عرضت في الأوبرا المصرية هذا الأسبوع الفيلم الوثائقي حرق أوبرا القاهرة(04 دقيقة) سيناريو وتصوير وإخراج كمال عبدالعزيز , حيث لقي اقبالا كبيرا من المتخصصين والمهتمين بهذا الموضوع, ونظرا لذلك تم عرض الفيلم مرتان حتي يتمكن أكبر عدد من المشاهدين الاستمتاع به.. تلاه ندوة عن الفيلم أدارها الناقد الفني سمير فريد وبحضور عماد أبوغازي رئيس المجلس الأعلي للثقافة وكمال عبدالعزيز مخرج الفيلم ومحمد عفيفي أستاذ التاريخ. في هذا الفيلم مشاهد سينمائية وثائقية نادرة لحريق الأوبرا المصرية الخديوية فجر يوم28 أكتوبر1971, وقد التهمت النيران بالكامل هذا المبني التاريخي بما فيه من ملابس وديكورات واكسسوارات للعروض التي تمت علي خشبته منذ انشائه عام1869 في عهد الخديو إسماعيل.. وقد قام ببنائه المهندسان المعماريان الإيطاليان فوسكاني وروسي.. لقد هز هذا العمل العالم المتقدم بأكمله لأنه كان يمثل تحديا من مصر انها تستطيع منافسة الدول الأوروبية المتحضرة. كان يظن الجميع أن أحدا لم يسجله سينمائيا لكن البحث قاد المصور كمال عبدالعزيز وعاشق التراث للعصور علي فيلم( نيجاتيف) صوره رجل ألماني كان يمر بالمصادفة منذ بدء الحريق ثم اشتعال النيران بين أركان المبني, وأثناء تهاوي أجزائه واحدا بعد الآخر حتي اندثر إلي الأبد. وبعد عشرين عاما اقتنعت أرملته بإعطاء هذه الوثيقة لكمال عبدالعزيز فهي تعد الوثيقة الوحيدة النادرة تسجل سينمائيا لحريق القاهرة. وأضاف المخرج عليها لقاءات حية مع13 شخصية تولوا مناصب إدارتها أو قاموا بالعمل فيها كفنيين وفنانين حتي الخفير الذي كان مسئولا عن حراستها, فهم يتحدثون عن ذكرياتهم مع الأوبرا.. منهم حسن كامي رتيبة الحفني صلاح عبدون( مدير الأوبرا السابق) وماجدة صالح وجدير بالذكر أن المخرج كمال عبدالعزيز صاحب العمل له17 فيلما قام بتصويرهما منذ عام1990 سوبر ماركت للمخرج محمد خان ومن أفلامه أيضا جحيم تحت الأرض للمخرج نادر جلال عام2000أعرب الناقد سمير فريد خلال الندوة التي ادارها بعد عرض الفيلم أنه معجب بتسمية الفيلم حرق القاهرة وليس حريق القاهرة, لأن الحرق تم نتيجة اهمال بالإضافة إلي أن هناك شبهة وراء هذا الحريق, وقد ربط نكسة67 وماتلاها من احداث مثل هذا الحريق بانه كان بداية احباطات في تاريخ مصر وقتها. أما محمد عفيفي أستاذ التاريخ قال انه لم يكن يتخيل أن هناك مهتمين كثيرين لهذا الحدث إلي ان حضر الأوبرا هذا اليوم لمشاهدة الفيلم. وأضاف أن العرض السينمائي أفيد وأسرع بكثير من الكتب, وأشاد بجهد المخرج كمال عبدالعزيز الذي ربط ذاكرة الأمة بمكان وهو الأوبرا في فيلمه, كما أن مكان الأوبرا يربط بين القاهرة القديمة والقاهرةالجديدة بالإضافة إلي الحدائق وسور الأزبكية حولها, فالمكان محفور في ذاكرة المصريين.