طلب ستة جنود من جيش جمهورية مالي حق اللجوء إلى الجزائر بعد فرارهم بأسلحتهم على متن سيارة عسكرية إلى الأراضي الجزائرية . ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية الصادرة صباح اليوم السبت عن مصدر مطلع قولها أن ستة جنود نصفهم جرحى من الجيش المالي وصلوا إلى الجزائر ليلة أول أمس الخميس عقب استيلاء قوات المعارضة الأزوادية على منطقة "تين زواتين" الحدودية مع الجزائر حيث طلبوا اللجوء وعلاج 3 من زملائهم المصابين بجروح .
وأضاف المصدر أن الجيش المالي فقد ما لا يقل عن 40 عسكريا في هذه المعارك بينما فر مثلهم إلى الصحراء وفضل 6 منهم الفرار إلى الجزائر ..مشيرا إلى أن قوات الجيش الجزائري بدأت عمليات تنشيط للصحراء بحثا عن جنود ماليين فارين من القتال يعتقد أنهم تسللوا إلى الجزائر .
وأوضح أن قيادات عسكرية من الجزائر ومالي بدأت فى أجراء مشاورات بشأن إمكانية تسليم الجنود الفارين للجيش المالي.
وكان "بلال أغ الشريف" الأمين العام للحركة ''الوطنية لتحرير أزاود' بشمال مالى المتمردة قد أعلن مؤخرا أن النداء الموجه لوقف الاقتتال من العاصمة الجزائرية لا يعنينا رغم احترامنا لتحالف 23 مايو وجهود أشقائنا الجزائريين .
وقد وجهت الحكومة المالية و التحالف الديمقراطي ل 23 مايو من أجل التغيير،منظمة للمتمردين الطوارق السابقين، عقب اختتام اجتماعهما يوم 4 فبراير الحالي بالعاصمة الجزائرية نداء فوريا لوقف الاقتتال بشمال مالي وتغليب الحوار والتشاور .
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية عن مصدر على إطلاع بالملف قوله أن هذا النداء صدر عقب لقاء تشاوري عقد من 2 إلى 4 فبراير الحالي بالجزائر العاصمة بين وفد عن الحكومة المالية بقيادة سوميلو بوبيي مايجا وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي ووفد عن التحالف الديمقراطي ل 23 مايو من أجل التغيير الذى يقاتل عناصره إلى جانب الحركة الوطنية لتحرير منطق أزواد ضد جيش مالي فى شمال هذا البلد .
جدير بالذكر أن تحالف 23 مايو منظمة للمتمردين الطوارق السابقين الذى حملوا السلاح من جديد فى مايو 2006 قبل توقيع اتفاقات سلام مع الحكومة المالية بفضل وساطة جزائرية عرفت باسم "اتفاق الجزائر".
وكانت الجزائر قد أعربت عن حشتها من نزوح الآلاف من اللاجئين الماليين بسبب الاقتتال الدائر حاليا بين الجيش المالي والحركة الوطنية لتحرير إقليم أزواد بشمال مالى .
ونقلت تقارير محلية مؤخرا عن مصدر أمنى جزائري قوله ان الدفعة الأولى من اللاجئين والتي قدر عدد أفرادها ب100 أسرة وصلت بالفعل إلى ولايتي تمنراست وأدرار الحدوديتين مع مالى ..معربا عن خشيته من تكرار موجة النزوح الجماعي التي وقعت في الثمانينيات بعد اندلاع الحرب بين الحكومة المالية والمتمردين الأزواد.
وأضافت التقارير أن الجزائر قررت تجميد دعمها العسكري للجيش المالي لمنع استغلاله ضد حركة التمرد "الأزوادية " بعد تبين لها أن الجيش المالي سحب عدة مئات من قوات كانت متخصصة في مكافحة الإرهاب ووجهها ضد الحركة الوطنية لتحرير إقليم أزواد بشمال مالى .