هل فعلا قطع الدكتور على الدين هلال قول كل خطيب فى اللغو الدائر عن مرشح الحزب الوطنى لانتخابات الرئاسة المقبلة؟ نظريا وعمليا أيضا وكما أعلن أمين الإعلام فى الحزب الحاكم فإن الرئيس مبارك سينافس لكى يكون رئيسا قادما للبلاد، وظنى أن حديث الدكتور هلال ليس رجما بالغيب ولا تمنيا شخصيا ولا تعبيرا عن رغبة شخصية، بل يمكن اعتباره بمثابة إعلان لقرار الرئيس ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة. غير أن السيد مجدى الكردى منسق ما يسمى «الائتلاف الشعبى لدعم جمال مبارك» اعتبر فى تصريحات لزميلنا أحمد فتحى نشرتها «الشروق» أمس أن كلام الدكتور على «مناورة سياسية» كما أنها «لن تؤثر على مسيرة تأييد جمال وستزيدهم إصرارا وقوة فى المرحلة المقبلة». بل إن الإيمان الكردى بأحقية جمال فى الترشح للرئاسة دفع الأستاذ مجدى لإعلان القتال من أجل ترئيس ابن الرئيس، فى تحد سافر للحزب الوطنى وللرئيس مبارك شخصيا، مشددا على أن ائتلافه الذى يسمى «الشعبى» لن يستسلم لقرار الحزب الوطنى أو لرغبة على الدين هلال، أو حتى لنية الرئيس فى الاستمرار، وسيدفعون بجمال لمنازلة والده كمرشح مستقل. ومادام الكردى مصمما على فرض حالة صراع على الحكم داخل البيت الرئاسى، من خلال تحريض الابن على منافسة والده، فإن المطلوب الآن أن يقول جمال مبارك كلمته فى هذه الدعوة الخطيرة، خاصة أنه لو أخذنا كلام المنسق على محمل الجد، فإن من شأن ذلك أن يدفع بالحزب الحاكم إلى آتون الانقسام والتشظى بين رئيس الحزب وأمين لجنة سياساته، وهو ما قد يفضى إلى تأثيرات سلبية على فرص الحزب فى الانتخابات البرلمانية الوشيكة. وكما ترى سيادتك فإن الوضع محرج والموقف دقيق للغاية، قوميا وحزبيا وعائليا أيضا، ومن ثم فإن المنتظر أن يتداعى حكماء الأمة لتشكيل وفد يذهب إلى الأستاذ مجدى الكردى لإقناعه بإلقاء السلاح والتوقف عن القتال من أجل وضع الابن فى مواجهة الأب، والدخول معه فى مفاوضات جادة نتمنى أن تنتهى إلى تفاهمات مع التيار الكردى تقى مصر من الانقسام بين الطرفين. وأحسب أن التيار الكردى الذى اقتطع من قوت أبنائه لكى يمول حملة دعم جمال مبارك مرشحا للرئاسة، وفقا لتصريحات منسقه العام فى أكثر من مناسبة، من أجل مصر وسعيا لمستقبل مشرق لها، لن يبخل على مصر التى يحبها كل هذا الحب العذرى بمنحها فرصة تجنب صدام مروع فى انتخابات الرئاسة المقبلة. مصر تقول لك «خليها عليك هذه المرة يا أستاذ كردى».