وقعت الجامعة الأمريكية فى القاهرة اتفاقية طويلة الأجل مع عدد من شركات القطاع الخاص الأمريكية، للاستفادة من مياه البحر لتنمية الصحراء فيما يسمى بمشروع «أنظمة الزراعة المتكاملة لمياه البحر (ISAS)» من أجل إنتاج الوقود الحيوى والمأكولات البحرية والملح والغذاء البروتينى، وعلف الحيوان فى مصر. حفل التوقيع الذى عقد أمس الأول حضره ليزا أندرسون رئيس الجامعة الأمريكية، وكارل هودجز المدير المؤسسى لمختبر بحوث البيئة فى جامعة أريزونا الأمريكية، ونينا فيدروف الرئيس المنتخب للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، ومايك نصار رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لشركة إينرجى آلايد إنترناشونال الذى أوضح أهمية الدعم الحكومى مناشدا الحكومة المصرية لانشاء منسق عام يعمل على تسهيل تأجير الارض وتنفيذ المشروع فى مصر وتركز الاتفاقية على التدريب والبحث والتطوير بتنمية وتشغيل شركة نيو نايل الشركة التى تم دعمها من قبل شركة اينرجى الايد انترناشونال الأمريكية بهدف إقامة مشروع البحر الأحمر فى مصر، بما سيغطى 50 ألف هكتار من الأراضى، وسوف يساهم فى خلق 6500 فرصة عمل مباشرة وعشرات من الآلاف الفرص غير المباشرة. وأوضحت أندرسون أن من مظاهر هذا التعاون القيام بدراسة جدوى وتقييم انشاء مزرعة استكشافية داخل محطة دراسات الجونة التابع لكلية العلوم والهندسة، والتى تقع على ساحل البحر الأحمر بنحو ثلاثين كيلومترا. فيما ربطت نينا فيدروف بين التغييرات المناخية، وتأثير ذلك على الأمن الغذائى والمائى وبين تطبيق هذا المشرع لتحويل الصحراء إلى أراضٍ زراعية منتجية، وقالت «إن هذا المشروع يبشر باستغلال أشعة الشمس ومياه البحر المالحة لمقاومة ظاهرة الاحتباس الحرارى»، موضحة أن هذا المشروع يجمع بين الأراضى الصحراوية الوفيرة ومياه البحر غير المعالجة، لتسهيل تربية الأحياء المائية والإنتاج الزراعى بطريقة لاستدامة ومعالجة البطالة فى نفس الوقت. «هذا المشروع جاء فى وقته جدا بالنسبة لمصر، نظرا لتعرض مصر للفقر المائى نتيجة ثبات كمية ماء النيل 55.5 مليار متر مكعب سنويا، مع الزيادة السكانية بما يؤدى إلى تناقص حصة الفرد من كمية الماء» كان هذا تعليق المستشار محمد عبدالعزيز الجندى النائب العام الأسبق على أهمية استغلال مياه البحر فى الزراعة، وأوضح أن هذا يعوض نقص المياه العذبة، خاصة أن مصر تستخدم 80% من مياه النيل فى الزراعة، فى ظل تآكل الأراضى الزراعية لنحو 60 ألف فدان من الأراضى الزراعية. «نستطيع تحقيق اكتفاء ذاتى من الغذاء والماء لو نفذنا هذا المشروع بشكل سريع ودون أى عوائق بيروقراطية» بحسب الجندى، مشيرا إلى أن مصر من أكثر الدول التى تطل على سواحل متمثلا فى 3 آلاف كيلومتر، مما يساعد على الاستفادة القصوى من مياه البحر فى تنمية الصحراء التى تمثل 95% من مساحة مصر، فضلا عن تنمية الثروة السمكية، وتوليد طاقة من بعض النباتات، موضحا أن هذا المشروع ظل تحت الدراسة لمدة 18 شهرا، مما يؤهله للنجاح. أما عن فائدة المشروع أمام ظاهرة التغيير المناخى وامكانية تعرض دلتا مصر إلى الغرق نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر الأبيض المتوسط، قال إن هذا المشروع يستطيع تحويل هذه الكارثة إلى فائدة عظيمة «سيكون هذا مفيدا لامكانية زراعة تلك الأراضى بالمياه المالحة» بحسب الجندى، مؤكدا أن هذا النوع من التكولوجيا غير مكلف لأنها تعتمد على أبحاث نجحت فى استخلاص أنواع من النباتات تتحمل الملوحة وتنمو فى ظل هذه الظروف، وأضاف «وهذه تجارب معروفة وموجودة فى مركز البحوث الزراعية، ونجحوا فى زراعة أرز وقمح بالمياه المالحة». ولماذا الجامعة الأمريكية وليست الجامعات المصرية من تتعاون من أجل نجاح هذا المشروع؟ جاوب الجندى قائلا «هذا طبيعى لأنها شركات أمريكية والجامعة الأمريكية، تعتبر مصرية لأن معظم الدارسين والطلبة بها مصريون إلا بعض الأساتذة الامريكان»، وأضاف: «لا يهمنا مع من تتعاون الشركات المهم ان نصل إلى نتيجة تفيد مصر، وتحقيق حلم تحول الصحراء إلى واحات خضراء جميلة». يذكر أن تكنولوجيا أنطمة الزراعة المتكاملة بمياه البحر برهنت على نجاحها فى إريتريا والمكسيك على مدى السنوات الثلاثين الماضية.