■ كتب: محمد نور يتساءل كلٌّ من عمر محمد ومصطفى أمين، عن حكم التعصب لأحد الأندية الرياضية والسخرية، التي يمارسها بعض المتعصبين ضد أنصار الأندية المنافسة. ◄ رد الإفتاء: جاء تحذير مركز الأزهر العالمي للفتوى من التعصب الرياضي، مؤكدًا أن السخرية والتنابز بالألقاب والسب والغيبة والعنف اللفظي سلوكيات محرَّمة تنافى الروح الرياضية الراقية، وتهدد السلم المجتمعي. فقد أباح الإسلام الحنيف ممارسة الرياضة والأخذ بأسباب اللياقة البدنية والقوة الجسمية، إلا أنه وضع ضوابط للألعاب البدنية يحافظ اللاعب من خلالها على دينه ونفسه وماله ووقته وسلامته وسلامة غيره، بما فى ذلك منافسه. كما جعل مراعاة هذه الضوابط أمرًا لا ينفك عن حكم الإباحة؛ بحيث لو أُهدرت أو أُهدر أحدها بما يبعث على الانحرافات الأخلاقية والسلوكية أو الفتنة، ومن ثم الفرقة وقطع أواصر الترابط فى المجتمع، كان ذلك مُسوغًا للتحريم. ◄ اقرأ أيضًا | «الأزهر العالمي للفتوى»: الدفاع عن الأوطان شرف ديني وواجب مقدس ولا شك أن الحفاظ على الوحدة مقصد شرعى جليل راعته هذه الضوابط، وقام على وجوب حفظه أدلة عديدة، منها قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، حتى كان زوال مسجدٍ أولى عند الله سبحانه من نشوب فتنة أو ظهور فرقة؛ ويدل عليه قوله تعالى فى مسجد ضرار: {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}. [التوبة: 108]. لذلك فما يحدث عقب المباريات الرياضية من ممارسات سلوكية غير أخلاقية سواء على الشاشات التليفزيونية أم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى تتضمن إشارات بذيئة وألفاظًا نابية وأوصافًا مشينة لا تتناسب مع أخلاق ديننا وتاريخ أمتنا وثقافتنا وحضارتنا، ولا تعد أمرًا هيّنًا، فالكلمة أمانة ومسئولية سيحاسبنا الله سبحانه وتعالى عليها.