مع اقتراب العام الدراسى من كل عام تتوالى أمام محاكم الاسرة القضايا المتبادلة بين الأمهات كحاضنات والآباء بسبب المصاريف الدراسية والولاية التعليمية، حيث تتزايد الدعاوى التي تطالب بدفع المصاريف الدراسية أو طلب زيادتها، خاصة أن الأمر لا يقتصر على دفع الرسوم الدراسية فحسب لكنه يشمل كافة المستلزمات من كتب وشنط المدرسة والكشاكيل وسبلايز ودروس خصوصية وغيرها مما يتعلق بالدراسة، وفي ظل ارتفاع الأسعار وزيادة الرسوم، تجد بعض الأمهات أنفسهن في مواجهة كل هذه النفقات بمفردهن ليغرقن في بحر من الديون والعوز، ينتظرن على أمل أن تحكم لهن المحكمة بالمصروفات الأساسية للمدرسة أو جزء منها لسد بعض من احتياجات أولادهن، ساعين أن يتساوى أبناؤهن بأقرانهم وألا يشعروا بحالة نفسية تؤثر على مستقبلهم بسبب العند والخلاف بين والديهم، وذلك لأن المصروفات الدراسية تندرج تحت النفقات التي يلتزم الأب بها نحو الصغير مثل المأكل والملبس والعلاج وكسوة الصيف والشتاء والفرش والغطاء. وقد شهدت «أخبار الحوادث» عددًا من القضايا المثيرة للدهشة والتي بكت بطلاتها بالدموع وهن يروين تفاصيلها، تتعلق جميعها بالمصاريف الدراسية والولاية التعليمية. وقفت الزوجة أمام المحكمة تسبقها دموع عينيها تحكي تفاصيل قضيتها؛ هي ربة منزل عمرها «28 سنة» بعدما تقدمت بدعوى طلاق للضرر ضد زوجها الطبيب الشاب بعد زواج لم يتعد 6 سنوات وقالت:كانت السعادة تغمرني عند زواجي به، فوالدي طبيب كبير وأنا تخرجت في كلية العلوم لكن قررت عدم الخروج للعمل للتفرغ لزوجي الطبيب الذي تمنيت أن يشبه أبي لكن كانت صدمتي كبيرة بعد الزواج، وجدته حريصًا على المال بدرجة كبيرة، يرفض طلبي إذا كان متعلقا بمال يدفعه سواء شراء سيارة أو السفر للنزهة صيفا بأحد الشواطئ، رغم أننا كنا متزوجين حديثا، فدائمًا يتعلل بانشغاله ما بين المستشفى صباحًا والعيادة التي تمتلئ ليلًا، ومرة أخرى يتحجج بعدم قدرته المادية، ومع ذلك لم انتبه لكل هذه الأمور بسبب سعادتي بحملي في ابني ثمرة هذا الزواج، حيث طلب زوجي أن نكتفي بطفل واحد فترة من الوقت حتى نستطيع توفير حياة كريمة له، لكن مرت السنوات وحدث فيها الكثير من المشكلات ولم أدرك هل بسبب الضائقة المادية التي لا تنتهي لزوجي أم بسبب بخله، فرغم عرض أبي مساعدته ماديًا كان باستمرار يرفض، وكثيرًا أبي يخبره بأن مساعدته لا تمس كرامته أو كبريائه فهو مثل ابنه، وكثيرًا ما يذكره أنه طبيب شاب في مقتبل العمر يحتاج من يمد له يد المساعدة، خاصة أن أبي ميسور الحال وأنا ابنته الوحيدة على شقيق، لكن زوجي ركب العناد عقله ورفض وبشدة زعمًا بأنه عليّ تحمل ظروف حياته مهما كانت. حتى جاء يوم دخول ابني المدرسة وأخبرته أن هناك مدرسة على مستوى جيد قريبة من المنزل مصاريفها 30 ألف جنيه، وهنا جن جنونه، رفض رفضًا نهائيًا إلحاقه بهذه المدرسة، وأخبرته بأن كل المدارس الجيدة في نفس المستوى المادي، وكانت صدمتي عندما أخبرني بأن نلحقه بمدرسة حكومية، وهو يعلل قائلا: إن الأطباء الناجحين تخرجوا من مدارس حكومية. الغضب تملكني في هذه اللحظة، أخبرته بأني لن ألحق ابني إلا بهذه المدرسة لكنه رفض، وقال إنه لا يملك مصاريفها، فأخبرته بأن أبي سوف يدفع المصاريف لحفيده، حبًا في ابني وليس مساعدة لي أو لزوجي، لكنه واصل عناده ورفضه وحدث خلاف كبير بيننا ادى في النهاية إلى الاتفاق على الطلاق، بعد إصرار كل منا على رأيه ولم يرغب ابدًا في أن يدفع والدي مصاريف ابننا رغم أن أبي حاول إقناعه كثيرًا بأن ما يفعله واجب، وكما يقولون أعز الولد ولد الولد، لكن عناد زوجي وصل لدرجة لا تحتمل. قمت بعمل ولاية تعليمية وقدمت لابني في المدرسة الخاصة ودفع أبي المصاريف، وبعد مرور عام من الطلاق علمت بأن زوجي سافر للعمل في الخارج، فتواصلت معه لزيادة مبلغ النفقة لابنه ودفع ولو جزء من مصاريف المدرسة لكن المفاجأة أنه رفض وأخبرني بغرور شديد أن اتكفل أنا وأبي بابني، لكن المصاريف زادت بشدة والأسعار، فقررت التقدم بدعوى مصاريف دراسية حتى لو يدفع والده جزءًا منها، في الماضي كان يتحجج بضيق ذات اليد وعدم القدرة على دفع المصاريف لكن الآن وبعد عمله بأحد المستشفيات خارج مصر لم يعد لديه حجة للإنفاق على ابنه إلا بخله الشديد، قدمت الزوجة من خلال محاميتها ما يثبت عمل الزوج طبيب بإحدى دول الخليج، ولا تزال الدعوى منظورة أمام المحكمة. شنطة المدرسة بدموع عينيها وقفت «رانيا» 32 سنة أمام محكمة أسرة الجيزة، تتقدم بدعوى نفقة مصروفات دراسية ضد طليقها «و.ع» لابنتها 9 سنوات وتقول:كانت حياتي معه ذل وإهانة وتدخلات من أهله كثيرة في الفاضيه والمليانه خاصة والدته التي تسببت في النهاية في وقوع الطلاق بيننا، وتركني وابنتي وكان عمرها 5 سنوات، ورغم كل ما حدث لكني كنت أترك ابنتي تذهب لبيت جدتها تقضي معهم يومًا كاملًا وأحيانًا عدة أيام دون اي اعتراض مني، الغريب أن ابيها يشتري لها ملابس ولعب واشياء كثيرة لكنه يتركها جميعها في بيت والدته ويخبر ابنتي بأنها سوف ترتدي هذه الملابس وتلعب بالألعاب في زيارتها لهم المرة القادمة، ولا يعطيني لها إلا القليل من النفقة بل أحيانًا يرفض في بعض الشهور أن يرسل لي نفقة ابنته، وكنت اتحمل وأخرج للعمل للإنفاق عليها وعلى البيت، ويوم التحاقها بالمدرسة رفض طليقي دفع مصروفات المدرسة واخبرني بأنه لا يملك هذا المال وحتى إذا كان يمتلكه لن يدفع لها جنيهًا طالما انها لم تعش معه. المؤسف وكما تقول الأم أمام المحكمة:إن والدها وجدتها يتصلان بي يطلبان مني إحضار ابنتي لقضاء عدة أيام معهما، ويخبراني بأنهما سوف يشتريان لها أدوات المدرسة والزي ورغم علمي أنهما لن يشتريا شيئا كنت أذهب بابنتي إليهما وأنا أتمنى كذب ظني، وبالفعل تعود ابنتي دون حتى أن يكون في يدها جنيهًا واحدًا، لكن مر العام وراء الآخر وكبرت ابنتي وبدأت تدرك ما يفعله والدها معها، لدرجة أنها تسألني «هو ليه بابا دايما بيضحك عليّ ويقول لي هيشتري شنطة وجزمة المدرسة لكن مبيشتريش حاجة، وكل زمايلي معاهم باباهم بيشتري ليهم كل حاجه لكن انا لا»؟! لوم وتساؤلات كثيرة وجهتها لي ابنتي، وعندما اتصل بها والدها قالت له «بابا أنا عايزه شنطة المدرسة»، فأجابها أنه سوف يشتري لها كل ما تريد عندما تحضر لزيارتهما ووعدتها جدتها أنها سوف تشتري لها حذاء المدرسة، وذهبت ابنتي مسرعة وكلها سعادة بوعودهما، لكن كالعادة عادت ابنتي بخفي حنين وأخبرتني بأن جدتها قالت لها «امك بتشتري لكي لبس جميل مش لازم احنا نجيب حاجه»!، ومرت الأيام واصيبت ابنتي بحالة نفسية جعلتها تدخل في نوبة بكاء باستمرار، الأمر الذي جعلني أطرق باب الأطباء النفسيين وعندما أخبرت والدها لم يحرك ساكنًا واعتقد اني اتحايل لأجعله يدفع لها النفقة التي يتهرب منها، ورفض حتي طلبي الاتصال بابنته للاطمئنان عليها،هنا لم يكن أمامي خيارا إلا أن أحصل على حق ابنتي؛ تقدمت بدعوى نفقة مصروفات مدرسية وقدمت للمحكمة كل المستندات من فواتير دفع أول قسط من رسوم المدرسة وفواتير شراء الكتب والاشتراك في الباص حتى الكشاكيل قدمت فواتير بها جزاءً على ما فعله بابنتي ومعي ولن اتهاون مرة اخري في حقها وحقي على أمل أعلم انه لن يتحقق أن يكون أبًا جيدًا لها. رجل الأعمال بخوف وترقب جلست الزوجة «إسراء»30 سنة وقفت أمام محكمة أسرة القاهرة الجديدة بعدما تقدمت بدعوى ضد طليقها تطلب نفقة شهرية لابنتيها وكذلك نفقة مصروفات مدرسية وروت مأساتها قائلة: زواجنا كان تقليديًا، فوالدي ووالده تجار كبار وتجمعهما علاقة عمل وهذا سر زواجنا أن تكون العلاقة أعمال ونسب، خاصة وأن ابنه يكبرنى ب 3 سنوات فقط، احببته من أول يوم ارتباط فهو شاب طموح، فعلى الرغم أنه أصغر اشقائه كان أكثرهم ذكاءً وقربا لقلب والديه لأنه تمكن بعمله واجتهاده من توسيع نشاطهم التجاري وزادت المشروعات، ورغم سعادتي بزواجي منه في البدايه لكن مع مرور الوقت اكتشفت عصبيته المفرطة وضربه لي دون سبب، ورغم محاولات أبي تعنيفه تارة بأخذ تعهدات عليه أمام والده، وتارة بتهديده بطلاقي منه، لكن دون فائدة بل أنه كره عائلتي وحاول إبعادي عنهم. مر على زواجنا 9 سنوات رزقنا الله خلالها بابنتين كانتا قرة حياتي، وفشلت كل محاولاتي للسيطرة على مشاعر زوجي المتناقضة فيوم يغمرني بالحب ويشتري لي المصوغات الذهبية والهدايا، ويوم آخر يتعدى علي بالضرب لدرجة أحيانًا أفقد الوعي، كنت اشعر بخوف شديد منه، أن تنتهي حياتي على يديه في لحظات الانفعال المتكررة منه، إلى أن حدث في أحد أيام شهر رمضان الماضي وبينما نحن نجتمع في بيت عائلته كالعادة نتناول طعام الافطار وكانت ابنتي الصغيرة صائمة مثلنا، عاد من العمل والغضب يكسو وجهه، وبدون ذنب اقترفته ابنتي انقض عليها بالضرب بالحذاء على وجهها وفمها لدرجة انها نزفت الدماء، وراحت تصرخ وأنا أصرخ معها دون أن يحرك أحد ساكنا حتى والدته لم تمنعه من ضرب ابنته، وعندما وقفت في وجهه انقض علي ّأنا الأخرى بالضرب، فقررت في هذا اليوم أن أنهي حياتي الزوجية معه لاكتشف وجهه الحقيقي؛ فبينما أسرعت إلى شقتي ألملم ملابسي وملابس صغيرتي في حقيبة،أسرع خلفي وبدلا من الاعتذار هددني إذا غادرت منزل الزوجية لن أحصل منه على جنيه واحد حتى مصاريف ابنتيه بالمدرسة الانترناشونال لن يدفعها! لم تخيفني تهديداته وأصريت على الطلاق الذي وقع بالفعل، وتعهد بأنه سوف يعطيني نفقة للبنات مقابل ألا أذهب للمحكمة بزعم أنه لا يليق بعائلته أن تاخذ بناته نفقتهما من المحكمة، لكنه خلف وعده وتركني أخبط راسي في الحيط كما يقولون، وعندما علم برغبتي في التقدم بدعاوى نفقات ضده أمام المحكمة، تواصل مع محاميتي يخبرها بأنه يريد الصلح والعودة لكن بشروطه، ومن جبروته أن أول شرط وضعه أن اقطع علاقتي نهائيًا بأسرتي، معتقدًا انهم السبب في طلاقي وبعدي عنه أنا والبنات. جن جنوني اكثر واصريت على اللجوء للمحكمة، خاصة بعد رفضه دفع مصاريف المدرسة الأجنبية واجباري على إلحاقهما بمدرسة أقل في المستوى المادي بكثير فقط لإذلالي، وأقمت دعوى أخرى ولاية تعليمية حتى لا يتمكن من نقلهما لمدرسة أقل، وفي انتظار حكم القضاء العادل. القانون بسؤال المستشارة القانونية «آية هزاع» المحامية المتخصصة في قضايا الأحوال الشخصية قالت: تعتبر المصاريف المدرسية من عناصر نفقة الصغير على أبيه وهي بمنزلة الطعام والكساء ومع دخول المدارس تبدأ الدعاوى القضائية بين المنفصلين بشأن المصروفات الدراسية، فالقاعدة القانونية ووفقا للمادة 18 مكرراً / ثانيًا من القانون 25 لسنة 1920 المعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985 تنص على أنه: «إذا لم يكن للصغير مالا فنفقته على أبيه وتستمر نفقة الأولاد على أبيهم إلى أن تتزوج البنت أو تكسب ما يكفى نفقتها وإلى أن يتم الابن الخامسة عشرة من عمره قادرًا على الكسب المناسب، وإن أتمها عاجزًا عن الكسب لآفة بدنية أو عقلية أو بسبب طلب العلم الملائم لأمثاله ولاستعداده أو بسبب عدم تيسر هذا الكسب استمرت نفقته على أبيه، ويلتزم الأب بنفقة أولاده وتوفير المسكن لهم بقدر يساره وبما يكفل للأولاد العيش في مستوى اللائق بأمثالهم وتستحق نفقة الأولاد على أبيهم من تاريخ امتناعه عن الإنفاق عليهم. ويحق للطرف الحاضن سواء الأم أو لو كانت الجدة طالما أنها الحاضنة رفع الدعاوى القضائية وطلب كل النفقات بما فيها المصاريف المدرسية، وما يحق طلبه هو المصروفات الدراسية فقط إنما الشنط والأدوات المدرسية والمواصلات والدروس الخصوصية الأب غير ملزم بها، إنما ما تبقى مما ذكر يكون على الحاضنة. وممكن أن يدفع الأب المصاريف الدراسية على أقساط لأن مراحل التقاضي تأخذ وقتًا طويلًا، فبعد تقديم المستندات ورفع الدعوى القضائية وتتداول الجلسات ثم يصدر الحكم وغالبًا ما يستأنف الأب الحكم ويتم النظر فيه ثم يصدر الحكم النهائي، فمن الممكن أن تتراكم النفقات المدرسية وبالتالي ممكن دفعها على أقساط إذا تم التنفيذ عن طريق محضرين، وكذلك ممكن أن نتقدم بدعوى حبس ضد الأب في حالة الامتناع عن تنفيذ الحكم وبالتالي يمكن له أيضًا طلب الدفع على أقساط بدلا من الحبس، ويكون 3 أو 4 أقساط حسب التحري على الدخل وإثبات قدرته المالية، ومع الأسف كالمتبع في باقي قضايا النفقة فإنه على الأم إثبات يسار الأب ودخله وتقديمها للمحكمة، وإذا لم تتمكن الحاضنة من إثبات دخله المحكمة في هذه الحالة تحكم بنصف قيمة المصروفات الدراسية. أما إذا تعلق الأمر بمصاريف الجامعة حتى لو كانت خاصة، فمن يتقدم بالدعوى يكون الابن أو الابنة ضد الأب، لانهم من المؤكد تعدى أعمارهم ال15 عامًا وهو السن القانونى للحضانة وبذلك لا يحق للأم التقدم بدعوى في هذه الحالة. وتنهي «اية هزاع» المستشارة القانونية للأحوال الشخصية حديثها عن الولاية التعليمية قائلة:وبالنسبة للولاية التعليمية فلا يحق للأب أن ينقل أولاده من المدرسة طالما أن الأم معها الولاية التعليمية، وطبقا للمادة 54 من قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 المعدل بالقانون رقم126 لسنة 2008 ينص على ان تكون الولاية التعليمية على الطفل للحاضن، وعند الخلاف تكون المصلحة الفضلى للطفل، أي تكون الولاية التعليمية للأم الحاضنة والتي تمكنها من اتخاذ القرارات المتعلقة بشئون الطفل التعليمية وهو تأكيدًا لحق الأم في الولاية التعليميه على أولادها، ولا يمكن للأب بذلك نقل الطفل من المدرسة لأخرى. اقرأ أيضا: معلم يطعن مطلقته حتى الموت لإصرارها على دخول ابنتهما مدرسة لغات