بعد تصنيفها من أفضل الوجهات السياحية.. ملامح سقارة الأثرية شاهدة على التميز الفرعوني

أوضحت وزارة السياحة والآثار، في بيان لها، أن منطقتي الجيزة وسقارة الأثريتين تم تصنيفهم ضمن أفضل 50 وجهة سياحية لعام 2023، وفقًا لقائمة مجلة "التايمز الأمريكية"، التي نشرت قائمة بأفضل الوجهات السياحية بجميع أنحاء العالم، ووقعت مصر ضمنها بمنطقتين مميزتين.
وذكر في تقرير المجلة العالمية، أن الوجهتين تستحقان الزيارة، وهذه القائمة لاختيار الأماكن جاءت بناءً على توصيات مراسلي الشبكة الدولية للمجلة.
وتستعرض "الشروق" في السطور التالية بعض المعلومات عن منطقة سقارة الأثرية:
تمتد سقارة من منطقة أهرامات الجيزة حتى مدينة دهشور، وكانت تستخدم كمنطقة دفن لأهالي مدينة منف على مر العصور، وهي مدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1979، فضلًا عن أنها أهم المناطق الأثرية الموجودة بمصر.
كما تقع في الجهة المقابلة لدولة منف القديمة، وتعتبر بمثابة جبانة قديمة في المحروسة واقعة على ضفاف نهر النيل الغربية، كما أنها تضم مقابر من مختلف عصور الحضارة المصرية، وبها أول مبنى حجري في تاريخ البشرية وهو هرم زوسر المدرج، وقد بناه أمحتب من الحجر الجيري، وقبل بنائه كانت المقابر تبنى من الطوب اللبن، بحسب ما ذكر في كتاب "آثار العمارة في أجداث سقارة".
ويقول الدكتور فاروق عبدالمحسن، في تقديم الكتاب: "تنقسم المنطقة إلى قطاع شمالي ويضم مجموعة من المقابر أهمها مقبرة "كا عبر/ شيخ البلد" ومقبرة "حسي رع" والسراديب المنقورة في باطن الأرض التي كانت مخصصة لدفن طائر أبو منجل بعد تحنيطه، ومصاطب بعض ملوك الأسرتين الأولى والثانية والقطاع الأوسط، وتوجد به المجموعة الجنائزية للملك زوسر وهرم الملك أوسركاف أول ملوك الأسرة الخامسة".
وأضاف: "ويوجد في منطقة سقارة 16 هرماً ملكياً منها هرم الملك "تتي" أول ملوك الأسرة السادسة، وهرم زوجته الملكة إبوت والملكة خوبت وبه مجموعة المقابر الشهيرة منها مقبرة ماروركا الذي كان وزيرا في عهد الملك تتي ومقبرة الطبيب عنخ ما خور، وفي شمالي سقارة توجد بعض مقابر ملوك عصر الأسرات المبكر كما يوجد فيها أقدم هرج مدرج الذي شيد في عهد الأسرة الثالثة".
فيما يوجد في صحراء سقارة معبد السرابيوم، وهو معبد حير كثير من العلماء بسبب وجود توابيته بأعداد كبيرة- مئات التوابيت، وأيضاً لأنها مصنوعة من الجرانيت شديد الصلابة وبحجم ضخم، والسيرابيوم هو اسم يعني مقر أو ضريح الإله سيرابيس.
كما يطلق على كل معبد أو هيكل ديني مخصص لعبادة إله الوحدانية سيرابيس وقد كانت عبادة مقدسة في مصر في العصر الهيلينستي، تجمع بين اثنين من آلهة مصر القديمة وهما أوزوريس وأبيس والهدف منها جعل المواطنين ذوي الأصول الإغريقية والآخرين من ذوي أصول مصرية يشتركون في عبادة الإله الحامي الذي يجمع بين صفات الإلهين الإغريقيين زيوس وهاديس مع صفات الإلهين المصريين أوزوريس وأبيس، وسيرابيس كلمة مركبة تجمع بين الإلهين أوزير وحب واكتشفه عالم المصريات أوجست مارييت عام 1848.
ويتكون السرابيوم من مجموعة من الأنفاق والسراديب المحفورة في قلب صخر هضبة سقارة ويبدأ بممر طويل ويؤدي إلى سلالم عبارة عن مصاطب كبيرة في آخرها باب صغير يفتح على ممرر رئيسي على استقامة واحدة طوله 136 متراً، وأرضيته خشنة وأخرى زجاجية وعلى جانبيه 24 غرفة دفن ذات قباب منحوتة في الصخر.