حسن السيد (65 سنة): " إنهم من كافة الأعمار والفئات وأن أكثر الأوقات ذروة في الأعياد هى فترة المساء، وذلك للتمتع بنزهة على شاطئ الكورنيش فيما عدا ذلك نعتمد على المراكب السياحية، التي تتواجد في الميناء كل أسبوع عن طريق معرفتنا بمواعيد وصول الأفواج من الموظفين بالميناء، مشيرًا إلى أن هناك حوالي 100عربة حنطور بالإسكندرية موزعه على كافة الأحياء.
وبالنسبة للفلوكة، يقول أحمد عبد الرحمن صاحب أحد الفلوكات بمنطقة القلعة: "أنا أعمل على هذه الفلوكة في الأعياد فقط، لأنها تشهد إقبالا كثيفًا من قبل المواطنين، مشيرًا إلى أن هناك فلوكات ذات حجم صغير تسع 7 أفراد فقط، بينما الفلوكة الكبيرة تستوعب 10 ركاب، ويكون سعر الركوب جنيه للفرد خلال ربع ساعة في رحلة قصيرة محيطة بالقلعة" .
ويضيف علي محسن، مركبي بمنطقة بحري، توجد العديد من الفلوكات بالمرسى المخصص للمراكب بهذه المنطقة، والتي تصل إلي 200 فلوكة ،مؤكدًا أن هذه الفلوكات تعمل في البحر من خلال الترخيص الذي يتم الحصول عليه من البحرية، والتي تقوم بتسعير الرحلات ليعمل من خلالها صاحب الفلوكة.