يغري المرشحون للانتخابات التشريعية العراقية الناخبين بالأموال والسلاح والأراضي السكنية وحتى الدجاج المجلد للحصول على أصواتهم في الاقتراع الذي سيجرى في السابع من الشهر الحالي. وتعتبر هذه الممارسات شائعة في جميع أرجاء البلاد وجزءا من اللعبة الانتخابية، وخصوصا في غياب قانون واضح لتمويل الأحزاب أو الجهات السياسية التي تشارك في ثاني انتخابات تعددية في عراق ما بعد صدام حسين. وقال محمد علي وهو رياضي من مدينة الناصرية: "قام أحد مرشحي قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي بعرض الأسلحة والأموال على شيوخ العشائر كما عرض مرشح آخر ملابس رياضية لكل فريقنا". وأضاف: "لكننا أبلغناه أن هذا لا يعني أننا سندلي بأصواتنا لصالحهم". وكان المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، قد أعلن أنه أعطى هذه الأسلحة لجميع أولئك الذين قاموا ب"دور بطولي" في حفظ الأمن. وفي المناطق الجنوبية، يحض المرشحون الذين يوزعون الأموال الناخبين على أن يقسموا بالإمام أبو الفضل العباس الذي يكن له الشيعة المهابة والاحترام، على منحهم أصواتهم. لكن آية الله علي السيستاني، أعلى سلطة دينية شيعية، يحظر مثل هذه الممارسات ويلزم الحياد الكامل بين الأحزاب الشيعية المتنافسة مكتفيا بتشجيع الناخبين على التصويت بكثافة في الانتخابات. ورغم ذلك، يتواصل توزيع الرشاوى تحت مسميات "الإكراميات" و"الهدايا" و"العطاءات". ففي محافظة ديالى حيث ينشط عناصر تنظيم القاعدة، تقتصر الرشاوى على "هدايا" بدون قيمة تذكر. وقال الطالب أحمد عدنان (23 عاما) أن "المواطنين في الحي حيث تسكن عائلتي تلقوا هدايا كناية عن دجاج مجلد من قبل مرشحين على قائمة أحد الأحزاب الإسلامية". وأضاف أن المرشحين "طلبوا من الذين قبلوا هدية الدجاج أن يقسموا على المصحف بعدم منح أصواتهم إلا لهذه القائمة". وتابع أن: "بعض المرشحين قاموا بتوزيع بطاقات تعد الشعب بحل مشاكله بعد الانتخابات قائلين +صوتوا لنا ونحن نعدكم بتوفير كل ما تريدون+". ويحاول مرشحون من إحدى القوائم التي تتلقى دعما قويا من العرب السنة في محافظة ديالى تقديم "هدايا" لكن بعض العرب الشيعة يرفضونها. وقالت فاطمة زهير (27 عاما) "عرض أحد مرشحي القائمة مبلغ 100 ألف دينار (85 دولارا) لضمان أصواتنا لكننا رفضنا". كما قال كريم سعد (37 عاما) وهو سائق سيارة أجرة "تسلمت موادا غذائية لكنني لن أمنح صوتي لهم، فهم يأتون فقط عندما يحتاجون إلينا". ومع احتدام المنافسة للفوز بمقعد في البرلمان، حيث المرتب الأساسي للنائب 100 ألف دولار سنويا عدا العلاوات، لا يتردد آلاف المرشحين في الإنفاق أكثر على حملاتهم الانتخابية. وقام غيلان صادق، المرشح المستقل في حي زيونة شرق بغداد، بطلاء مبنى سكني مكون من أكثر من عشرين شقة ورفع صوره ولافتات تأييد فوقها كدعاية انتخابية. وكتب على صورته "نحن نعمل لخدمتكم وسنواصل القيام بذلك". وفي إقليم كردستان العراق، تشتد حدة التنافس بين التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الحاكمين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني من جهة، وحركة التغيير بزعامة نوشيروان مصطفى من جهة أخرى. وقال آراس كريم (34 عاما) وهو سائق سيارة أجرة يسكن السليمانية "أفضل شيء وصلني هو الوقود المجاني", وأضاف: "لم احدد حتى الآن لمن سأمنح صوتي، سواء للتحالف أم لجماعة أخرى". بدوره، قال محمد كريم من قدامى قوات البشمركة في السليمانية: "طلبت مؤخرا من الاتحاد الوطني الكردستاني قطعة أرض سكنية لأن غيري حصل على واحدة لكن المسئول عني رفض طلبي". وتابع: "بعدها بشهرين جاء المسئول إلى منزلي قائلا إنه سيستجيب لطلبي شرط أن اضمن أصوات عائلتي لصالحه لكنني رفضت لأنني من أنصار حركة التغيير".