انتخابات الشيوخ 2025.. استمرار فتح لجان الاقتراع للمصريين بالخارج في 24 دولة بأفريقيا وأوروبا | صور    اعتماد تنسيق المرحلة الثالثة والأخيرة للقبول بالثانوي العامة بالبحيرة    التنظيم والادارة يعلن نتيجة شغل 2700 وظيفة بالهيئة القومية للبريد    انخفاض الرقم القياسي للصناعات التحويلية بنسبة 11.9% خلال يونيو الماضي    خريطة الأسعار اليوم: انخفاض الدواجن والبيض وارتفاع الذهب    "البحوث الزراعية" يكثف جهود الاستفادة من المخلفات ب44 ندوة إرشادية خلال أسبوع    وزير الإسكان: طرح فرصة استثمارية كبرى بالقاهرة الجديدة    بينهم مريم أبو دقة.. استشهاد 4 صحفيين في استهداف لمستشفى ناصر بغزة    مشاورات مصرية- تركية في جدة لتعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق الإقليمي    نائب ترامب يكشف رؤية الرئيس الأمريكى لانتخابات الرئاسة 2028    فيريرا يضع اللمسات النهائية لخطة الزمالك لمواجهة فاركو    موعد مباراة إنتر ميلان أمام تورينو بالدوري الإيطالي    وكيل تعليم أسيوط يتابع ختام امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة - صور    أمطار تصل لرعدية وظواهر تضرب البلاد.. توقعات طقس الأيام المقبلة    القبض على سائق سيارة نقل لاتهامه بالسير عكس الاتجاه فى الغربية    بلمسة شاشة.. ممرض يسطو على أموال صديقه والداخلية تكشف التفاصيل    مغادرة المصابين في حادث الحريق مستشفى جامعة قناة السويس    "المرة دي فيها غلط كبير".. حسام حبيب ينفي القبض عليه ويتوعد شقيق شيرين    60 متخصصًا سعوديًا يتلقون تدريبًا عمليًا على ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير    بعد توقف عامين.. ملتقى الرسوم المتحركة يستأنف نشاطه في ديسمبر    وكيل الأوقاف يوضح معنى الاحتفال بمولد النبي    الرعاية الصحية: الكشف على 195 ألف طالب ضمن حملة "اطمن على إبنك"    تدريب 1000 كادر طبي لدعم مبادرة "صحتك سعادة" بالصحة النفسية    محافظ المنوفية يفتتح وحدة جراحة الوجه والفكين بمستشفى الهلال للتأمين الصحي - صور    4 علامات تحذيرية لسرطان البروستاتا على الرجال معرفتها    سعر الذهب اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025.. هبوط عالمى وثبات محلى    القاهرة الإخبارية: 13 شهيدا بنيران الاحتلال فى قطاع غزة منذ فجر اليوم    الضرائب: الذكاء الاصطناعى أصبح ضرورة ملحة لتطوير الأداء المؤسسي    ما حكم شراء حلوى مولد النبى فى ذكرى المولد الشريف؟. الأزهر للفتوى يجيب    المصريون فى حضرة النبى.. آلاف المعتمرين يحتفلون بالمولد النبوى في البقيع والروضة.. زحام روحاني فى المدينة المنورة.. المعتمرون يزورون البقيع وقباء وأُحد وجبل الرماة.. ودموع وخشوع في طيبة    إصابة 4 أشخاص فى مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    مقتل 4 عناصر شديدة الخطورة فى مواجهات أمنية    إطلاق القافلة ال22 من "زاد العزة" بحمولة 4000 طن من المساعدات لقطاع غزة    سعر الذهب اليوم الإثنين 25 أغسطس 2025 فى الكويت.. عيار 24 ب 33.075 دينار    إثيوبيا تفتح بوابات سد النهضة، وشراقي يكشف تأثير قلة الأمطار على حصة مصر    صحيفة أمريكية: الاتحاد الأوروبي يناقش خيارات استخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة    "فليتنافس المتنافسون".. اليوم انطلاق اختبارات مسابقة "الأزهر - بنك فيصل" للقرآن الكريم بالجامع الأزهر    31 أغسطس.. انطلاق الكشف الطبي للطلاب الجدد بجامعة بنها    وزير الطيران: مشروع "مبنى 4" بمطار القاهرة يستوعب 30 مليون مسافر سنويًا    أثناء إنهاء إجراءات استلام الملفات.. تراشق بالألفاظ بين موظفى مكتب التنسيق يؤدى إلى زحام شديد للطلاب    ننشر أسماء مصابي حريق جامعة قناة السويس بالإسماعيلية    إسرائيل تشن غارات جوية علي صنعاء والحوثيون: الدفاعات الجوية تصدت لأغلب الطائرات    التليفزيون الفلسطينى : غارات إسرائيلة مكثفة تستهدف جباليا فى شمال قطاع غزة    بدء امتحان الجغرافيا والحديث والتفسير لطلاب الشهادة الثانوية الأزهرية دور ثان    حظك اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025.. توقعات الأبراج    فوز شباب الطائرة أمام تركيا فى بطولة العالم تحت 21 عاما    25 صورة ل كريستيانو رونالدو وجورجينا على البحر في المصيف.. ما وجهتهما المفضلة؟    في شهر عيد مولد الرسول.. تعرف على أفضل الأدعية    وفاة المخرج عمرو سامي    بعد طرحه ب 24 ساعة.. الفيلم التركي «الرجل المتروك» يتصدر قائمة أفضل 10 أفلام في عدد من الدول    محمود سعد عن أنغام: لم تُجري 3 عمليات جراحية وتحسنت حالتها الصحية    باسم نعيم: نقرأ عن رفض العدو .. وحماس: نتنياهو يعرقل الاتفاق .. ومع التجويع والابادة أين الرد يا وسطاء ؟!    بثنائية فلاهوفيتش وديفيد.. يوفنتوس يبدأ الموسم بثنائية ضد بارما    ميلود حمدي: أهدى نقاط المباراة للجماهير.. وهذا ما أتمناه ضد غزل المحلة    وزير الرياضة يكشف كيفية تطبيق قانون الرياضة الجديد وموقف الوزارة من أزمة أرض الزمالك    «الصحي المصري» يعتمد وحدتي الأبحاث العلمية والنشر والتعليم الطبي المستمر بكلية طب جامعة الأزهر    وليد خليل: فيفا حكم لغزل المحلة ب96 ألف دولار حق رعاية إمام عاشور    وكيل الصحة ببني سويف يتفقد وحدة الإسكان الاجتماعي الصحية بمنطقة ال 77 فدانًا شرق النيل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوجع اليوناني تحسه القاهرة
نشر في الشروق الجديد يوم 11 - 05 - 2010

لا يستطيع المصريون الاكتفاء بمصمصة الشفاه وهم يتابعون مشاهد الدراما اليونانية التى شغلت العالم فى الأيام الماضية، فها هى تضرب عندنا. وكالعادة بدأت آثار المرحلة الجديدة من الأزمة العالمية، التى اندلعت من الولايات المتحدة فى 2008، المرحلة الأوروبية بالبورصة المصرية، التى خسرت يوم الأحد ما يزيد على 5% من قيمة مؤشرها الرئيسى. لكن ما هو قادم أعظم وأخطر.
ويتلخص حجم الخطر الذى يمثله شبح إفلاس دولة اليونان على الاتحاد الأوروبى برمته، وعلى العالم بأسره، فى الاستجابة الهائلة التى أقرتها القارة مع صندوق النقد العالمى والبنوك المركزية بحزمة الإنقاذ التى اقرت مساء أمس الأول بحجم تسهيلات وصل إلى ما قيمته 930 مليار دولار، بدلا من 145 مليارا كانت فى الخطة الأولية.
جاء اهتزاز الأسواق العالمية بشدة نهاية الاسبوع الماضى، لتسجل وول ستريت أعلى انخفاض فى تاريخها خلال جلسة واحدة يوم الخميس، ليؤكد أن الأزمة العالمية لم تنته وإنما دخلت مرحلة جديدة.
وتتمثل خطورة هذه المرحلة فى أن مشكلات اليونان مع ديونها (قد تتفاقم إلى 140% من ناتجها المحلى الإجمالى) قابلة للامتداد إلى 3 دول أخرى فى المدى القريب هى إسبانيا وأيرلندا والبرتغال، وهو إذا ما حدث سيعنى انهيارا لاقتصاد اليورو، الذى يشكل ربع الاقتصاد العالمى.
«معظم الدول فى العالم ستحس صدمة التراجيديا اليونانية. وستتضمن القنوات التى ستنتقل عبرها الأزمة التدفقات الرأسمالية (الاستثمار الأجنبى المباشر)، وأداء السوق نفسها. ومن المؤكد أن الأزمة اليونانية ستقلل الطلب العالمى ومن ثم التدفقات التجارية بشكل مباشر ومن منظور عالمى وهو الأهم. وتتراوح التبعات ما بين المؤكد والمتوازن والذى لا يمكن التنبؤ به». هكذا كتب محمد العريان، الاقتصادى المصرى البارز، والرئيس التنفيذى لبيمكو، أحد أكبر صناديق الاستثمار فى العالم فى جريدة الفاينانشيال تايمز يوم الجمعة الماضى متحدثا عن المخاطر «السيادية» أو باختصار إفلاس الدول.
ويطالب العريان الحكومات بألا تكتفى بمجرد الملاحظة والمشاهدة، وأن تحاول استيعاب ما يحدث فى الدين الحكومى العالمى وأن تسارع باتخاذ الإجراءات المتناسبة مع أعباء الدين الخاص بها.
فى أكتوبر الماضى، حضرت مؤتمرا عقده المركز المصرى للدراسات الاقتصادية فى العين السخنة. كان الاتفاق العام وقتها هو أن الأزمة العالمية انتهت. بل إن وزير التنمية الاقتصادية عثمان محمد عثمان ذهب فى كلمته التى تجاوزت الوقت المحدد بساعة إلى المقارنة بغرابة بين وضع اقتصاد مصر الصغير واستجابة الصين للأزمة العالمية، للتأكيد على محدودية التأثر بها. وهذا بالضبط هو نوع التفكير الذى لا نحتاجه الآن فى مصر.
لا نحتاج من يقول لنا إننا بعيدون عن الأزمة لأننا لسنا كذلك، ولأن الفقراء هم من سيدفعون الثمن فى النهاية.
فمعنى ما قاله العريان واضح. ما يحدث فى العالم عبر اليونان سيؤثر على الاستثمار الأجنبى المباشر فى مصر وسيقلل من شهية الأجانب لدخول البورصة لا محالة. كما أن الاتحاد الأوروبى هو شريكنا التجارى الأساسى. وما يحدث هناك يقلل من قيمة اليورو بشدة. ويعنى ذلك أن الخضراوات والمنسوجات المصرية ستصبح أغلى بالنسبة للمواطن الأوروبى، الذى سيتراجع دخله. ببساطة صادراتنا للاتحاد الأوروبى، التى تبلغ حاليا 22.8 مليار جنيه ستتراجع وبشدة. أيضا فإن السياح الأوروبيين سيصبحون اقل قدرة على قضاء إجازاتهم فى الخارج وبالتالى فى مصر، مما سيؤثر على السياحة. كما انه اذا تراجعت حركة التجارة العالمية، كما هو متوقع، فستتراجع ايرادات قناة السويس أيضا.
هذا التراجع فى إيرادات الدولة الخارجية والتدفقات الرأسمالى يجىء على خلفية تراجع إيرادات الدولة فى مصر ب20% خلال ال9 أشهر الأولى من العام المالى الحالى، بحسب أرقام آخر تقارير وزارة المالية. يعنى ذلك بوضوح أن الضغط على عجز الموازنة وعلى الدين العام فى بلادنا سيكون عظيما.
وفى بلادنا، لا أجد سوى البنك المركزى الذى بدأ على الاقل فى متابعة تطورات أزمة ديون اليونان بشكل لحظى على 3 محاور هى سوق الصرف وسعر الجنيه وأثر ذلك على الاحتياطى، وخروج المستثمرين الأجانب الذى بدأ يوم الأحد، والاثر على الاقتصاد الكلى. بينما الحكومة صامتة تماما. بل نسمع تصريحات وزارية تتحدث عن استهداف معدلات نمو ما قبل الأزمة عند أو فوق ال7%!
يقول محمد العريان فى مقال آخر نشره فى مارس الماضى، أيضا فى الفاينانشال تايمز إنه «كل حين وآخر، يواجه العالم بتطور اقتصادى ضخم، يساء فهمه فى البداية، ويتم التقليل من شأنه على أنه ذو دلالة محدودة، ثم تجد الحكومات والشركات ومن بعدها العمال تحت هجوم يأخذهم على غير استعداد».
فى اليونان.. فإن تطبيق حزمة تقشف هائلة فى الأجور والإنفاق العام كان أول ما فكرت فيه الحكومة تحت ضغط الأحداث. وستعنى هذه الخطة تقليص عبء على الموازنة يصل إلى 11% من الناتج المحلى، ضاربا الفقراء والعمال بل حتى الموظفين من الطبقة الوسطى فى مقتل. ولأن فى اليونان نقابات وحركات اجتماعية شهدنا الاحتجاجات الجماهيرية، التى أخذت منحى عنيفا. وفى مصر إجراء كهذا، بنفس النسبة من الناتج المحلى المصرى، سيعنى تقليص ما يوازى ضعف دعم المنتجات البترولية من ميزانية الدولة فى خطوة واحدة وفى لحظة كساد. ولتتخيلوا معى تبعات إجراء كهذا، لو حدث فى مصر، على حياتنا جميعا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.