أعلنت منظمة "أطباء العالم" غير الحكومية التي تتخذ من العاصمة الفرنسية (باريس) مقرا لها أن الاطباء اضطروا لوقف نشاطهم في شمال مالي التي تعد فريسة لأعمال عنف تتسبب في نزوح أعداد كبيرة من السكان. وذكرت المنظمة في بيان - نقل راديو "أفريقيا 1" اليوم (الثلاثاء) مقتطفات منه - أن مجموعة من متمردي "الطوارق" قاموا بإطلاق عملية عسكرية في 17 يناير الماضي في شمال مالي والتي تسببت في نزوح عشرات الآلاف من السكان الذين لجأوا إلى معسكرات في مالي وموريتانيا وبروكينا فاسو والنيجر. من جانبه، أكد مسئول ببعثة المنظمة - بلجيكا بمالي أن جزءا من السكان فروا من المدن للجوء إلى الأدغال بدون ماء وبدون طعام وبدون رعاية صحية. واضاف البيان أن المنظمة رصدت رحيل عدد من أعضاء الطاقم الطبي لهيكل الصحة العامة في منطقة "كيدال" مما تسبب في عدم كفاية تقديم الرعاية الصحية هناك، كما علقت المنظمة عمليات الدعم هناك. وأعربت المنظمة عن قلقها إزاء تقليل مساحة العمل الإنساني في الوقت الذي يشهد العجز الغذائي المزمن في منطقة الساحل الافريقي أبعادا مقلقة للغاية ويتطلب تنمية أنشطة الوقاية والعلاج من سوء التغذية وتقديم المساعدات الغذائية للسكان الذين يحتاجون إلى أكثر من ذلك. يذكر أن تحالف 23 مايو الذي يضم متمردين سابقين من الطوارق والذين حملوا السلاح في شهر مايو عام 2006، قام بالتوقيع مع حكومة مالي على اتفاقيات سلام تحت رعاية الجزائر وتسمى "اتفاقيات الجزائر". وكانت الجزائر قد أعربت عن خشيتها من نزوح الآلاف من اللاجئين الماليين بسبب الاقتتال الدائر حاليا بين الجيش المالي والحركة الوطنية لتحرير إقليم أزواد بشمال مالى.