في ندوة أقيمت بمركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية بعد عرض الفيلم اللبناني "رصاصة طائشة" المشارك في المسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحالية، والتي أدارها الناقد الصحفي أحمد سعد الدين، وكان ضيوفها مخرج العمل وكاتب السيناريو "جورج هاشم"، والممثلة اللبنانية "تكلا شمعون"، ولقد عبر الحاضرون عن إعجابهم بالفيلم ومدى حرفية المخرج في إنتاج فيلم يؤرخ للعلاقات الاجتماعية في تلك الفترة التي مرت بها لبنان أثناء الحرب الأهلية. قال المخرج جورج هاشم: إن قصة الفيلم الأساسية تدور حول شخصية "نها"، والأحداث التي تدور حولها خلال يوم الأحد، أثناء فترة توقف الحرب الأهلية، قبل عودتها من جديد؛ ولذلك تم التركيز على العلاقات الاجتماعية في الفيلم، وإشارة بسيطة إلى وجود مشاحنات بين الطرفين اللبناني والفلسطيني. ولقد أشاد أحد الحاضرين بالفيلم، بقوله إن استخدام المخرج لعناصر الطبيعة في الفيلم في عمل انتقالات مهمة داخل الفيلم يعد تعبيرا عن مدى تمكنه من أدواته السينمائية بشكل واع. وحول عدم وجود إقناع درامي حول مصير شخصية "جوزيف" الذي نراه في بداية الفيلم يتم خطفه؛ ولكن في نهاية الفيلم نعرف بعدم حدوث ضرر له. قال مخرج الفيلم: إن الأشخاص الذين يرتكبون أعمال القتل في تلك الفترة المتوترة في تاريخ لبنان بعد أول عامين من الحرب يكونون في حالة أشد خوفا من شخصية جوزيف نفسه، فلوا أرادوا قتله لقتلوه في تلك المنطقة المنعزلة البعيدة عن العمران؛ ولكنهم تركوه. حول تركيزه على شخصية البطلة عما عداها من الشخصيات وتعبيرات وجهها وملامحها، إن الفيلم يحكي عن مسار شخصية واحدة، وهي شخصية "نها" البطلة، وليس مع المحيط الذي تعيش فيه، فالشخصيات الأخرى تتساقط بمرور المشاهد الواحدة تلو الأخرى، ولكن يظل الخط الأساسي هو شخصيتها هي. وعن الإيقاع البطيء بعض الشيء في بعض المشاهد، قال مخرج الفيلم: إن الشخصية الأساسية في الفيلم هي شخصية البطلة "نها"، واستخدام الإيقاع البطيء في ذلك؛ بسبب إعطاء بعض الأحداث التي تدور حولها خلال يوم واحد لرصد حالة التأمل الطويل لديها. ولقد أشاد المخرج اللبناني المعروف "أسد فولادكار" بالفيلم، وأضاف أن الفيلم ذكره بأحداث الحرب في لبنان، مما جعله في حالة نفسية سيئة أثناء مشاهدته له، وأضاف أن الفيلم رغم انخفاض ميزانيته، وأنه يعد أول عمل سينمائي للمخرج إلا أنه نجح في إخراج عمل سينمائي على مستوى عال من الجودة السينمائية. فالفيلم ليس قصة لها بداية ونهاية، ولكن جعلنا نشعر بالحالة التي أرادها لنا المخرج أن نشعر بها، وأضاف أن ظروف الحرب جعلت الناس البسطاء في لبنان يتحدثون عن السياسة بشكل يثير اهتمامهم بطريقة كبيرة على غير المعتاد، وأن يشعروا بويلات الحرب؛ ما جعلهم يستمروا فيها لأعوام كثيرة. ولقد تحدثت ضيفة الندوة الممثلة اللبنانية "تكلا شمعون"، أنها أول مرة تشاهد الفيلم بعد تحميضه، وأنها سعيدة للمشاركة في مثل هذه النوعية من الأفلام، وأحيي كل من قام بالتمثيل في هذا الفيلم، وخصوصا بطلة الفيلم الممثلة "نادين لبكي"، فالفيلم يمس كل امرأة عربية. وحول شخصيتها في الفيلم قالت: قمت بدور أخت البطلة التي تريد لها أن تتزوج، والتي تخاف من كلام الناس، فكانت مثل القدر الذي يلاحق "نها" فهما وجهان لعملة واحدة. وعن المشهد الأخير في الفيلم، علقت قائلة: إن المرأة يوم زفافها تتوارث فستان عرس من أمها، فهو يعد رمزا لأي امرأة في ليلة عرسها، ولكن عند رؤية "نها" لهذا الزي ذكرها بأمها؛ مما جعلها في حالة نفسية سيئة. وحول ظروف الإنتاج، أشار مخرج الفيلم إلى أن كل العناصر المشاركة في الفيلم من فنانين وفنييين من لبنان وحتى المواقع التي تم تصوير المشاهد فيها فهي من لبنان. وحول تكلفة الفيلم، أشار المخرج إلى أن الفيلم كانت تكلفته بسيطة، وكانت منصبة على تقنيات الصوت والتحميض والمونتاج، ولقد قبل العاملون في هذا الفيلم من ممثلين وفنيين العمل دون مقابل. وأضاف أن الفيلم تم تصويره في 24 يوما، وكان يتم طبقاً لجدول مضبوط جدا، ولكن واجهتنا صعوبة في إيجاد أماكن تصوير لا توجد فيها آثار للزمن الحديث. وهو حاليا يركز على عمل أفلام تكون السمة الأساسية فيها التركيز على جوهر العلاقات، مثل علاقة التآخي والدم.