يشهد وزيرالثقافة الدكتور عماد أبو غازي، والمهندس محمد أبو سعده مدير صندوق التنمية الثقافية، عرض الفيلم الوثائقي (حرق أوبرا القاهرة) من إخراج كمال عبد العزيز فى الثامنة من مساء بعد غد الجمعة بسينما مركز الإبداع الفنى وذلك بمناسبة مرور أربعين عاما على حريق دار الأوبرا بالقاهرة. ويعد هذا الفيلم بمثابة تحقيق تاريخي وثائقي يتناول مشاهد سينمائية وثائقية نادرة للحريق الذي تم في 28 أكتوبر من عام 1971 وأدي إلي إنهيار المبني الذي تم افتتاحه في 1 نوفمبر من عام 1869، والتى كانت تعتبرأول دار أوبرا في أفريقيا والشرق الأوسط.
الفيلم مدته 40 دقيقة وتتبعه ندوة بحضور مخرج الفيلم والمخرج محمد خان والصحفي هاني شكر الله رئيس تحرير الأهرام أون لاين .
ويرجع تاريخ بناء دار الأوبرا القديمة إلى فترة الازدهار التى شهدها عصر الخديوى إسماعيل في كافة المجالات وقد أمر الخديوى إسماعيل ببناء دار الأوبرا الخديوية بحى الأزبكية بوسط القاهرة بمناسبة افتتاح قناة السويس حيث اعتزم أن يدعو إليه عددا كبيرا من ملوك وملكات أوروبا وتم بناء الأوبرا خلال ستة أشهر فقط بعد أن وضع تصميمها المهندسان الايطاليان أفوسكانى وروس وكانت رغبة الخديوى إسماعيل متجهة نحو أوبرا مصرية يفتتح بها دار الأوبرا الخديوية وهى أوبرا عايدة وقد وضع موسيقاها الموسيقار الايطالى فيردي لكن الظروف حالت دون تقديمها في وقت افتتاح الحفل فقدمت أوبرا ريجوليتو في الافتتاح الرسمي الذي حضره الخديوى إسماعيل والامبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث وملك النمسا وولى عهد بروسيا .
وكانت دار الأوبرا الخديوية قبل حرقها تتسع ل850 شخصا وهناك مكان مخصص للشخصيات الهامة واتسمت تلك الدار بالعظمة والفخامة إلا أنه فجأة اندلعت فيها النيران، وتضاربت الشهادات، لتنتهي التحقيقات في الحادث إلي تحميل مسئولية احتراق الدار إلي الماس الكهربائي الذي أتي عليها بالكامل في ساعات قليلة، وساعد علي ذلك أن 90% من المبني كان مشيدا من الخشب ولم ينج من الحريق سوي تمثالين للمثال محمد حسن، وسط شعور عارم بالغضب، وصدمة مباغتة في الشارع المصري الذي هاله الحادث المشئوم.
وتكلف إنشاء الأوبرا 160 ألف جنيه، وفي 29 نوفمبرمن عام 1869 مثلت علي خشبة مسرحها أول أوبرا للموسيقار جوسيبي فيردي وهي أوبرا ريجوليتو، أما أوبرا عايدة والتي كلف الخديو إسماعيل فيردي بها فلم يمكنه الانتهاء منها في موعدها المقرر وكانت مستوحاة من التاريخ الفرعوني، وكتبها ميريت باشا وعرضت بالقاهرة لأول مرة في 21 ديسيمبر 1971.
وظلت القاهرة بلا دار أوبرا قرابة العقدين من الزمان إلي أن حصلت مصر علي منحة من وكالة "جايكا" اليابانية للمعونات، التي استعانت بشركات يابانية، علي رأسها شركة جيما للمقاولات المعمارية فضلاً عن بيوت خبرة يابانية، وقد روعي في الأوبرا الجديدة إبراز الملامح الرئيسية، دون تفصيل للعمارة العربية كما أن نسبة تزيد علي 90% من المبني مؤلفة من الخرسانة فضلاً عن الاحتياطات الأمنية وقد بدأ بناؤها في شهر مارس 1985 وانتهي في مارس 1988. ويظل موقع الاوبرا مبني الأوبرا القديم في ميدان العتبة او كما يزال يطلق علية حتى الآن ميدان الاوبرا بقلب العاصمة ، خلف تمثال إبراهيم باشا الذي يحتله الآن جراج متعدد الطوابق قبيح الواجهة.