الاثنان يتحدثان باسم الحزب

إذا ما كنت متابعا لما يجرى فى ملف الترشح للرئاسة، فمن المؤكد أنك سوف تشعر مثلى بأن هناك من يلعب بك أو يلعب عليك.. وسوف تكون مشكلتك اكتشاف اللعبة ومحاولة تخمين أسبابها.
تأمل فقط التصريح الأخير لمحمد كمال، أمين التثقيف فى الحزب الوطنى، الذى قال فيه إنه لا يوجد موقف رسمى للحزب فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة 2011، وأضاف قائلاً: «عندما يحين الوقت المناسب سيتم إعلان المرشح للرئاسة، وهو ما يتطلب إجراءات معينة فى الحزب كما يستوجب انعقاد مؤتمر عام للحزب».
فهل كان الدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطنى، يجهل هذه الإجراءات التى يتحدث عنها أمين التثقيف.. وهل كان أمين الإعلام غير مدرك لضرورة عقد المؤتمر العام، عندما أعلن فى حوار مع قناة «الحرة» منذ حوالى أسبوعين أن الرئيس حسنى مبارك هو مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة المقبلة؟
من نصدق هنا.. أمين الإعلام أم أمين التثقيف؟.. اللافت أن أمين التثقيف قد عبر فى حوار له مع قناة «العربية» عن أن موضوع مرشح الحزب للرئاسة ليس مطروحا حاليا، وأن الحزب سيقف صفا واحدا وراء مرشحه المقبل فى انتخابات الرئاسة أيا كان هذا المرشح.
للخلف دُر عدنا مرة أخرى إلى مربع التخمينات والاستنتاجات، وأولها: هل كان تصريح أمين الإعلام فيما يخص أن مبارك هو المرشح مجرد نوع من التهدئة للأجواء، حتى لا يفسد الحديث عن التوريث الأجواء والحزب مقبل على الانتخابات التشريعية..
وأين هم من قفزوا ليوبخوا كل من تصدى لفكرة التوريث يوما ما بعد تصريح على الدين هلال، مؤكدين أن مبارك هو المرشح وأنه لا مرشح غيره، وأن هؤلاء الذين طاردوا التوريث كانوا يطاردون طواحين هواء خلقوها من فراغ.. أين هؤلاء الآن من تصريحات أمين التثقيف؟
بل إن هذه التصريحات المتضاربة تعيدنا مرة أخرى لفكرة الصراع الداخلى فى الحزب.. فلا يعقل أن يخرج اثنان من قيادات الحزب ليؤكد كل منهما عكس ما يقوله الآخر، إلا إذا كان كل منهما يعبر عما يريده، بينما الواقع لم يتم تحديده بعد.
المطلوب أن يخرج علينا الحزب ببيان رسمى، إما ليؤكد كلام أمين الإعلام أو ليؤكد كلام أمين التثقيف.. هذا إذا ما كان الحزب يرى أن من حقنا أن نفهم.
karima@almasry-alyoum.com